طباشيرة قـرن غــــزال

رؤية ساخرة من واقـع المأســاه التعليمية فى مصر

دخل المدرس فصل "تانيــة إبتدائى" ماسكا حتة حديدة فى يده
وتطل مطوة "قرن غزال" من جراب صغير فى بنطلونه
وتفحص التلاميذ فى إمعان
الفصل يغلفه صمت رهيب
والتلاميذ المذعورة تنظر فى رعب
وخطا المدرس خطوات هادئة 
بين صفوف التلاميذ ثم وقف فجاءة وأشار لتلميذ

إنت .. سمّع من أول
"والخود مال طربا من فعل هذا الرجلِِ"

إنطلق التلميذ فى رعب مردداً

وولولت وولولت ولي ولي ياويللي
فقــــلت لا تولولي وبين اللؤلؤلي
قالت له حين كذا
انهض وجد بالنوقلي
وفتية سقونني قهوة كالعســـللي

قاطعة المدرس : خلاااص اخرس
ثم نظر لتلميذ أخر قائلاً
إنت كمل


وقف التلميذ مفزوعاُ وقال

يمشي على ثلاثة كمشية العرنجــــــــلي
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعكع خلفي ومن .. ومن ..آآآومن
ثم توقف

حملق المدرس فى وجهة وعيناه يطق منهما الشرار

انت مش حافظ؟؟
مش حافظ يابن العبيطة ؟؟

وضربة بالحديدة فى رأسة .. فشجها وانطلق الدم منها نافورة
وقال له : إترزع


ثم دار بعينية فى الفصل وتوقف فجاءة عند تلميذ

الواد ابن المستخبية اللى بيهرش هناك
سمّع لى من أول
"هلهتل جديل هل هايل على كتـوف
اشقر هـبل نـفـسي وهـيض هـواهـا"

قام التلميذ فجاءة فى رعب
وتلجلج فى الكلام ونظر الى الارض
فاقترب منه المدرس .. فى هدوء الموت .. صارخا

مش حافظ ؟؟

طال صمت التلميذ وهو يطأطأ رأسة
فتحسس المدرس المطوة بيده
طب قول من أول

انـخـى خبـيـر خــاض مدخــال مخلــوف

لم ينطق التلميذ أيضا
فثارت ثورة المدرس واخرج المطوة
واطاح برأس التلميذ لتسقط على تختة مجاورة
ودار برأسه بين التلاميذ باحثاً عن تلميذ آخر
إلى ان توقف أمام تلميذ
انتفض التلميذ قافزاً من شباك الفصل
لنسمع صوت جسم يتهبد فى حوش المدرسة
وهكذا استمرت حصة اللغة العربية

إلى أن قطع الحصة صوت مدير المدرسة
يطرق على باب الفصل بفرع شجرة خشبى ضخم
وفتح الباب بقدمية
فأسرع إليه المدرس قائلا : أهلا ياباشا
المدير : ها .. أيه الاخبار
المدرس : كله تمام ياباشا
المدير : أنا شايف جثث .. هى العيال دى ما بتاخدش دروس قصدى ما بتذاكرش ولا إيه ؟
الاستاذ : أيوة ياباشا .. فى عيال ما بتذاكرش
المدير : هممممم طب إبقى هات لى ورقة الغياب وورقة الجثث بعد الحصة
الاستاذ : حاضر ياباشا


استمرت الحصة ووصل عدد الجثث حوالى خمستاشر من أصل 140 تلميذ فى الفصل
إلى أن ضرب جرس الحصة
فإنطلق التلاميذ إلى مخبأ فى أرضية الفصول حتى تنتهى الغارة
وعم المدرسة سكون رهيب
فى داخل المخبأ الأرضى تلميذ يهمس فى إذن زميله

باين الاستاذ مشى ياض يا وائل

رد وائل فى رعب

ما نضمنش ابعت حد يبص

فى مكتب المدير
حضرة وكيل المدرسة يقدم للمدير بيان بجثث المدرسة اليوم
المدير يتأملها فى قلق ثم يغمغم

بس كدة أولياء الأمور ممكن يعملوا لنا قلق

الوكيل : قلق ليه ياباشا .. سعادتك بتربى أجيال

وحضرتك لو حد من اسر الجثث إشتكى بنعرف نرد عليهم يعنى

وده طول عمره بيحصل

غمغم المدير : طب هات لى بيان الإغتصاب الجنسى
الوكيل يهرول ويأتى بورقة ويعطيها للمدير قائلا

حضرتك فى تلات حالات اغتصاب تلاميذ وحالتين خطف أطفال بس

يهمهم المدير : اممم مش كتير يعنى طيب الحمد لله

استاذ برعى الحدق يدخل مكتب المدير فى أدب ساحبا وراه عيل فى خمسة ابتدائى
يقول استاذ برعى : ممكن يابيه اروح مشوار خمسة واجى
المدير : ماشى ابقى هاتلنا كام شندوتش معاك وانت جاى
ثم استطرد

انت واخد الواد ده معاك ليه

استاذ برعى : هبعته كام مشوار يابيه
المدير : سلام يابرعى


ثم رجع بظهره على الكرسى فى ارتياح
وفتح جرنان اليوم متأملا فى سعادة مانشيت رئيسى يقول

العملية التعليمية تسير آخر حلاوة

أحمد الصباغ