Thursday, February 12, 2009

آسر ياسر .. ليست الأخيرة


هذة المرة كانت الضحية زميلة وصديقة لنا .. مدونة عرفنا عنها كل صفات الإنسان المحترم المثقف جميل الطباع .. وكانت الضحية الثانية .. لا .. ليست الثانية .. ربما تكون الضحية الألف .. أو المليون .. لكنها الثانية التى تحولت قضية التحرش بها إلى قضية رأى عام
عندما تمشى الآن فى شوارع مصر تجد مئات اللافتات التى تستجدى الشباب بالحفاظ على المرآة التى ربما تكون أمك أو أختك أو بنتك .. نترحم جميعاً على الزمان الجميل .. الذى كان يتطوع الشباب والرجال فيه بحماية البنت حتى تعود إلى منزلها .. نترحم على زمان الرجولة .. فى زمان "بيريل" .. نترحم على زمان الأمان .. فى زمن ضاعت فيه كل قيمة جميلة
الموضوع لن يحل فقط بالحكم على المتحرش بعدد من السنوات .. لكن الحل الجذرى أعمق وأبعد من هذا بكثير .. دراسة الظاهرة .. معرفة الأسباب بدقة .. حل المشكلات التى نتتج عنها حالات الهياج الجنسى فى شوارع مصر المحروسة
ظاهرة التحرش الجنسى .. فى رأيى المتواضع هى نتاج مراحل طويلة من الضياع الاقتصادى والتردى الإجتماعى والإنهيار الأخلاقى .. وليست وليدة الصدفة .. وإنما هى تمثل نهاية المطاف الآدمى .. الذى يتحول فيه الإنسان بكل رقيه وقيمه وتفضلة على باقى الكائنات .. لحيوان مفترس خالٍ من النخوة والجدعنة .. وعندما يخلو الرجل المصرى - مخترع الجدعنة - من الجدعنة .. فإن المشكلة كبيرة .. وكبيرة جداً .. أعتقد أن أسر لن تكون آخر الضحايا كما لم تكن نهى رشدى آخر الضحايا .. هذا لإن الحبس والسجن والغرامة ليسوا حلاً جذرياً
نقف جميعاً مع آسر حتى آخر القضية .. نتضامن معها للحفاظ على حقها وعلى حق كل بنت تمشى فى شوارع مصر
و .. تضامناً مع آسر ياسر
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment