Thursday, September 9, 2010

الإحتفال بالعيد خلف القمر

عزيزتى ذات العيون الواسعة .. يأتى العيد علينا بأيامه الثلاثة .. تتملئ الشوارع بالبشر الذى يحاول أن يسترق لمحة من السعادة من قلب القدر المحتوم .. واسير فى وسط الزحام .. اختبئ خلف الكحك والبسكويت وانشغل عنكِ بالبيتفور .. واحياناً أدارى حزنى خلف مذاق الرنجة اللاذع حين تداعبه قطرات الليمون .. ومع رائحة الشوارع فى العيد؛ أتذكر عطرك الأخاذ؛ الذى كان ميعادى معه هو عيدى الذى أحتفل به كل صباح.
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. لا تظنى لعبى بالبلالين مع الأطفال هو أنشغالُ عنكٍ .. لكنه تمسك الميت بالحياه وهم يلحدونه .. يأتى العيد على البشر فيكسو الدنيا سعادة وبهاء .. وأظل أنا وحيداً بداخلى .. أعانى غربة البعد عنكِ، ورحيل إبتسامتك خلف الغيوم.
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. الجميع لا يعلم سر عشقى للقمر، وقضاء الليالى متأملاً فى هالته البيضاء الفضية المطلة على السماء الدنيا .. الجميع لا يعلم ما اعلمه .. ولن يصدقوا ما أؤمن به .. وسيتهموننى بالجنون إذا علموا أننى أؤمن تمام الأيمان أنكٍ الأن تسكنين خلف القمر .. أو فى أطرافه المترامية .. حيث لا يعلم إنس خبراً عن مكانكِ ولا جان .. أنا فقط بمناجاتى للقمر أناجيكٍ .. وأصل إليكى بروحٍ مشتاقة، وقلبُ ولهان، ووجهٍ متشاقٍ لأنفاسك الساخنة
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. كنت أتمنى أن تحتفلى معى بالعيد .. لكن هكذا المخلوقات النورانية .. لا يملكون قراراً بالإندماج بين البشر .. كنت أتمنى أن أحتفل بالعيد مع فنجان من القهوة تصنعه يديكٍ وترتشفه شفتاى مشفوعاً بقبله تاريخية لجبينك .. لكن ما باليد حيلة .. مضطر الأن أن اتظاهر بالفرحة أمام الناس
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. سأتركك الآن وأذهب للإندماج فى أطباق الحلوى والكحك والبيتيفور .. والذوبان فى قلب طبق كشرى كثير الشطة قليل الأرز .. والرحيل إلى عالم الأسماك المملحة، وسأرسم على وجهى ابتسامة واسعة فى وجه كل من يقابلنى .. وسأهتز طرباً مع أغانى العيد ومع لهو الأطفال فى الشوارع .. وسيظننى الجميع سعيداً .. سيظننى الجميع مبتهجاً
أنتِ وحدكِ تعلمين سرى

أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment