Wednesday, October 13, 2010

مش ممكن نتعرف

(3)

التقاطع تحت كوبرى غمرة .. تاكسى واتوبيس سياحى وعربية كارو وميكروباص لابسين فى بعض .. قطع من الخردة يتخللها أعضاء بشرية ونهر من الدم

رجل عجوز : لا حول ولا قوة الا بالله
رجل طويل : حد يشيل قصادى
شاب لزميلة : تعالى اما نتفرج
بنت لزميلتها : ياااى حاجة فظيعة
ولد لابوه : هما الناس دول نايمين كدة ليه يا بابى
رجل خواجة : اوه ماى جود
بنت مثقفة : ماهم لو ماكنوش شعب بقر ما كانش ده حصلهم
فتاة ليل لصاحبتها : ما تيجى ندور فى الاعضاء دى يمكن نلاقى حاجة شغالة هيهيهيهيهييييي
رجل دين : اللهم احسن ختامنا يا ارحم الراحمين
شاب فرفور : يالهوى دم
رجل شرطة : ياللا ياض انت وهو من هنا
رجل طفيلى : هو فى ايه؟ هه؟ هه؟
رجل مفتى : البنت اللى هناك دهى .. وقفت فجاءة وهى بتعدى الشارع .. قام التاكسى دهوه دخل فى العربية دهى .. قام الاتوبيس دهوه مقلوب عليهم
ولية كبيرة : يا عينى يا كبدى

الجميع بلا استثناء التف حول الحادث فى حلقة دائرية تقوم بمهمة منع الاكسجين عن الوصول لأى كائن حى داخل الحلقة)
رجل: فى جثة بتتحرك هناك اهى
(صوت صرخة تهز منطقة رمسيس)
منى : يالهوى يامة الحقووونى .. ما حدش يلمسنى .. ماحدش يلمسنااااااااااى .. اوعى ياض ايدك .. اوعى ايدك يابت

الجميع يهلل .. الله أكبر .. واحدة عايشة .. أخذوا فى التصفيق الحاد وقد تناسوا باقى الجثث
فجاءة .. تمتد يد شخص يرتدى قميص اخضر مخطط .. لتنتزع يد منى من وسط الانقاض


منى ترقد فى الجبس فى بيتهم .. ولاء تمسك قلم وتسلى نفسها بالرسم على الجبيرة فى قدم منى
منى (تتكلم بصعوبة) : تصورى انه فضل بايت للصبح حتى بعد ما اهلى ما جم المستشفى .. وتصورى انه تبرع لى بدمه .. فصيلته نفس فصيلتى .. تخيلى ان دمه بيجرى فى عروقى دلوقت
ولاء (وهى ترسم على قدم منى المتجبسة) : الله الله .. ده ما طلعش هو اللى فارس مجروح .. ده انتى اللى طلعتى أميرة متخرشمة .. بقولك ايه .. انا ما فهمش الكلام اللى انتى بتقوليه ده .. الواد ده وشه نحس عليكى .. ده حتة واد صايع متعرفه عليه من على النت .. يعنى عايز يقضيها .. يا تقضيها يا إما تفكك.
منى (تتأمل ما رسمته ولاء) : بس ده عمل كل ده وبعد كدة مفيش اكتر من مكالمة كل يوم بيتطمن عليا والقلق مالى صوته .. ما بيتكلمش فى حاجة اكتر من كدة

على القهوة
عادل : ياراجل؟ حاجة غريبة اوى .. دى كان شبه الرغيف المدعم دلوقت تلاقيها شبه قطر الصعيد
أحمد (بعتاب وضيق) : أتلم بقى .. البت مخيشة فى تاكسى وبقت شوية اعضاء بشرية .. بعدين ما تتخيلش اهلها ناس محترمين اد ايه
عادل (يفكر بعمق) : إنت بتحبها يا احمد؟
أحمد (مرتبكاً) : لاااا مش حب .. بس أصل يا اخى اهلها ناس محترمين اوى .. بعدين البت غلبانة ورقيقة .. هى صحيح لسانها عامل زى مضرب التنس .. بس من جوة زى الجبنة القريش .. الصراحة بقى يا عادل أنا بحبها
عادل : بتحبها؟
احمد : اه .. وبموت فيها يا اخى .. ملهوف عليها كدة
عادل : طب وانت ناوى على ايه؟
أحمد : امممم .. هقابلها بكرة .. وهفاجئها


فى بيت منى .. منى وامها تجلسان على الأرض ويقرطفان حزمة من الملوخية .. أم منى تلقى بالملوخية على الأرض وتصرخ
أم منى : يالهووووووى .. الحقووووووونى يا نصيييييييبتى
منى : ما تهدى يا حاجة وبلاش فضايح
أبو منى (صوته يأتى من الداخل) : إشهقى كويس يا ولية خلّى شمخة الملوخية تطلع تمام
أم منى : تعالى يا رجل شوف الفضيحة بنتك عايزة تتجوز واد صايع من بتوع النت
(أبو منى يأتى من الداخل بالفالنة والبتاع .. وهو يفرك عينيه ويبدو مذبهل)
أبو منى : فى ايه يا ولية؟ الملوخية اتدلقت على النت؟
أم منى : يادهوووتى يا نصيبتى .. بنتك انحرفففففت يابو منى
أبو منى صارخاً : بقت بتشرب ملوخية؟
أم منى : يامصيبتى يانا .. ياراجل بنتك انحرفت وعايزة تتجوز واحد متعرفة عليه من على النت.
أبو منى : ايه؟ بتقولى ايه؟ ده انا لازم اربيها .. طاااخ طااااخ طااااخ


أحمد ومنى (ومنى لازالت متخرشمة إثر الحادث والعلقة ) يجلسان فى نفس المكان البيئة المطل على النيل ويشربان شاى بنعناع
أحمد : يعنى أيه اهلك رافضين؟ طب وانتى قولتيلهم ليه اننا متعرفين من على النت؟ ما قولتيش ليه كنت زميلك فى جامعة .. فى مدرسة .. فى اى نصيبة
منى : جامعة ايه ومدرسة ايه .. ماهم عارفين انى مخلصة كلية بنات .. والمدرسة والجامعة كانو بنات فى بنات .. زميلى منين بقى .. بعدين ما ينفعش اكدب عليهم
أحمد : هما شايفين لك عريس ولا ايه؟
منى : مش عارفة .. بس حاسة من كلامهم ان فى حد بيحوم.
أحمد (مداعباً) : خلاص نضرب ورقة عرفى؟؟
منى (مداعبة) : جتك ضربة فى نافوخك .. انا غلطانة انى حبيت واحد منحرف
أحمد : أنا منحرف يا بتاعة الملوخية .. بتشربى ملوخية عشان تنسى؟

(يتمشيان فى وسط البلد الى أن يصلا تحت كوبرى غمرة)
أحمد : فاكرة أول مرة قلبك دق ونطق بإسمى؟ كان فى المكان ده
منى : فاكر أول مرة لمست فيها ايدى؟ كان فى المكان ده
أحمد : أيوة وايدك كانت يومها أربع صوابع بس .. لقيتى الحاجات اللى وقعت؟
منى : بس يا بايخ .. وانت كنت محتاس وعمال تلم اشلائى واخدتنى فى تاكسى ووديتنى المستشفى
أحمد : .. ايوة والتاكس لهف خمستاشر جنيه .. فين الخمستاشر جنيه اللى عليكى يا بت
منى (بجدية واهتمام): إعمل محاولة أخيرة .. كلم بابا واقعد معاه .. واعزمه على شيشة معسل .. يمكن دماغه تلين
أحمد : معسل وقص وسلوم.. وراه لحد ما يشتعل ذاتى .. أنا مش هسيبك ابداً يا منى .. اوعدينى إنك ما تسيبينيش


(بعد شهرين على القهوة .. وأحمد يمسك الموبايل ويعاود الاتصال مرات ومرات)
عادل: أبوها وقفل السكة فى وشك .. وامها وفرجت عليها الدنيا .. والبت موبايلها اتقفل من شهرين .. واختفت نهائى عن الوجود .. وانت لسه بتدور عليها
أحمد : والله يا عادل مش عارف اعمل ايه.. بس أنا ناوى اعـ..

فجاءة
يرن تليفون أحمد ليعلن قدوم رسالة
يقرأ أحمد الرسالة:

صحيح اتجوزت وصحيح بقيت حامل ف أحمد صغير بس مش هنساك ابداً .. يا احلى احمد فى الدنيا .. منى


أحمد الصباغ

Monday, October 11, 2010

ممكن نتعرف تانى؟ - الجزء الثانى

(2)

محطة مترو أنور السادات وهرجلة فى المحطة للحاق بالمترو القادم و(منى) تقف بجوار ماكينات التذاكر وحيدة ومرتبكة تحمل شنطها وتبدو وأسمى آيات القرف على وجهها ومرتدية ما على الحبل من ملابس وينسدل شعرها القصير على كتفها وترتدى الصابوه اياه .. وفى الخامسة والنصف يأتى (أحمد) كطفل تائه من أمه يتلفت حوله ويميل على كل البنات الواقفات فى المحطة بنت بنت .. تتعرف عليه منى بدون عضلاته فتجرى عليه وتلحقه قبل حدوث فضيحة  

منى : أحماااااد؟
أحمد : مين حضرتك؟ أحمد مين؟
منى (بحرج) : أنا اسفة أوى
أحمد : يعنى ايه اسفة يا استاذة .. مفيش أدب؟ مفيش حياء؟ بتتحرشى بيا؟ انتى ما عندكيش أخوات فى الرضاعة
منى (تقلب على الوش التانى) : بقولك ايه انا اتأسفت لحضرتك .. كنت مستنية زميلى أحمد واتلخبطت وافتكرتك انت .. اصلك شبهه
أحمد : لأ طبعاً مش أنا .. ثم أنا ما عرفتش ولا بنت من على الشات
منى : أنا أسفة مرة تـ .. ايه؟ من على الشات؟
(ينفجر أحمد ضاحكاً)
منى :نهارك أسود غامق مغمق غميق .. احنا ياض مش معادنا خمسة؟ استناك لخمسة ونص؟ هو انت متعرف عليا ف موقف ميكروظات؟
أحمد (يغنى) : من خمسة لخمسة ونص .. وانا واقف بستناك .. وعنيا عليك بتبص .. ياحبيبى ومش شايفاك .. وايييييه
منى : وايه الأخضر المخطط اللى انت لابسة ده؟
احمد : مش قولتى لى تعالى بحاجة مميزة  .. ادينى زرعتنى بقدونس عن طيب خاطر
منى : حمار مخطط واقف فى المترو؟ أتأخرت ليه يا بنى ادم
أحمد : المترو كان واقف فى الاشارة ساعة
منى : شكلك جاى راكب حمار
أحمد (ينظر للصابوه فى قدميها) : بس تصدقى الصابوه طلع جامد .. كنت فاكره شبهك .. طلع أحلى
منى : انت مش محترم وانا غلطانة انى واقفت اقابل واحد زيك
(تتركه وتمشى بخطوات بطيئة(

بعد قليل
أحمد : تحبى نقعد فين؟
منى : اى مكان تحبه .. بس ما يكونش بيئة
أحمد : عنيا

(يجلسان فى احدى الأماكن البيئة المطلة على النيل يتبادلان احاديث تقليدية قصيرة ويشربان شاى بنعناع وفى عيون كل منهما خيبة أمل مجهولة المصدر)
أحمد : مبسوط انى شوفتك
منى (بضيق) : وانا كمان
أحمد : على تليفونات بقى 
منى : قشطات
احمد : سلام
منى : سلام
أحمد : خدى هنا رايحة فين .. انتى مش نازلة المترو؟
منى (بألاطة) : لأ أنا هوقف تاكسى
أحمد : وانا هركب المترو .. سلام يا وزة
منى : سلام يا عم المُزارع
يمشى أحمد فى اتجاه المترو وتنتظر منى حتى يأتى أتوبيس 918 وتنط فيه.


على القهوة .. أحمد وصديقه عادل
أحمد : رحت قابلت البت يا معلم
عادل: ياراجل؟ وايه نظامها
أحمد : صاروخ أرض-جو يا نجم
عادل: شكلك ابتديت تنخع
أحمد : ليه يعنى؟؟
عادل: أصلها لو صاروخ .. ايه اللى هيخليها تروح تقابل واحد معفن – لامؤاخذة – زيك
أحمد : ليه يا أخى .. انسانة ضايعة .. أميرة تايهة مش لاقية الفارس ذو التوكتوك الابيض اللى ينتشلها من بحور الضياع
عادل: ينتشلها ايه ياعم السباك .. جيب من الاخر
أحمد (بحزن) : بصراحة مش صاروخ
عادل: قصدك وحشة وشبه الرغيف المدعم؟
أحمد : لأ مش اوى كدة .. شبه الرغيف أبو بريزة .. بس بنت ناس
عادل: يا عم هو انت رايح تظبط ولا تتجوز .. يعنى طلع الحوار فكسان .. ركز بقى مع البت بتاعة الهوتميل
أحمد : قشطات


فى بيت منى
ولاء : يعنى ما طلعش مز؟
منى : لأ
ولاء : ولا شاب استايل؟
منى : لاااااء
ولاء : ولا روش ؟
منى : لااااااااء
ولاء : ولا شنكوتى؟
منى : انتى هترصى لى القاموس كله؟ ما قولنا لااااء .. معفن من الاخر ومبهدل ولابس الجزمة فردتين شمال ..
ولاء : طب فكك منه بقى .. ركزى مع الواد بتاع السكاى بى .. لو ركزتى كويس الواد ممكن يقول
منى : بس أحمد حد ابن ناس .. حسيت للحظة انه بيخاف عليا
ولاء (بخنقة) : طب سلام انا .. عشان خالتى بتولد ولازم اروح لعمتى
منى : سلام


بعد شهرين .. أحمد يمسك بالموبايل ويطلب رقم فى غيظ ويتمتم بصوت مكتوم 
بقى البت من بعد ما شافتنى قلبتنى زى ما اكون فرس نهر جربان .. اخص على كدة .. بس حيث ان البت بتاع الهوتميل مش عايزة تيجى .. فلازم اعاود الكرّة مع البت منى

أحمد : ألوو .. منى ؟
صوت مرتفع جداً : ألوووه .. ايوة مين؟
أحمد (بصوت مرتفع) : حضرتك ممكن أكلم منى؟
الصوت : صاحبة الموبايل إنت تعرفها؟
أحمد (برعب) : هو فى حاجة حضرتك؟
الصوت : صاحبة الموبايل خبطتها عربية دلوقت .. لو انت من اهلها ياتلحقها يا متلحقهاش .. فى التقاطع اللى تحت كوبرى غمرة من ناحية امتداد رمسيس


البقية تأتى
أحمد الصباغ

Saturday, October 9, 2010

ممكن نتعرف

إنتشر اللون الوردى الملئ بالقلوب فى غرفة الشات إثر إختيار أوبشن الخلفية العاطفية

أحمد : هاى .. ممكن نتعرف
منى : وليه لأ
أحمد : مين معايا؟
منى : الأميرة المتمردة
أحمد : لا والله؟
منى : والنيعمة
أحمد : أهلا بالأميرة المتشردة آآقصدى المتمردة
منى (بقرف) : ايه العسل ده يا واد .. انت اسمك ايه ياض
أحمد : الفارس المجروح
منى : لا ألف سلامة .. وده بيرسول ولا شبشب؟
أحمد : لأ توكتوك .. بس توكتوك شبهك تمام
منى : وانت عرفت منين شكلى يا عم الدبدوب
أحمد (ضاحكاً) : من الصورة اللى انتى حطاها طبعاً
منى (بخجل) : دى صورة الصابوه بتاعى
أحمد : الخالق الناطق
منى : بقولك ايه .. بلاش طولة لسان .. ايه تلاقيح الجتت دى .. فكك منى بقى وروح شوف لك حتة ناشفة تقعد فيها
أحمد : بشوقك .. انا بردو كمان هروح اشوف لى محل احذية تانى
منى : سلام
أحمد : سلام
(فترة من الصمت)

منى : وانت كام سنة؟
أحمد : أكبر منك بسنتين
منى : ياليلة ملزقة .. يا عم انجز
أحمد : خمسة وعشرين وربع
منى : إيه الربع ده ؟؟
أحمد : أصل أنا امى ولدتنى فى شوال، بس كان ابويا مسافر الخليج وعمتى كانت بتقول إن أبــ
منى : خلاص يابا .. انتى هتجيبلى تاريخ السلالة
أحمد : وانتى كام سنة؟
منى : أصغر منك بسنتين
أحمد : يا صباح التباتة المعجونة رخامة
منى : انت مش هتبطل طولة لسان
أحمد : بقولك ايه مش ناقص دوشة .. سلام
منى : سلام
(فترة من الصمت)

أحمد : وانتى ساكنة فين؟
منى : المهندسين
أحمد : ياه .. ده احنا جيران اوى .. فين فى المهندسين
منى (بإرتباك) : وانت مالك فى المهندسين وخلاص .. انتى هتيجى تكلم بابا ؟
احمد : صباح التدبيس .. شكلك ساكنة فى أرض اللوا
منى : ايه ده عرفت منين؟ آآقصدى فين أرض اللوا دى؟؟
أحمد : هأ .. وانتى بتدرسى ولا صايعة؟
منى : مخلصة آداب
أحمد : وعلى كدة بتعرفى تقرى؟
منى : طبعاً .. وبفهم لغة الحمير كمان .. اتكلم كدة
أحمد : بشوقك .. شكلك مش هتعمرى على ماسنجرى
منى : المكان بقى كله جاز
أحمد : الله يسامحك .. سلام
منى : سلام
(بعد فترة من الصمت)

منى : واللى فى الصورة أبو عضلات ده يبقى انت؟
أحمد : اه .. بس العضلات فوتوشوب
منى : وانت مين اللى عمل لك العضلات دى بالفوتوشوب؟
أحمد (بفخر) : أنا طبعاً
منى : وانت دارس فوتوشوب فى أنهى مقلب زبالة؟
أحمد : هتمثلى بقى .. الصورة دخلت عليكى ما تنكريش
منى : بصراحة دخلت عليا .. اول ما شوفتها افتكرتها معمولة ببرنامج الرسام بتاع الويندوز .. ما تخيلتش انها فوتوشوب خالص.
أحمد : وعلى فكرة انا لاعب فيها بالفوتوشوب عشان اصغر عضلاتى شوية .. عشان البنات بتنهار.
منى : طب حاسب يا عم المبنى لتنهار
أحمد : سلام
منى : سلام
(بعد فترة من الصمت)

أحمد : ممكن اشوف صورتك؟
منى : أوك هحطها بس هشيلها على طول .. عشان البقر عندى كلهم أونلاين
أحمد : طب ما تعملى للبقر اوفلاين عشان تبقى مختلفة عنهم
منى : مش فاهمة؟ بس شكلك بتشتم
أحمد : لا ياحبيبى اوعى تقولى كدة اخص عليكى تصدقى زعلت
منى : قشطة عليك .. ما انا كدة كدة هوريك صورتى وهمسحك بعدها
أحمد : موافق
(منى تضع صورتها لبضع ثوانى ثم تخفيها)
أحمد : انتى مرتبطة؟
منى : لأ ومش عايزة يا عم الفارس
أحمد : ولا انا .. تصدقى بدأت دماغك تعجبنى .. ايوة كدة بلا ارتباط بلا وجع قلب
منى : شكلك واخد تسعين قفا على سهوة
أحمد : ما عاشت ولا كانت .. انا بس بحب عيشة الحرية
منى : قشطة عليك .. تعجبنى
أحمد : طب حيث إنك ساكنة فى بولاق الدكرور يبقى اكيد بتعدى على الجيزة؟ ماتيجى نتقابل
منى : لأ .. ما بنزلش الجيزة .. بعدى على انور السادات
أحمد : أنور ؟؟ حبيبى .. ده انا راشق هناك ليل نهار
منى : خلاص قشطات
أحمد : بكرة الساعة خمسة نتقابل فى اتجاه حلوان
منى : البس حاجة مميزة عشان اعرفك
أحمد : لأ هحط لك حزمة جرجير فى عروة القميص
منى : لأ دى تحطها فى .. طبق السلطة ..لا أنا اكيد هعرفك لإن أكيد كل اللى فى المحطة هيبقى شكلهم محترم.
أحمد (لم يفهم) : ربنا يخليكى يا مزة
منى : اشوفك على خير
أحمد : اشوفك قدام عربية السيدات
منى : سلام
أحمد : سلام


البقية تأتى
أحمد الصباغ

Friday, October 8, 2010

شاى بالنعناع

أسير فى شوارع وسط البلد فى السابعة صباحاً أغازل تلك المبانى التى بُنيت أيام المزاج والفن اداعب بقدمى شوارعها النظيفة وأرصفتيها النزيهة .. التى لولا الإنجليز لأصبحت مثل وجه القاهرة الملئ بالـ (بشل) والعلامات الحفرية والبلوعات ولأصبحت تلك المبانى الرائعة مثل مقالب الزبالة التى نسكن فيها تحت مسمى بيوت .. أسير فى شوارع وسط البلد أتنسم هواء الصباح اللذيذ كطعم الشاى بالنعناع الذى احرص على تعاطيه فى المقهى المشرف على باب اللوق .. أتأمل فى وجوه زملاء الصباح من الوشوش السعيدة المبتسمة.

أراقب تلك السيدة (الخوجاية) التى جلست تطعم كلبها المدلل قطعاً من اللانشون المستورد وتجذبه من رباط ناعم فخم .. وأبنه الجرو الصغيرالسائب يلهو بقطع اللانشون بعد أن قضى منه وطراً .. ويجرى أمتاراً قليلة ثم يعود حيث أبوه وصاحبته .. خواجة أخر يأتى بكلبه وابنه الجرو الصغير .. يتحفز الجرو الأول لمرآى ذلك الجرو الغازى .. يقابله الجرو الغازى بتحفز مماثل .. تنشب معركة حامية الوطيس لا تعدو أكثر من هوهوة متبادلة بين الجروين .. تجذب الخوجاية كلبها الكبير ويجذب الخواجة كلبه العجوز .. فيعود الجروان أدراجهما ويقفان كطفلين مذنبين فى توتر .. تأتى قطة صغيرة تبدو فى عينيها جنسيتها المصرية بوضوح .. تسحب شهيقاً من هواء الصباح الندى .. تتسلل فى خفة وتخطف قطعة من اللانشون المستورد .. يتسشيط الكلب غضباً لقطعة اللانشون المغتصبة .. لكن يكتشف أنه مربوط.

