وبعد أن قتل المذيع زوجته وسيـّح لها فى جريدة الأهرام واصفاً إياها – الله يرحمها - بإنها كانت تطارده مطارده الذئاب، وإنها كانت (طخينة) فى حين إنه - يا عينى - كان مغلوباً على أمره لإنه خريج المدارس الأزهرية – إبن الناس – العفيف – الوسيم – أبو شامه على جبينه، وبعد أن طلبت أسرته بضم درره الثمينة التى كتبها فى جريدة الأهرام إلى ملف القضية، لا أجد غضاضة – اسمحولى اقول غضاضة فى وسط الكلام – أن أؤكد أن الزواج من مذيع؛ هو متعة رفيعة المستوى لا تقدرها سوى البنت الحكيمة خدى عندك:
أن تتزوجى من مذيع يضمن لكى موتة فل، لا تحلم بها أى فتاة فى سنك، يهتم بها الإعلام وكإنك الاميرة دينا الله يبشبش الطوبة اللى تحت راسها، ويضمن لكى الشهرة التى طالما حلمتى بها (وانتى عايشة) ويحقق لكى نجومية تحسدك عليها كل فتيات جيلك.
أن تمتلئ الصحف بصورك (وانتى بتبوسى جوزك المذيع) .. بالطبع سيكتب عنكى فى الجريدة القومية مقالاً هو الأطول فى تاريخ المذيعين.
أن يكتب عنك فى تلك الجريدة القومية فى نفس ذات الشهر الذى تجلى فيه صاحب شعر الصدر الأشهر (تمورة) على صفحاتها فتصبحين – بعد قتلك – فى مقام نجمة الجيل، تنالين من الشهرة ما لم تناله اى مرات دكتور أو مرات مهندس أو مرات حتى ممثل عادى، أو أى نجمة جيل آخرى.
أن يمصمص المجتمع كله شفايفه مرة واحدة تعاطفاً مع زوجك المذيع الذى لم يتردد فى كتابة مذكراته فى الاهرام وكإنه فى رحلة خلوية وليس داخل على إعدام.
أن تتصدر صورة زوجك صحف الصباح والمساء والتلافزيون بل والراديو وأن يصبح إسمه أشهر من نار على عَلم، وهو حلم أى واحدة بنت ناس لراجلها.
أن تكونى دافعاً لإن يدخل كل شباب مصر كلية الإعلام قسم إذاعة.
أن يطلب أهلك جوزك المذيع أن يدخل مقاله فى الجريدة القومية ضمن ملف القضية.. كدة بلا خشى ولا حيا.. يا صلاة النبى أحسن.
أن يجد زوجك كمية من الوقاحة تكفى لإن يطعن فى أخلاقك وكرامتك بعد قتلك.. ماهو اللى خلاه أصلاً طعنك إنتى شخصياً مش هيطعن فى أخلاقك.
وأخيراً.. أن تصبحى زوجة راجل مذيع أريح لك من أن تصبحى زوجة رجل مهم.
أحمد الصباغ