Thursday, July 28, 2011
Saturday, July 23, 2011
Friday, July 22, 2011
Saturday, July 16, 2011
هل سيلعب حمادة قريباً ؟
كان صعباً على شخص مثلى من مرتادى مقاهى وسط البلد أن يستوعب وجود تلك المرأة فى شوارعها حيث المثقفين والصحفيين والقادمين من الميدان، تللك المرأة ذات الخمسين والجلابية السوداء التى تتميز بها نساء مصر الفقيرات، والخصلات البيضاء التى تخرج رغماً عن الإيشارب المربوط بإحكام ذو الوردات الحمراء، والإبتسامة الطيبة التى لا تفارق شفتيها والتى تشبه كثيراً آلاف الإبتسامات فى وجوه النساء المصريات وأولهن أمى، وكمية من لعب الأطفال تحملها بذات اليمين والشمال والصيحات التى احفظها عن ظهر قلب (لعبة لحمادة .. خلّى حمادة يلعب .. لعبة لحمادة عشان يلعب .. لما حمادة هيلعب هينبسط .. لعبة لحمادة)
واتساءل فى ذاتى عن ذلك الشخص الذى يجلس على قهوة البورصة ثم سينتفض ليلبى النداء وليشترى لعبة لحمادة .. وأى حمادة هذا وأغلب من يجلسون على مقاهى المثقفين هم فى الواقع بلا حمادة لإن أغلبهم من الشباب الغير متزوج .. لا يمتلك لا حمادة ولا عبد السميع .. ولو أن تلك السيدة التى تمتلئ طيبة مصرية حتى نخاعها قد ذهبت إلى حديقة الحيوان لوجدت أن حمادة بذات نفسه موجود ومتكفل بتنغيص حياة أهله لشراء .. لعبة لحمادة.
وأتابعها ببصرى وهى تملأ الشارع من أوله لآخره ببهجة عجيبة وسط الأنظار المندهشة .. واتخيل للحظة أن (لعبة حمادة) هى وسيلة للشحاتة المقنعة .. وصعبت علىّ تلك المرأة التى تجول شوارع وسط البلد فى لهيب شمس الظهيرة وغياهب الليل المزدحم .. وأفكر فى أن أهبها مبلغاً من دون الحصول على لعبة حمادة .. وأتردد وأأجل الخطوة لمرة قادمة إلى أن اكتشف أنها لا تقبل الهبات والمنح .. وإنها قد جاءت لتبيع لعبة لحمادة؛ وليس للتسول.
فكرت ذات مرة أن ألفت نظرها أن تلك المنطقة من القاهرة لا يرتادها (أى حمادة) على الإطلاق .. وأن أشجعها للذهاب إلى حديقة الحيوانات مثلاً كى تظفر بمشترٍ لإلعابها الجميلة التى لا تحصل إلا على نظرات الدهشة من شباب وسط البلد، لكننى بمرور الأيام أدمنت صياحها (لعبة لحمادة .. خلّى حمادة يلعب .. لعبة لحمادة عشان يلعب .. لما حمادة هيلعب هينبسط .. لعبة لحمادة) وأدمنت طلتها المليئة بالبهجة .. وجلبيتها السوداء النظيفة .. والشعرات البيضاء التى تصمم على الخروج من إيشاربها ذو الوردات الحمراء .. أدمنت رؤيتها حتى النخاج .. وعشقت إبتسامتها التى لا تفارقها رغم فقرها الواضح وإرهاقها الأكيد جراء التجول طول النهار .. وكلما رأيتها جاءت إلى مخيلتى فجاءة صورة قرينة الرئيس السابق التى كانت تصدعنا ليل نهار بإعلانات تزعم فيها أنها كانت ترعى المرأة وترعى حمادة..
الآن وبعد مرور شهور من محاولاتها المستميتة لتبيع ألعاباً لحمادة على مقاهى المثقفين بوسط البلد .. صرت أتوقع أن أراها فى ميدان.. حيث ملايين المتظاهرين .. قد جاءت بإبتسامتها الطيبة إذ ربما تبيع لعبة لحمادة.
أحمد الصباغ
Tuesday, July 12, 2011
Saturday, July 9, 2011
Tuesday, July 5, 2011
مرحلة التلويح بالأصابع الوسطى
آن الأوان أن تسلك ثورة 25 يناير مسلك (الشرعية الثورية) وحان الوقت حسب التوقيت المحلى للثورة لإن تحشد ثورتنا كل جموع شبابها لتحقيق مطالبها - التى تم تجاوزها وتجاهلها والاستعباط عليها - بالذراع..
من حقك أن تعتبر تلك الكلمات تحريضاً ، فحينما تنقلب الأمور وتصبح الأشياء الشاذة أمراً عادياً، بينما تصير الأمور البديهية من الغرائب ، حينئذ تتساوى الحياة مع الموت ، ويتشابة السجن مع الحرية ..
حينما يخرج علينا من يعلن أن مبارك كان محرضاً ومؤيداً للثورة فقد تجاوز تلك الحدود التى أستطيع أن أصدر معها صوتاً منغماً اسكندرانياً من باطن أنفى ، وتجاوز مرحلة التلويح بالاصابع الوسطى ..
