Wednesday, October 6, 2010

فتاة الطماطم



كهربتنى بجمالها تلك الفتاة التى تحمل أكياس الطماطم.. جذبتنى عيناها الجميلتان وقوامها الممشوق .. راقبت الطريق بطرف عينى وتأكدت من خلوه من بنى البشر .. إتجهت فوراً لفتاة الطماطم .. بنت الجيران .. فاتنة المنطقة .. وواسطة عقدها .. وقررت طلب القرب منها.

كانت تعلو وجهها مسحة من الصلصة المحببة إلى النفس .. وعلى وجنتيها جوز من الخدود الوردية التى فعلت فيها الطماطم الافاعيل .. إقتربتُ منها فمالت علىّ فى دلال وضحكت ضحكة ذات مغزى أن اتبعنى.

تبعتها طبعاً ومشيت وراءها كأى رجل طبيعى حين تأمره أمرأة جميلة من ذوات الطماطم .. دلفت وراءها إلى المنزل .. وجدتنى أجلس فى الصالون مع أبيها .. وفى يدى كوباً ساخناً من الشاى الرخيص المشروب عدة مرات من قبل .. قال أبوها 

- أهلاً وسهلا يا بنى إحنا بنشترى راجل.
- أهلا بيك يا عمى .. وانا بشترى طماطم .. قصدى جاى أطلب ايد بنتك

زغردت الأم وصافحتنى .. ثم إنهال عليا أخوها عمرو بالبوس .. لكن سامح - الأخ الأكبر المعروف بهبله الشديد فى المنطقة - لم يأتى .. تنحنح أبوها وقال
- معلش أصل الواد بعتناه يجيب طماطم امبارح ولسة ما رجعش.

إنزعجت إنزعاجاً شديداً وقلت فى ذعر :
- طماطم ايه يا عمى .. ده انا شايفها ماشية فى المنطقة ومعاها شنطة الطماطم .. المنطقة كلها شافتها .. بس أنا جيت الأول طبعاً.

قال الأب اللعين وهو سعيد سعادة مجهولة المصدر
-  ده فلفل رومى احمر يابنى .. بنحطه على السلطة بدل الطماطم.

قلت والذعر يجتاحنى وعينيا جاحظتان
-      بس أنا شايف صورة بروفايلها على الفيسبوك فيها طماطم يا عمى؟

قالت الأم فى حزن مفتعل
- طول عمرها غاوية فشخرة بنت الكلب .. وياما نصحناها تعمل جروب اسمه (نطالب الحكومة بكيلو طماطم) وما تسمعش الكلام .. على العموم ادينا هنجوزها ونرتاح من قرفها.

رن جرس هاتفى المتشال فى جيبى فإنتضفت واقفاً وفتحت السكة

- ألو .. عمتى ؟ ايه ؟ عمتى بتولد ؟ مين معايا ؟ ايه ؟ خالتى بتولد هى رخرى ؟ طب مين معايا؟  طب جاى حالاً .. طيب طيب .. حالاً .. هكون عندك

ونفدت بعمرى من هذا البيت الذى بلا طماطم..
ومن يومها وأنا لا أصدق خداع أى فتاة تضع صورة طماطم فى بروفايلها.


أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment