Sunday, February 15, 2009

مذكرات إنسان بنطلونى


يستيقظ كل صباح محدقاً فى الفراغ بغباء .. ينظر فى المرآه فلا يفهم الهدف من وجود شخص يشبهه فى الناحية الآخرى .. يضع يده فى جيب بنطلونه .. ثم ينطلق نحو حياة أكثر بنطلونية
رياض البنطلونى هو الأب الروحى لكل "إنسان بنطلونى" على وجه الأرض .. وهو رمز لكل من أتى إلى موقعه بمحض صدفة ، فلا هو يفقه شيئاً فى ما هو مسئول عنه ، ولا ينصّب تحت منصبه من يفهم فيها .. كذلك فإن "الإنسان البنطلونى" فى كل مكان هو الشخص الغير مناسب فى المكان الغير مناسب
رياض البنطلونى قد يكون رئيساً لجمهورية مثلاً .. أتى بفعل قانون التوريث الطبيعى الذى يخلفه وفاة الرئيس الذى قبله .. دون إنتخابات حقيقة ودون إختيار من الشعب .. فتجده يجيد فقط "فن الضحك على الدقون" و "فنون النصب السياسى"  وصياغة الخطب الرنّانة بواسطة مساعديه .. والتظاهر بالخوف على مصلحة بلده والجميع يعرف أن خوفه الحقيقى فقط على كرسيه الذى يعتليه لسنوات وسنوات تتحول فيها البلد من سئ إلى أسوأ .. لدرجة إنه يمكنك مشاهدة "رئيس بنطلونى" يتم إطـلاق النار عليه فيقف ليهتف أن دمه فداءاً للوطن .. فيصدق "الشعب البنطلونى" هذه المسرحية.
رياض البنطلونى قد يكون وزيراً للتعليم مثلا رغم أنه فى الأساس طبيب أطفال أو مبيض محارة ، كل مؤهلاته تتمثل معالجة الإسهال بالأنتوسيد ، أو فى خلط المعجون بالسيبيداج ..  يقوم هذا الوزير البنطلونى بإلغاء سنة سادسة إبتدائى ثم يعيدها ثم يلغيها ثم يعيدها ثم ينشئ قانون جديد للثانوية العامة ثم يلغيه ثم يعيده ثم ينشأ نظام التحسين ثم نظام الترم ثم يلغيه ثم يتخرج الطالب ليصبح كأى عاطل محترم
رياض البنطلونى قد يكون صحفى .. و "الصحفى البنطلونى" يقدم المغالطات قبل أن يلقى عليك السلام .. فيتهم المدونين بالاساءة لسمعة الوطن .. ويتهم الإخوان بالمتاجرة بالدين .. ويتهم المعارضة بالمتاجرة بآمال الشعب .. ويفتح النار على الوطنين والمحترمين والمخلصين من أبناء الوطن .. ويمتلك الجراءة لإن يصفهم بالقلة المندسة
ورياض البنطلونى قد يكون مدوّن .. وفى هذة الحالة ترى العجب .. المدوّن البنطلونى فى أغلب الأحوال تراه متفرغاً فقط لنقد عيوب الآخرين بالتطاول والإساءات والبذاءات دون أن يقدم لنفسه أو لغيرة أى إستفادة أو إبداع يُذكر .. وتجده منتشراً فى الجايكو والتعليقات المجهولة حيث يمارس عمله الردئ بنجاح .. المدوّن البنطلونى هو أكثر المبدعين فى "التلقيح " بالكلام .. كما نسوان المصاطب تمام .. إبداعه وعمله ولقمة عيشه المفضلة تظهر فى التلميح على زملائه المتغاظ منهم .. يظنها شطارة ومهارة وإفتكاسة
رياض البنطلونى قد يكون إعلامياً .. وجميعاّ نذكر بعض البرامج البنطالونية مثل برنامج "حالة حمار" عفواً "حالة حوار" الذى كان يأتى مقدم البرنامج ببعض الأشخاص الـ "إمعا" ليتطاولوا على كل من يعارض النظام ، دون أن يفكر مرة واحدة فى إستضافة واحداً من هؤلاء المعارضون ليذكر الحقيقة بدون تزييف
رياض البنطلونى قد يكون لاعب كرة .. ولاعب الكرة البنطلونى يستطيع بسهولة أن يعبر عن شعوره تجاه الجمهور بصوباع يده الأوسط .. ويستطيع أن يترك ناديه ويهرب من أجل "خميرة فلوس" ثم يظهر على شاشات التليفزيون فى اليوم التالى ليتحدث عن الوطنية والأخلاق والمبادئ
رياض البنطلونى قد يكون ممثل .. وهناك الممثل "بنطلونى السياسة" .. كممثل أقحم نفسة فى الحياة السياسية فصمت دهراً ونطق كفراً بالسخرية من المقاومة الفلسطينية والإشاده بموقف رئيسه وهكذا .. وهناك الممثل "بنطلونى الجعورة" وهو ممثل أكرمه الله فوجد واسطة كبيرة لدخوله عالم التمثيل ولم يكتفى بهذا لكنه أبى إلا أن "يعبّى" شريط أغانى
أنا شخصياً أصاب فى كثير من الأحيان بنوبة بنطلونياً .. فتجدنى مثلاً أتطلع أحياناً لأكل "اللحمة" رغم أن الله خلقنى لآكل الفول والطعمية .. وعندما يشاء القدر ويرزقنى الله بكيلو لحمة أحمر .. تجدنى أتناول اللحوم بـ "طريقة بنطلونية" لا بالطريقة الآدمية العادية
أيضا  أصابتنى حالة "بنطلونية فلانتينيه" خلال الإحتفال بعيد الحب .. فحملت فى يدى دبدوباً ضخماً فى حجم منزل من طابقين .. وقلبأ أحمر كبير سبع أوض وصالة .. وصندوق هدايا فى حجم عربية نقل .. ومشيت فى الشارع متظاهراً بالذهاب لموعد فلانتينى أحمر .. واحتفلت به على الطريقة "البنطلونتين"
 صديقى العزيز
وأنت .. هل جربت يوماً أن تكون إنساناً بنطلونياً !!
 أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment