Monday, February 14, 2011

رسالة من مناضل رومانسى إلى حبيبته


حبيبتى الجميلة /

أرسل إليك يا صغيرتى برسالتى هذه، بعد لحظات الدم والإنتصار التى عشناها سوياً فى ميدان التحرير، وبعد أن تجرأت وأمسكت بيديكِ لأول مرة، لحظة إعلان خبر التنحى، وقد أنستك الفرحة لأول مرة بعضاً من بنود دستورك الذى يمنعنى من هذه الفعلة.

أرسل إليك وقد ارتفع سقف مطالبى بعد أن حققنا سوياً ما لم يستطع أن يحققه العواجيز الذين أشبعونا لوماً ولم يرددو سوى كلمات : انتوا عايزين ايه تانى.. ما هو قال هيستجيب اهو .. ماهو غير الوزير .. ماهو عمل تعديلات

ونحن قد صبرنا عليهم كثيراً حتى تحقق لنا ما أردناه وحققنا معجزة يتحاكى بها العالم، وأسقطنا الطاغية التى فتحنا أعيننا على وجوده، وها نحن اليوم ومع عيد الحب الذى يولد كل عام ها نحن نفتح أعيننا لأول مرة لنجد أن الشمس مشرقة، وان القنابل المسيلة للدموع التى تم زرعها فى بستان التحرير قد أزهرت وروداً تتفتح ضاحكة كلما رأتنى أختلس لمسة من يديكِ الصغيرتين.

إرتفع سقف مطالبى؛ وليس أمامك إلا أن تستجيبى لها، فقد انتهى عصر ديكتاتوريتك التى طالما مارستيها مع أناملى التى اشتاقت كثيراً لمداعبة خصلات شعرك، وقد أنذرتك مراراً وتكراراً، وحاولت كثيراً فتح باب الحوار مع شفتيكِ، اللتان كانتا يوم جمعة الغضب قد إزرقت بفعل دخان القنابل فى الميدان، وتمنيت يومها أن أمنحك قبلة الحياة قبل أن تصيبينى شظية فى رقبتى فتصرخين فى لهفة سرعان ما تتوارى وراء الخجل.

أكتب إليك رسالتى وقد حان وقت التغيير؛ حان للدبلة الفضية التى لازمت جيبى طوال شهور أن تنتقل إلى إصابعك الرقيقة، حتى أضمن حقوقى كمواطن محبٍ لكِ، وحتى تكونى أحد مكاسب ثورة الحب، وليس أمامك الآن سوى (التنحى) عن العند، وأن تهمسى بكلمة (أحبك) فى أذنى، ليس لإخماد طلباتى التى تواكبت مع مواكب الحب الحمراء وإنما نزولاً على رغبة الشرعية، ومنعاً لحدوث فراغ دستورى فى القلوب العاشقة.

أحمد الصباغ.

No comments:

Post a Comment