Thursday, March 26, 2009

إستاكوزا بالمهلبيــــة


هل جربت السقوط فى دوامة مياه ضخمة فى قلب محيط تبتلع الحيتان والعبّارات والأشياء والإنسان .. وأنت وحيد بلا طوق نجاة ؟
هل جربت يوماُ أنا تحاول اللحاق بقطار يسير بسرعة ألف ميل فى الثانية وأنت يحدوك الأمل فى أن تلحق هذا القطار وأن تسبقه ؟؟
بلاش دى
هل جرب يوماً أن تدخل برأسك فى خلاط مطبخ ( من اللى بيعصروا فيه الطماطم ) وأن تكون رأسك فى مكان الطماطم .. هل جربت شعور الطماطم داخل الخلاط ؟؟
طب بلاش دى بردو
هل جربت شعور "اللباية السوداء" داخل البطيخة ؟؟ وهى محاطة من جميع الجهات بالبطيخ بحيث لا تستطيع الحركة او التنفس طوال حياتها .. وعندما تبدأ فى الحركة والحياه والتنفس يكون ذلك لحظة إنتهاء حياتها "متفوفة" إلى سلة الزبالة
صدقنى ليست المشكلة فى أن يكون الإنسان "لبّاية" .. المشكلة لو كان متفوفاُ
أحياناُ كثيرة أشعر بإننى لباية .. لكن ما أصعب أن ترى نفسك متفوفاً
هل جربت شعور إنسان تائه فى صحـــراء واسعة جرداء لا زرع فيها ولا ماء .. ولا بشر ولا صديق ولا حبيب ولا صدر أم حنون يضمك ويسقيك الماء البارد .. وإذا فكرت فى أكل شئ رطب فإن أقصى طموحاتك هى قطعة من الصبّار "الورور" طازة بشوكه .. وإن صادفك الحظ الجميل فستجد بركة من الماء المالح "الصايص" .. وستكون مُطالباً فى هذه اللحظة بأن تعود إلى بيتك سائراُ على أقدامك وإلا فالموت الزؤام .. سواء بأن تكون وجبة عشاء لذئب عائد من العمل إلى مراته وعياله .. أو بأن تكون هدية عيد أم من شبل إلى مامته إنثى الأسد !!
هل جربت أن تسقط فى بلاعــة الأزمات .. أوتقع عليك مياه غسيل الذكريات المريرة وأنت تسير فى طريق موحل .. أو يتم حبسك لمدة ثلاثين عام فى مقلب زبالة الماضى ؟
هل جربت أن توهب عمرك لحبيبك .. وأن تعشقه ويعشقك وتذوب فيه حتى النخاع .. فتصبح عيونه هى عيونك التى تراه بها .. وأذنه هى أذنك التى تسمع بها .. ويصير روحاً شفافة ترسم حياتك ومستقبلك .. ونبضاً يسرى فى كل ذرة من ذرات جسدك .. ثم تفترقا .. ويصبح عليك أن تكمل باقى حياتك بدونه ؟
إذا كنت كذلك .. فلا تبتئس
فهناك شخص أخر يشاركك هذا الشعور
لكن لابد وأن تبتئس عندما تعلم أن هذا الشخص فى طريقه إلى الجنون
إنسان فى طريقة للجنون
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment