Tuesday, July 5, 2011

مرحلة التلويح بالأصابع الوسطى


آن الأوان أن تسلك ثورة 25 يناير مسلك (الشرعية الثورية) وحان الوقت حسب التوقيت المحلى للثورة لإن تحشد ثورتنا كل جموع شبابها لتحقيق مطالبها - التى تم تجاوزها وتجاهلها والاستعباط عليها - بالذراع..

من حقك أن تعتبر تلك الكلمات تحريضاً ، فحينما تنقلب الأمور وتصبح الأشياء الشاذة أمراً عادياً، بينما تصير الأمور البديهية من الغرائب ، حينئذ تتساوى الحياة مع الموت ، ويتشابة السجن مع الحرية .. 

حينما يخرج علينا من يعلن أن مبارك كان محرضاً ومؤيداً للثورة فقد تجاوز تلك الحدود التى أستطيع أن أصدر معها صوتاً منغماً اسكندرانياً من باطن أنفى ، وتجاوز مرحلة التلويح بالاصابع الوسطى .. 

حينما تجد أن أفراد العصابة يصيحون : انا مستعد اكون اول واحد يتفتش .. فتشونى .. ثم يحصل أعضاء العصابة على أحكام بالبراءة واحداً تلو الآخر حتى يتبرجل المواطن الغلبان ويتوتر وقد دارت عليه دائرة السوء وصار فى انتظار المساءلة بتهمة سرقة مصر.. ما هو ماتبقاش غيره.

حينما يتم تحريض أهالى الشهداء على قبول الدية والتصالح مع الداخلية ذات التاريخ الأسود واليد النجسة الملوثة بدماء المعذبين والقتلى، وحينما يصبح منظر آثار التعذيب على ظهر المواطن المصرى منظراً مألوفاً فى الصحف المصرية.. 

أصبح واضحاً لدى الأعمى والبصير أن الثورة ستؤول إلى ما آلت اليه ثورة 1952 إذا لم يتم حسم الأمور مبكراً وبالذراع .. الحمد لله ليس لدينا أى نصابين أصحاب الكاريزما كهؤلاء الذين نصبوا على الشعب المصرى بعد ثورة يوليو .. بالعكس .. كل القائمين على مصر الآن دمهم ثقيل .. يكذبون بعبط .. ويتواطئون بسخافة .. جعلتنا نترحم على أيام (جمال عبد الناصر) الذى كان يزعم الوطنية بعمق يجعلك تجهش بالبكاء ثم يتركك فى دموعك ويذهب ليزج بخيرة شباب مصر فى السجون والمعتقلات.. 

الحمد لله ليس لدينا من له القدرة أن يضحك علينا .. نصف  الموجودين على الساحة يستطيعون أن يجبروك على (الترجيع) مع أول محاولة لإدعاء الوطنية .. والنصف الآخر يقلبوك على ظهرك حينما يحاولون ممارسة نفس الفعلة .. ولك يا عزيزى القارئ فى توفيق عكاشة واحمد إزبايدر خير مثل.

أرى أن تعود الثورة إلى الميدان .. أن يتوحد الجميع على قلب رجلٍ واحد .. مثلما توحدوا سابقاً .. أن تعود الطوائف يد واحدة باسطين أمامهم فى الميدان قائمة الطلبات 

لابد أن تمنح الثورة القائمين على المحاكمات مهلة محددة .. إن لم يتم الزج بكل هؤلاء فى السجون .. وإعادة ما نهبوه من أموال وما هربوه إلى الخارج .. فشكراً عزيزى النائب العام .. وشكراً سيدى الحاكم العسكرى .. وعفواً سيدى صانع القرار .. اقعدوا على جنب .. ودعونا نحاكمهم علناً فى ميدان التحرير .. ونخرج الأموال والاعترافات من أفواههم وأدبارهم .. دعونا نريهم موهبة الشعب المصرى الذين سرقوه وعذبوه وبهدلوه .. 

أرى أن توضح قوائم لأسماء الفلول الموجودين على رؤوس المؤسسات والهئيات والوزارات .. ويصدر بيان رسمى موقع من كل الائتلافات والأحزاب والقوى السياسية بأن تقدم تلك الفلول استقالتها قبل يوم كذا وإن لم يتم فستقوم الملايين فى الميدان بتنفيذ الأوامر عنوة .. 

لابد أن تبدأ الثورة فى فتح ملف وزارة الداخلية بصورة أكثر جدية وفاعلية .. الشرطى من دول موظف لدى الشعب المصرى .. يأخذ مرتبه منه .. فى مقابل أن يمنحه الأمن والانضباط .. دون تسلط وقلة أدب واستغلال نفوذ وانتزاع اعترافات .. فإن كانت الشرطة لا تزال تعانى من إنبعاج فى الكرامة واحساس بالإهانة فلنشكرها 
ونقعدها فى البيت ونبدأ فى صنع جهاز شرطة جديد .. نحن لدينا قدرات بلا حدود .. وامكانيات مادية وبشرية هائلة تم ويتم إهدارها .. لا معنى لشعب تعداده تجاوز الثمانين مليون أن يفشل فى إيجاد نصف مليون شخص محترم يقوم على الأمن والانضباط .. اللذان لن يتحقق بدونهما أى تقدم إقتصادى أو حضارى.

تحتاج الثورة الآن لإن تأخذ من أمثال العسكرى الراقص الذى كان يلوح بالسيف بإشارات بذيئة يعرفها مصرى ..  محتاجينه فى ميدان التحرير ليرقص لنا رقصة عجين الفلاحة ونوم العازب .. وأن يصفع على قفاة 80 مليون صفعة على سهوة..

تحتاج الثورة الآن أن تتجاوز مرحلة التلويح بالأصابع الوسطى وأن تدخل سريعاً إلى مرحلة الحسم والقطع والبتر والردع .. وذلك قبل أن تتحول الثورة إلى مجرد أفلام سينمائية تعرض فى كل عام .. نراها على شاشات التليفزيون ولا نراها فى الشوارع.

أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment