Saturday, March 14, 2009

عامان من التدوين الألكترونى

منذ عامين تقريباً وبالتحديد فى اليوم العاشر من مارس عام 2007 كان لى موعداً مع بلوجر .. أنشأت بخطوات بسيطة مدونتى هذه .. التى مثّلت أحد أهم المؤثرات فى حياتى خلال هاذين العامين
سبق إنشاء هذه المدونة عشرات المحاولات للتدوين الألكترونى فى مواقع ومنتديات مختلفة مثل ماى سبيس وياهوو جيوسيتيز وغيره
إلا إنها جميعاً كانت محاولات غير مرضية على الأقل بالنسبة لى .. وسبقها أيضا أكثر من عشرين عاماً من التدوين الورقى بدأتها بكتابة القصص الحلمنتيشية فى المرحلة الإبتدائية .. وكنت أجمع عيال الفصل وأقص عليهم هذه القصص وسط إنبهارهم واستمتاعهم الشديد بهذه القصص التى غالباً لا تحمل معنى واضح وإنما تأخذ الشخصيات أشكال غريبة فتجد "الراجل اللى عمل نفسه تعلب" .. وتجد "الحمار اللى لبس بدلة عشان يعرف يدخل الحفلة ويلعب مع الأطفال" وهكذا
ثم بدأت مع المرحلة الاعدادية معرفتى بالشعر من خلال النصوص العبقرية التى كنا ندرسها .. نصوص شوقى وايليا وسيف الدولة الحمدانى
وبدأت أكتب سطوراً مقفية وغير موزونة محاكاة لقصائد شوقى وابى القاسم فيما كنت أسميه بالشعر
أما الرسم بصورة حرة فلم أعرفه إلا فى الثانوية .. فقد كان يقتصر خلال المرحلتين الابتدائية والاعدادية على ماكان يطلب مننا من مدرسى الرسم وكان غالبا لا يخرج عن رسم حرب أكتوبر ومولد النبى وعيد العمال
فى الثانوية بدأت أكتب شعراً جيداً إلى حد بعيد وتركت باقى ألوان الكتابة إلا إننى لا أذكر يومأ أن أحداً من زملائى أو مدرسىَّ قد شجعنى أو انتقدنى او حتى اكمل قراءة قصيدة
بل حدث ذات مرة أن كتبت قصيدة عن النبى عليه الصلاة ولاسلام وكنت مقتبس فيها الكثير من كلمات الهدى لأحمد شوقى .. عندما بدأ أحد زملائى فى المدرسة وكان اسمه "أيمن" قراءة هذه القصيدة حتى مزقها تمزيقاً وهو يقول بالحرف الواحد .. إنت اجيب لى ام قصيدة لاحمد شوقى وهتقول إنت إللى كاتبها
أصدقاء المدرسة لا يحبون الشعر ومن يحب النثر منهم قصة أو مقال لا يمكن أن يقراأ لولد فى مثل سنه .. وكان دائماً مدرسى اللغة العربية شخصيات غير متذوقة للأدب فكان من الصغب مشركتهم حب الأدب والكتابة
فى الجامعة اختلف الحال كثيراً .. فهناك بعض الطلاب الذين اشكتعطت مبادلتهم حب الكتابة ثم التصوير لاحقأ .. " وائل الديب" كان أهم شخصية تشجعنى على الكتابة وكنّا ننشر سوياً فى جريدة النبأ أيام ازدهارها فى أيام ممدوح مهران
ثم كانت هناك جريدة الزراعة 2000 الذى كان أحد مؤسسيها ومحرريها جارى وابن منطقتى .. وصديقى العزيز فيما بعد " أحمد حسين بيومى" الذى كان أول رسام كاريكاتير ومصور وشاعر عامى أراه وجهاً لوجه
والكتابة فى الزراعة 2000 كانت مفتاحاً سحرياً للإهتمام بالكتابة أكثر ..
أما فى الفترة الزمنية ما بين عام 2001 إلى وقت إنشاء هذه المدونة الإلكترونية  كانت فترة الموت الكتابى وفترة الإنهماك فى البحث عن عمل ثم الاستقرار فى العمل ولم يكن القلم رفيقاً مقرباً فى تلك الفترة ثم جاء تعرفى على بلوجر .. وكان إنشاء موقعاً خاصاً لى على الإنترنت أحد أعجايب الدنيا بالنسبة لى .. فأنت تستطيع أن تقرأ كلامى فى الوقت الذى أكون فيه فى العمل أو نائماً مثلا .. سبحان الله
ويبدو أننى كنت مصاباً بالنرجسية منذ اليوم الأول لإنشاء المدونة .. لم أكن أعرف كلمة "مدونة" وكنت اسميه موقع .. وكانت أول اضافة قمت بها للمدونة هو أن رفعت صورتى فقط !!
وظللت عدة أيام أدخل لإطمئن أن الصورة لازالت موجودة وبحالتها!!
ثم بعد أكثر من إسبوعين أدركت إنه يمكننى كتابة كلمات بجوار الصورة .. ففعلت
وكتبت إسمى ومعلومات قصيرة عنى .. وظللت أياما أخرى أدخل لإطمئن على الصورة والكلمات .. إلى أن أتى يومُ لاحظت تغيراً فى شئ ما لم أفعله بنفسى فقد تحول ذلك الصفر بجوار كلمة تعليقات إلى رقم واحد ..
وبالدخول على هذا التغيير اللعين .. فعرفت أن شخصاً مجهولاً دخل يهنئنى بالمدونة ويشجعنى للكتابة
عملت بعد ذلك أن هناك أشخاص أخرين يمتلكون مثل هذا الموقع وبدأت أتواصل معهم .. من أوائل المدونات التى زرتها صاحب البوابة مصطفى الحسينى .. مدونة عيال : أيناس أبو زيد .. القادم أجمل .. أنا أخوان .. سمراء النيل .. شمس الزناتى .. وائل عباس .. نوارة نجم .. قطة الصحراء ..
مرَّ عامان من التدوين قرأت فيهم آلاف التدوينات لآلاف المدونين .. تعلمت أشياءأ كثيرة من بعضها ولم يضف بعضها لى شياءأ .. ورأيت فى الكثير من الزملاء المدونين نماذج رائعة لبشر ولأدباء ومفكرين وفنانين
لكن أطرف من قابلتهم على سطح التدوين هم طائفة المدونين البيزولوجيين ..  وسأكتب عنهم لاحقاً بالتفصيل
لم يكن التدوين بالنسبة لى مجرد "تنفيس" عما يجيش به الصدر .. فالتنفيس هذا أستطيع أن أفعله فى الأوراق
ولم يكن غرض ما أكتبه على البشر ليقرأوه فأنا لا أشغل بالى كثيراً بما يمكن أن يعجب الناس وما لا يعجبهم لكن عليهم أن يقبلونى أو لا يقبلونى مدوّناً "لوكشة" واحدة بدون تجزئة
لكن الفائدة العظمى التى تمنيتها وتحققت بفضل الله هو التفاعل .. التعرف على أصحاب هذه التدوينات والنشاطات قد أضاف لى الكثير ..
وأخيراً .. فإننى ممتن لكل من كتب لى تعليقأ أسعدنى أو أضاف لى
التدوينة القادمة ..
لقطات عامين من التدوين 
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment