Monday, September 21, 2009

تبرع ولو برنجة



يأتى عيد الفطر ويأتى شم النسيم وتأتى معه الرنجة والسردين ويأتى الليمون والبصل الأخضر فتنتابنى نشوة المشتاق وأهيم على وجهى فى الأرض ولا يسع الكون سعادتى وفرحتى، فلا ترى عينايا من المكنونات سوى الطبق التى تتمدد فيه الرنجاية كعروس النهر الذهبية، ويرصعها الليمون بلون الأصفر المخضر، وويقف البصل الأخضر بشواربه كالأسد، وتبدو الرنجاية كملكة متوجة يحيط بها الحرس يميناً ويساراً..

وغالباً ما ينتهى المشهد بوجهى ملطخاً بآثار المعركة، تعرفنى بسيمايا من أثر الرنجة والسردين، نشواناً هيمان.. لا أبتغى من الدنيا سوى كوباية شاى كشرى خمسينة ، لكى أحبس بها، وسط دهشة وصدمة الأسرة المسكينة، وإمتعاض أطفال العائلة من هذا الـ "خالو" المجنون، ودعوات أمى بالشفاء العاجل.

أصدقائى الأعزاء جداً..
من اللطيف أن يعيش الإنسانُ العمر مرتدياً كرافتة "شيك" وبدلة أنيقة، وأن يمارس الحياة بالشوكة والسكينة، ومرتدياً ثوب الوقار مع إبتسامة الرسمية.. لكن من الأجمل أن "يلغوص" الإنسان فى خضم بحر الحياة، وأن يعيشها بتلقائية وسذاجة، فالحياة لا تأتى لا مرة واحدة، والرنجة لا تأتى إلا مرتين..

أحمد الصباغ




No comments:

Post a Comment