حينما تجد أن أفراد العصابة يصيحون : انا مستعد اكون اول واحد يتفتش .. فتشونى .. ثم يحصل أعضاء العصابة على أحكام بالبراءة واحداً تلو الآخر حتى يتبرجل المواطن الغلبان ويتوتر وقد دارت عليه دائرة السوء وصار فى انتظار المساءلة بتهمة سرقة مصر.. ما هو ماتبقاش غيره.
حينما يتم تحريض أهالى الشهداء على قبول الدية والتصالح مع الداخلية ذات التاريخ الأسود واليد النجسة الملوثة بدماء المعذبين والقتلى، وحينما يصبح منظر آثار التعذيب على ظهر المواطن المصرى منظراً مألوفاً فى الصحف المصرية..
أصبح واضحاً لدى الأعمى والبصير أن الثورة ستؤول إلى ما آلت اليه ثورة 1952 إذا لم يتم حسم الأمور مبكراً وبالذراع .. الحمد لله ليس لدينا أى نصابين أصحاب الكاريزما كهؤلاء الذين نصبوا على الشعب المصرى بعد ثورة يوليو .. بالعكس .. كل القائمين على مصر الآن دمهم ثقيل .. يكذبون بعبط .. ويتواطئون بسخافة .. جعلتنا نترحم على أيام (جمال عبد الناصر) الذى كان يزعم الوطنية بعمق يجعلك تجهش بالبكاء ثم يتركك فى دموعك ويذهب ليزج بخيرة شباب مصر فى السجون والمعتقلات..
الحمد لله ليس لدينا من له القدرة أن يضحك علينا .. نصف الموجودين على الساحة يستطيعون أن يجبروك على (الترجيع) مع أول محاولة لإدعاء الوطنية .. والنصف الآخر يقلبوك على ظهرك حينما يحاولون ممارسة نفس الفعلة .. ولك يا عزيزى القارئ فى توفيق عكاشة واحمد إزبايدر خير مثل.
أرى أن تعود الثورة إلى الميدان .. أن يتوحد الجميع على قلب رجلٍ واحد .. مثلما توحدوا سابقاً .. أن تعود الطوائف يد واحدة باسطين أمامهم فى الميدان قائمة الطلبات
لابد أن تمنح الثورة القائمين على المحاكمات مهلة محددة .. إن لم يتم الزج بكل هؤلاء فى السجون .. وإعادة ما نهبوه من أموال وما هربوه إلى الخارج .. فشكراً عزيزى النائب العام .. وشكراً سيدى الحاكم العسكرى .. وعفواً سيدى صانع القرار .. اقعدوا على جنب .. ودعونا نحاكمهم علناً فى ميدان التحرير .. ونخرج الأموال والاعترافات من أفواههم وأدبارهم .. دعونا نريهم موهبة الشعب المصرى الذين سرقوه وعذبوه وبهدلوه ..
أرى أن توضح قوائم لأسماء الفلول الموجودين على رؤوس المؤسسات والهئيات والوزارات .. ويصدر بيان رسمى موقع من كل الائتلافات والأحزاب والقوى السياسية بأن تقدم تلك الفلول استقالتها قبل يوم كذا وإن لم يتم فستقوم الملايين فى الميدان بتنفيذ الأوامر عنوة ..
لابد أن تبدأ الثورة فى فتح ملف وزارة الداخلية بصورة أكثر جدية وفاعلية .. الشرطى من دول موظف لدى الشعب المصرى .. يأخذ مرتبه منه .. فى مقابل أن يمنحه الأمن والانضباط .. دون تسلط وقلة أدب واستغلال نفوذ وانتزاع اعترافات .. فإن كانت الشرطة لا تزال تعانى من إنبعاج فى الكرامة واحساس بالإهانة فلنشكرها
ونقعدها فى البيت ونبدأ فى صنع جهاز شرطة جديد .. نحن لدينا قدرات بلا حدود .. وامكانيات مادية وبشرية هائلة تم ويتم إهدارها .. لا معنى لشعب تعداده تجاوز الثمانين مليون أن يفشل فى إيجاد نصف مليون شخص محترم يقوم على الأمن والانضباط .. اللذان لن يتحقق بدونهما أى تقدم إقتصادى أو حضارى.
تحتاج الثورة الآن لإن تأخذ من أمثال العسكرى الراقص الذى كان يلوح بالسيف بإشارات بذيئة يعرفها مصرى .. محتاجينه فى ميدان التحرير ليرقص لنا رقصة عجين الفلاحة ونوم العازب .. وأن يصفع على قفاة 80 مليون صفعة على سهوة..
تحتاج الثورة الآن أن تتجاوز مرحلة التلويح بالأصابع الوسطى وأن تدخل سريعاً إلى مرحلة الحسم والقطع والبتر والردع .. وذلك قبل أن تتحول الثورة إلى مجرد أفلام سينمائية تعرض فى كل عام .. نراها على شاشات التليفزيون ولا نراها فى الشوارع.
أحمد الصباغ
Subscribe to:
Posts (Atom)