أبتسم وارشف رشفة من ذلك الشاى بالنعناع الأسطورى .. تداعبنى قطرة من قطرات الندى على كتفى .. تنظر لى تلك الفتاة الصباحية المنهمكة فى قراءة جريدة أجنبية .. أرد لها التحية بنظرة مثيلة .. أسترق لمحة من الجريدة التى يحملها ذلك الرجل الصباحى.

أنهى جولتى بزيارة سريعة للمطعم .. اخرج وفى يدى عدة ساندوتشات من الفول والطعمية .. ثم تبلعنى شوارع القاهرة.

أحمد الصباغ

Wednesday, October 6, 2010

فتاة الطماطم



كهربتنى بجمالها تلك الفتاة التى تحمل أكياس الطماطم.. جذبتنى عيناها الجميلتان وقوامها الممشوق .. راقبت الطريق بطرف عينى وتأكدت من خلوه من بنى البشر .. إتجهت فوراً لفتاة الطماطم .. بنت الجيران .. فاتنة المنطقة .. وواسطة عقدها .. وقررت طلب القرب منها.

كانت تعلو وجهها مسحة من الصلصة المحببة إلى النفس .. وعلى وجنتيها جوز من الخدود الوردية التى فعلت فيها الطماطم الافاعيل .. إقتربتُ منها فمالت علىّ فى دلال وضحكت ضحكة ذات مغزى أن اتبعنى.

تبعتها طبعاً ومشيت وراءها كأى رجل طبيعى حين تأمره أمرأة جميلة من ذوات الطماطم .. دلفت وراءها إلى المنزل .. وجدتنى أجلس فى الصالون مع أبيها .. وفى يدى كوباً ساخناً من الشاى الرخيص المشروب عدة مرات من قبل .. قال أبوها 

- أهلاً وسهلا يا بنى إحنا بنشترى راجل.
- أهلا بيك يا عمى .. وانا بشترى طماطم .. قصدى جاى أطلب ايد بنتك

زغردت الأم وصافحتنى .. ثم إنهال عليا أخوها عمرو بالبوس .. لكن سامح - الأخ الأكبر المعروف بهبله الشديد فى المنطقة - لم يأتى .. تنحنح أبوها وقال
- معلش أصل الواد بعتناه يجيب طماطم امبارح ولسة ما رجعش.

إنزعجت إنزعاجاً شديداً وقلت فى ذعر :
- طماطم ايه يا عمى .. ده انا شايفها ماشية فى المنطقة ومعاها شنطة الطماطم .. المنطقة كلها شافتها .. بس أنا جيت الأول طبعاً.

قال الأب اللعين وهو سعيد سعادة مجهولة المصدر
-  ده فلفل رومى احمر يابنى .. بنحطه على السلطة بدل الطماطم.

قلت والذعر يجتاحنى وعينيا جاحظتان
-      بس أنا شايف صورة بروفايلها على الفيسبوك فيها طماطم يا عمى؟

قالت الأم فى حزن مفتعل
- طول عمرها غاوية فشخرة بنت الكلب .. وياما نصحناها تعمل جروب اسمه (نطالب الحكومة بكيلو طماطم) وما تسمعش الكلام .. على العموم ادينا هنجوزها ونرتاح من قرفها.

رن جرس هاتفى المتشال فى جيبى فإنتضفت واقفاً وفتحت السكة

- ألو .. عمتى ؟ ايه ؟ عمتى بتولد ؟ مين معايا ؟ ايه ؟ خالتى بتولد هى رخرى ؟ طب مين معايا؟  طب جاى حالاً .. طيب طيب .. حالاً .. هكون عندك

ونفدت بعمرى من هذا البيت الذى بلا طماطم..
ومن يومها وأنا لا أصدق خداع أى فتاة تضع صورة طماطم فى بروفايلها.


أحمد الصباغ