Wednesday, September 16, 2009

متى يبدأ التحـرش فى مصـــر ؟

يبدأ التحرش فى مصر عشية ليلة عيد الفطر المبارك، حيث تقبل أفواج المتحرشين من كافة أنحاء مصر المحروسة إلى وسط البلد أفواجاً من كل فجٍ عميق، حاملين على أكتافهم كبت الأيام الثلاثين الماضية، وتاركين ورائهم صلاوات التراويح والتهجد والقيام، وصيام الشهر الكريم.

وتتدفق جموع المتحرشين عبر ميادين التحرير وطلعت حرب مروراً بشوارع وسط البلد الرئيسية والفرعية، فى حالة نشوة متحرشين بكل ما يحمل فى إسمه تاء مربوطة حتى لو كانت (سيارة) وبكل ما يضم نون النسوة، وبكل فستان أو بلوزة أو جيبة وبكل ما يحمل فوق رأسه شعراً طويلة (حتى لو كانت مقشة معدية) ويتم ذلك فى تناغم عجيب، وخبرة عالية لا ندرى كيف ومن أين تم إكتسابها، رغم أن التليفزيون المصرى لم يقدم حتى الأن برامج مباشرة لتعليم التحرش.

على ناصية شارعنا.. وقف خمسة من رواد التحرش فى مصر، يحلمون بليلة العيد، ويرسمون أمالاً عريضة لقضاء ليلة تحرشية عالية المزاج، ويسترجعون فى تلذذ ذكريات العام التحرشى الماضى، وراح كلٌ منهم يستعرض قدراته ومهاراته فى التحرش بكفاءة لا يضاهيه فيه متحرش.

بينما على الفيسبوك قام شباب مصرى آخر بإنشاء جروباً عالمياً لحملة "عيد بدون تحرش" وترفع الحملة شعار "هعيد وهفرفش بس مش هتحرش" وربما يجهل هواة رياضة التحرش كيفية الجمع بين "التعييد" و"الفرفشة" مع "عدم التحرش".. حيث أصبح التحرش عبر أكثر من عشر سنوات ماضياً جزأً لا يتجزأ من كينونة العيد.. وصار العيد بدون تحرش لديهم ماسخ.. مثل الطبيخ بدون لحمة.

رياضة التحرش فى مصر.. جزأ لا يتجزأ من الواقع الماسخ المُمسّخ الباهت الضائع التائه العجيب المؤسف الذى تحياه مصر فى تلك الفترة السوداء من عمر الزمان.

فإن مصر كما تأكل الخضروات الشهية.. مروية بمياه – لامؤاخذة – المجارى، كذلك فإن مصر أصبحت فى السنوات الماضية تعيش العيد الجميل مرصعاً بحوادث التحرش المخزية.

أصدقائى الأعزاء..
أعلم أن المتحرشين لا يقرأوون غالباً ما أكتب، وربما لا يدخلون على الإنترنت أساساً إلا للتحرش الإلكترونى، ولهذا حديث أخر، وأظن – وليس كل الظن إثم - أن قراء هذه السطور لا يتحرشون، لهذا – ولهذا فقط – لن ألبس ثوب الحكمة وأدلوا بالنصائح، لكننى سأتمنى لكم:
عيد بدون تحرش

وكل عـــام وأنتــــم بخـــــــــير..
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment