Saturday, July 17, 2010

والله زمان يا زراعة

مالقيتش غير تفسير واحد لنبوغ خريجى كلية الزراعة فى كافة المجالات الإبداعية.. فشلهم الذريع فى كافة المجالات التانية..

تسألنى عن موسم القطن، وعن حصاد القمح وعن أوراق الجوافة وأمراض العنب ودودة اللوز.. فأبدوا فى غباء فرس نهر فى فترة الرضاعة، لكن تحدثنى فى السياسة والأدب فتجدنى أجمع الفتاوى والمعلومات من كل فج عميق، رغم ما تكبدناه من (سكاشن) كان السكشن ينطح السكشن وكانت التدريبات العملية تتراص كالبنيان المرصوص حتى يمتلئ العام الدراسى عن بكرة أبيه بالمذاكرة والعملى والتدريب.

فى كلية الزراعة تجد أعظم فرق المسرح فى الجامعة وتجد أقوى فرق الكرة، ويشتد النشاط الفنى على الحامى وتنتشر الأسر إنتشار النار فى الهشيم، وتنطلق الرحلات المكوكية إلى السواحل والصحارى والحدائق والذى منه، يضيف الدكاترة ساعات وساعات إلى المحاضرات والسكاشن ويضيف الطلبة رحلات وحفلات إلى عمر العام الدراسى، والنتيجة إن جميع رموز كلية الزراعة قد إتخذوا مواقعهم فى السينما والرياضة والسياسية والإدارة، وتركوا العيش لخبازينه من الفلاحين والمزراعين الذين لم يحتاجوا شهادة من الحكومة بإنهم مهندسين زراعيين.

وأنا قد تخرجت من قسم تكنولوجيا حيوية أى تجرعت الكيمياء والهندسة الوراثية ولم أتجرع شيئاً عن الزراعة ذات نفسها، لكن أول ما تخرجت كان النصيب أن التحق للعمل بإحدى المزارع فى المناطق الصحراوية الجديدة.. وكانت وظيفتى الإشراف على صغار العاملين الفلاحين الذين يقلّمون ويجمعون ويحصدون ويرشون الزرع بالمبيدات ويقطفون الثمار الخ الخ .. وكانت المفاجأة مروعة.. تمثال رمسيس واقف وسط العمال والمزارعين والعاملات.. خيال مآتة يقف فى وسط الأرض الزراعية المباركة، فأزيدها من فضل الله بركة على بركتها، أحتاج بشدة لمن يبوسنى ويضعنى جنب الحيط.. ايييه والله زمان يا زراعة.


أحمد الصباغ
جريدة الشارع

No comments:

Post a Comment