مدوّنات مصرية للجيب .. هى فكرة النزول بأعمال وإنجازات المدونين الصحفية والأدبية والفنية من عالم الإنترنت إلى الشارع المصرى فى صورة كتاب مطبوع .. لتصل إلى كل فرد يستطيع القراءة والكتابة ، ويمتد تداولها إلى خارج نطاق زوار المدوّنات ورواد الإنترنت الذين لا يتعدى عددهم فى مصر سبعة ملايين مستخدم ، لتقدم للجميع صورة طبق الإصل لما عليه الشارع المصرى، ورؤية واقعية وتلقائية للثقافات والإتجاهات الفكرية للشباب .
الملاحظ دائما أن المتحدث عن مشاكل الناس وآلامهم ومعاناتهم يكون كاتبا او إعلاميا أو صحفيا ، وليس ذلك الإنسان الذى يعيش مع الشريحة الكبرى من الناس فى مركب واحدة ، ويشاركهم الحياة بإشكالياتها ومعاناتها .
ولإن أصحاب المدونات يمثلون كل فئات وطبقات المجتمع .. الطالب .. والجامعى .. والمثقف والموظف .. والباحث عن عمل .. الذين يعيشون فى الشارع والحارة المصرية .. الذين نقابلهم فى الأتوبيس ، والمترو ، والجامعة ، والمدرسة .. وهم طبقة مثقفة تجيد التعبير عن مجتمعهم بصورة أكثر من رائعة .. هم أفضل من يتحدث عن رغيف الخبز ، وأزمة الحديد ، وأكياس الدم الفاسدة ، ومصنع الموت فى دمياط ، ومشاكل الشباب والبطالة وكبت الحريات وغيرها ، من هنا جاء حلم " مدونات مصرية للجيب " ليستمع الشعب الى الشعب وينصت الناس فى الشارع إلى حديث المدونين ، الذين هم قطعة من قلب من مصر النابض ، وعين صادقة ترصد الأحداث.
الفكرة تتلخص فى كتاب دورىّ يتضمن أعمالا أدبية وسياسية وشعرية وكتابات ساخرة وخواطر ومواقف شخصية ، وكافة ألوان الإبداع التدوينى ، وقد تم الإتفاق مع دار نشر " أكتب " التى تبنت الفكرة ورحبت بها ودعمتها ، ويتضمن العدد الأول أعمالا لما يزيد عن 40 مدوّن مع حفظ كافة الحقوق الأدبية ، ويتكون الكتاب من عدد 250 ويباع بسعر 4 جنيهات ، على أن يتم طبع 5 ألاف نسخة ، ويبدوا واضحا من السعر وحجم الكتاب مدى الدعم الذى قدمته المدونين ودار النشر للفكرة للمساعدة فى نجاحها والمزيد من الإنتشار ، الأمر الذى سيأتى بالمزيد من النجاح الأدبى والمادى فى الأعداد التالية .
أصحاب الفكرة هما إثنين من المدوّنين المصريين : أحمد البوهى صاحب مدونة إنكسارات ، وأحمد مهنى صاحب مدونة مزاج ، وهما يدوّنان على بلوجر من حوالى عام تقريبا ولهما أنشطة ثقافية وأدبية أثناء وبعد فترة الجامعة ، ورغم أنهما اصحاب موهبة أدبية متميزة تستطيع أن تأخذ طريقها الى النور ، إلا أنهما فضلا السعى بالجميع للنشر ،وفتح الباب أمام الكثير من المدوّنين
ويقوم البوهى ، ومهنى بالإضافة الى المدوّنة إيناس لطفى على تجميع أعمال المدونين ، وتشرف دار النشر على عملية إختيار الأعمال المرشحة للنزول فى الكتاب ويشترط فى الأعمال المرشحة ألا تحمل إساءة أو تجريح لأى شخص ، وأن تتجنب الألفاظ الخارجة دعما لمفهوم التدوين النظيف .
وقد لاقت الفكرة حتى الآن قبولا غير مسبوق بين أبناء عالم التدوين وشارك الألاف بأعمال متنوعة ، وتحمس الجميع للفكرة ، وساعد على إنتشار الفكرة وجود جروب على موقع الفيس بوك يحمل إسم جروب " مدوّنات مصرية للجيب " بالأضافة الى تبنى العديد من المدونات رفع شعار "دوّن" وكتابة المقالات ونشر الدعوة الرسمية الموجودة على الفيس بوك.
يقول " أحمد البوهى " أن مدونات مصرية للجيب تتيح للشعب المصرى أن يعبر عن نفسة كأفراد ويستمع الشعب للشعب ، كما يتسع نطاق الإختيار أمام القارئ المصرى من الجرائد والمجالات والكتب التقليدية لمطبوعة تبدو فريدة ومتنوعة وجريئة .
كما إن "مدونات مصرية للجيب" تغير المفهوم الذى إرتبط فى الأذهان عن الكمبيوتر والأنترنت من إنه وسيلة للترفيه وسماع الأغانى إلى وسيلة للثقافة والفكر ، كما يمثل الكتاب تأريخا شعبيا للحياة المصرية لتلك الفترة من الزمن ، وهى إكتشاف للمواهب الحقيقية ووتقديمها للمجتمع .
ويبدو أن فكرة " مدونات مصرية للجيب " والمدونات بصفة عامة قد حولت وسائل الاعلام المرئية الى دافع للكتابة والقراءة والاطلاع بعد أن كانت بديلة عنهم فى الفترة السابقة .
أصبح للمدوّنات اليوم آلاف من الزوار الذين يتابعون تقارير ومقالات المدونين يوميا ، وتجاوز عدد المدونين فى مصر 35 ألف مدوّن ، وأصبحت المدونات تشكل عنصرا هاما من عناصر الإعلام ، ومؤثرا من مؤثرات الرأى العام ، وبعض المدونات لا تقل فى شعبيتها إطلاقا عن بعض الصحف المطبوعة ، كما تجد المدوّنات مصداقية عالية لدى الجمهور نظرا لأن الكاتب فى هذة الحالة يكون أحد صانعى الإحداث ، فالمدوّن مشارك فى الندوة أو المظاهرة أو الإضراب أو الإعتصام أو الأعمال الإنسانية المختلفة وليس مجرد صحفى يمارس عملة .
يبدو أن عالم التدوين ينتقل كل يوم من نجاح إلى نجاح ، والمدونين بأقلامهم وكاميراتهم وثقافتهم المستمدة من الأحداث أصبحوا عيونا ترصد الحياة فى مصر ، ولا شك أن مشروع " مدونات مصرية للجيب " سيشكل نقلة هامة جدا للمدونين من العالم الألكترونى إلى العالم المطبوع .
أحمد الصباغ
----------------------
مواقع كتبت عن مدونات مصرية للجيب
جروب مدونات مصرية للجيب على الفيس بوك
الكليب الخاص بالفكرة على اليوتيوب
No comments:
Post a Comment