Wednesday, June 4, 2008

حالة حنين شنيعة


كنت أتحدث مع صديقة فقالت
عندى حالة حنين للقيم والصفات الحلوه اللي ضاعت
ورديت أنا كمان فى حالة حنين
للأماكن واللحظات الحلوة والناس الغائبة

وأكتشفت كدة على سهوة
إن عندى حنين شنيع مريع
لأيام ولحظات واماكن مضت من سجل حياتى
قاعدة الجيزة بالقرب من كوبرى عباس
والنيل الجميل مع شلتى أصدقاء حياتى
ومع كوباية الشاى الكشرى
ننسى الدنيا بكل هموما ومشاكلها وتعقيداتها
ونرى الوجة الجميل لها
حتى لو اتكلمنا فى مشاكل الحياة والعمل والظروف
بردة بيبقى كلام لطيف خالى من العصبية

إفتكرت مشوارى الشبة يومى من كلية الزراعة فى ميدان الجيزة
إلى مكتبة مبارك فى الدقى
أوقات كنت بروح عن طريق شارع الجامعة
وبعدين اكسر على شارع نهضة مصر اللى قدام الجامعة
وأوقات كنت بروح من ورا
موازى لسور جنينة الحيوانات اللى هو شارع مراد
وكان لما اروح اخر النهار بعد العصر كدة
الاقى كمية مهولة من طيور أبو قردان
تقريبا كل أبهات قردان اللى ف مصر
بتتجمع على الشجر الموازى لجنينة الحيوانات
اللى هو قدام الفورسيزون وبرج النيل الادارى الالومينتال الكبير ده

طبعا مشوارى الشبة يومى ده غالبا ما كنتش ببقى لوحدى
كان بيقطعة معايا ناس من اعز اصدقاء ورموز حياتى
اللى بفتكرهم فى كل يوم وكل لحظة
وكانت بتدور احاديث جميلة
وبيتقال كلام اعتقد ان لسه كتير عالق فى ذاكرتى
رغم مرور سنوات على الايام الجميلة دى

وطبعا بفتكر زياراتى الكتير لقلعة صلاح الدين الأيوبى
أو قلعة الجبل كما يسميها البعض
وزيارة المتحف الحربى اللى عارضين فيه الدبابات والطيارات
اللى شاركت فى حرب اكتوبر
واللى ياما اتصورت جنبها مع اصدقاء احب إلىّ من نفسى
لكن لم يعودو فى حياتى الان
ومتحف الشرطة اللى فيه صور ريّة وسكينة المشهورة
وصور حادثة المنشية والمسدس اللى أطلق منه الرصاص على جمال عبد الناصر

لو رجعت بقى لأكتر من عشرين سنة يعنى قبل ما اكمل العشر سنين
كنا متعودين انا واسرتى الصغيرة الذهاب الى عين حلوان كل يوم جمعة
والكلام ده فضل طوال سنوات عديدة
يعنى انا وعيت على الدنيا لقيتهم بياخدونى كل يوم جمعة لعين حلوان
ونعدى فى ثكنات المعادى ويجيبولى سندوتشات كبدة من الراجل اللى جنب المترو ده
رغم اننا بنبقى واخدين من البيت كميات اكل مهولة
(بس تقريبا كنت بعز موضوع أكل الشوارع ده من صغرى يعنى مفطوم على التشرد )
لدرجة انى دلوقت وانا عندى 28 سنة وحتة لما بشم ريحة سندوتشات كبدة فى أى حتة
بفتكر يوم الجمعة فى ثكنات المعادى واحنا رايحين عين حلوان

وياسلام بقى على قعدتى فى حديقة الريادى قدام شط النيل مباشرة
مش بيفصل بينك وبين النيل سور او حاجز
والمنظر بيبقى مهيب والجو رائع وصوت عبد الوهاب ينبعث مع نسمات الهواء
هل تذكرين بشط النيل مجلسنا
نشكو هوانا فنفنى فى شكاوانا
تنساب فى همسات الماء أنتـنا
وتستثير شجون النهر نجوانا
وحولنا الليل يطوى فى غلائله
وتحت أعطافه نشوى ونشوانا
ذابا تباريحا وأشجانا
نكاد من بهجة اللقيا ونشوتها
نرى الدنا أينعت والدهر بستانا
ونحسب الكون عش اثنين يجمعنا
والماء صهباءا والأنسام ألحانا
لم نعترف والهوى يغرى جوانحنا
وكم تعالت روحانا وقلبانا
نقضى حياء ونفضيه عفة وتقا
إن الحياء سياج الحب مذ كانا
ثم انثينا ومازال الغليل لظى
والوجد محتدما والشوق ظمآنا


بجد أتمنى أدفع نص عمرى وتعود لحظة من اللحظات دى

ولكن ..
لسه جنينة الريادى ف مكانها
ولسه النيل بيجرى قدامها
ولسه شط النيل ما بيفصلوش عن الحديقة سور
لكن لم يعد الاشخاص الذين شاركونى هذة اللحظات موجودين
إذن .. فالطلب عزيز المنال جدا


خالو أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment