Tuesday, April 20, 2010

فتاة الحواوشى

كانت ترفع طبق الشوربة على شفتيها وترتشف فى تلذذ واستمتاع بالرغم من تساقط قطرات من الشوربة على صدرها البض الناهد بعنف، وكان يتأملها ويتأمل صدرها بما يحتويه من شوربة فى هيام وانبهار لم يسبق لهما مثيل.. شهر مكون من ثلاثين يوماً، لم يرها خلالهم وكان يأمل أن تكون لحظة اللقاء القادمة أمام نهر النيل العظيم لكى يطفئ النيل ما تشعله هىَ من مشاعر متأججة فى قلبه.

أصر أن يعزمها فى أفخم المطاعم المطلة على النيل، وأصرت هى على الغذاء فى مطعم يقدم لحمة الراس والحواوشى والشوربة والعكاوى، وطار هو فرحاً بإختيارها وظل يتأملها فى سعادة وتلذذ، إنه لقاء عاطفى من نوع خاص، لقاء الفقر الجائع مع الثراء المشتاق إلى الرمرمة، لقاءه هو ببدلته الأنيقة ذات الألفين جنيه من كونكريت، بها هى ذات البضى الكارينا المُقلد ذو الخمسة وعشرين جنيه.. لقاء الرجل المنبهر بالجدعنة والقوام والخصر القادمين من السيدة زينب، مروراً بالبياض المنبعث من سوبيا الرحمانى الذى يتشبع بحمرة التمر هندى، ثم ينشع فى خدود البنت ذات الثانية والعشرين ودبلوم تجارة.

بعد أن أتت على أربعة أطباق كانوا يمتلئون بالشوربة واللحوم والعكاوى والارز والسلطات فأصبحوا جميعاً فى ذمة الله، أخذ يتأملها فى هدوء، ويتعجب من قوامها الممشوق الرائع الذى يكفى طبقاً واحداً من الشوربة كهذا لكى يتلف قوام جميع ملكات جمال العالم، بادرها بضحكة مرحة.. إنتبهت فى خجل إلى أنها تجلس أمام حبيبها المكتوب فى بطاقته ذكر، وأنه من العار ما فعلته بالأطباق أمامه، فتوردت خدودها وغمغمت بكلمات لم يسمعها هو لكن بالتأكيد كانت تكفيه هزّات شفتيها الممتلئتين. سألها عن أمها وأبوها واخوتها السبعة، فأجابت بإجابات مقتضبة أن الجميع بخير، وهو يعرف أن الخير الذى تقصده هو أنهم جميعاً لازالوا أحياء، فهو يعرف أنهم يسكنون فى غرفتين بقلعة الكبش، وأنها تنحدر كل صباح من القلعة إلى شارع قدرى حيث تعمل سكرتيرة بـ 180 جنيه، وأن أباها – ككل الآباء فى الأفلام العربى – مريض، وأمها – ككل أفلام أمينة رزق – غير قادرة على العمل، وأن أخواتها يختلفون – ككل أفلام يوسف شعبان – ما بين السكير والمريض والمعوق.. كان يعلم جيداً أنه أتى من منيل الروضة ليحب بنتاً من السيدة زينب، وكان عليه أن يتحمل كافة المشاهد السينمائية الكلاسيكية التى سيشاهدها فى رحلة حبه بها، كان يعلم جيداً أن ثرياً يعشق فقيرة حالة أفضل بكثير من صعلوك يعشق أميرة..
لكن: هل يحبها بالفعل، أم أنه يحب المغامرة لا أكثر؟

أما هى فكانت ترى فيه عالماً مختلفاً تماماً عما تعيشه..
عالم لا تصرخ فيه أطفال يرتدين نصف ملابس علوية، ولا يسعل فيه أب مصاباً بالربو والسعال والقلب والسكر، ولا ترقع فيه أم بالصوت لإن إبنها قد دلق حلة الشوربة فوق الكنبة ذات الرجل المكسورة، كانت ترى بعين الخيال بيتاً تسكنه يطل على نيل الروضة الوارف بالأشجار الجميلة، ترى شقة واسعة فسيحة نظيفة فخمة، تغوص هى فى مطبخها لتبدع أروع ما أنتجته القريحة البشرية من طبيخ ومسبكات وطشة ملوخية بالأرانب.

كنت أشاهدهم بالقرب منى عندما كنت ألتهم رغيفين من الحواوشى فى إحدى المطاعم، فكانت من أرق وأنبل لحظات الحواوشى التى مررت بها وأنا وأقرأ في وجوههم آيات الحب الغذائى ودعوت الله أن يجعل حياتهما ألذ من طعم هذا الحواوشى.


أحمد الصباغ

Saturday, April 17, 2010

الرنّ على الأشياء المفقودة

منذ أيام قلائل فقدتُ (محفظتى) الغالية ببطاقتها وكارنيهاتها وإندكسها وكل ما لذ وطاب من الأوراق الهامة، حتى كدتُ أرزع دماغى فى أول حائط على إيدك اليمين، ثم أراد الله فعادت لى.. بعد نشاط دمعى حاد.
وعندما يختفى الريموت فأصير مضطراً إلى قضاء السهرة فى البحث عنه تحت السرير وفوق الدولاب وداخل المطبخ، أو حمل ساندوتشاتى وأشيائى وتناولها فوق الريسيفر مستخدماً أزراره الأصلية بدلاً من الريموت المأسوف عليه.. حتى لا يقع حظى مع قناة تعرض فيلم طليعى وأضطر إلى إستكمال السهرة فى أحضان ثلة من المستظرفين.
وهكذا كلما فقدتُ شيئاً أصابتنى حالة من العجز والقهر وانعدام الوزن وأقف مكتوف الأيدى.
لكن لضياع الموبايل داخل المنزل ميزة حلوة.. فبرنه صغيرة تستطيع تحديد مكانه، بينما إذا إختفت تلك الأشياء الصماء من أمامك فلا تستطيع أن ترن عليها ولا تستطيع كذلك أن تقوم بعمل Search ولكن لابد من عمل بحث Manual.
إندهشتُ كيف أن تلك البشرية العبقرية التى اخترعت من الابرة للصاروخ لم تستطع أن تضع حداً لفقدان الإنسان لأشياءه، والأمر بسيط وسهل وافتكاسى للغاية: هو تركيب وحدة (رنّ) لكل الأشياء بالإضافة للأطفال حتى إذ ما أختفى الشئ أو الطفل من أمامك، تقوم بالرنّ عليه فيأتى الطفل مذعوراً وهو يرن، أو يأتيك صوت محفظتك من الدولاب.
حل سهل وبسيط لإعادة الأشياء المفقودة..
المصيبة فى إعادة الأحساسيس المفقودة، كمثل الإحساس بالدفئ، أو الحب، فلا تتوقع مثلاً فى يوم من الأيام، أن يهجرك الحبيب، ولا تعرف له طريق جرّة فتقوم بالرن عليه، لتكتشف أنه يرن فى حضن محبوب آخر، أو ترن على صديقك الذى (سقع لك) فجأة فتكتشف أن الشخص الوقح الذى سرق صديقك منك يقوم بكل بجاحة (بالكنسلة) عليك.


أحمد الصباغ - جريدة الشارع

Tuesday, April 13, 2010

خازوق ديموقراطى شقيق

الحمد الله نوبة الديمقراطية التى كانت تعانى منها الكويت، والتى ظلت تفتخر بها طوال سنوات، وكنا نحن نغلى - خوفاً على الكويت من الحرية والأنفلونزا - الحمد لله قد ظهرت أنها أعراض حمل كاذب وأن الجنين الديمقراطى طلع كدة وكدة.

الكويت التى عرفت واليعاذ بالله النزاهة والإنتخابات البرلمانية الحرة، أبت إلا أن تعكنن على مجموعة من المصريين حاولوا تأييد شخص آخر غير الرئيس الذى يفوق عمره عمر دولة الكويت، وهذا هو قمة العرفان بالجميل للنظام السياسى المصرى الذى قام أخيراً بتصدير بعض من بركاته إلى الكويت الشقيقة التى يبدو أنها حصلت على الجنسية.

مش بس كدة..
إسمع معى هذا الخبر وخد نفس عميق وقول آه: الكويت تستعين بتجربة "الأوقاف المصرية" للسيطرة على المساجد..

إنتهى الخبر لكن الخيال العلمى لم ينتهى، فأستطيع من الآن أن أؤكد لك أن الجوامع الكويتية ستتحول بنجاح إلى فروع صغيرة لأمن الدولة، مثلما حدث فى نظيراتها المصرية منذ فجر التاريخ المبارك، وسيتحول المسجد من مكان لبحث أمور المسلمين، لمجرد مساحة من الأرض تقام عليها الصلاة ثم يغلق فى وجوه الساعيين للدعوة، المفعّلين لدور الجامع فى حياة المسلمين.

سيتقاضى خطيب الجامع فى الكويت 180 جنيه، وسيدعو فى نهاية الخطبة: اللهم وفّق أمير دولتنا .. وستتحول جميع الخطب إلى أحكام النكاح، وأحكام المواريث، وسينام المصليين نوماً هانئاً فى أثناء خطبة الجمعة.

الأهم من ذلك أن أرادت الكويت إذا تحذو حذو مصر فى التعامل مع المساجد، فعلى المواطن هناك أن يحرّص على حذاءه.


أحمد الصباغ

محمود المصرى .. مدونة جديدة دمها خفيف

Friday, April 9, 2010

حمار حتى النخاع

ذهبت إلى المدرسة جحشاً صغيراً وخرجت حماراً يافعاً اعتمد على نفسى فى الغباء، ولا أحتاج لمصدر تمويل خارجى، وبمرور الأيام إكتشفت أن العملية التعلمية فى مصر لا تختلف كثيراً عن عملية اللوز فكلاهما ينتهى بإلقاء التعليم واللوز فى الزبالة.

ولقد أتحفنا وزير التعليم بهجمة عنترية على إحدى المدارس الحكومية لكنه والحمد لله لم يجد من يشرب حشيش او يتاجر فى المخدرات ولم يجد قتلى او مصابين لكن على العكس وجد الجميع يلعب ويهيص بل كان المدرسين فى اجازة ممتعة ورغم ذلك ثار ونقل جميع (الاستاف) إلى الصعيد، ويكأن الصعيد هو سلة المهملات التعليمية التى يتم فيها إلقاء اللوز والتعليم.

لا أدرى كيف يمكن لمجتمع قبول وزير يقوم بتهزيق المدرسين والناظر على الهواء مباشرة وأمام التلاميذ كدة، وألا يعلم سيادة الوزير ان هذه المدرسة تسير كما تسير آلاف المدارس وفق سياسة تعليمية ورقابية فاشلة، وأنه إذا أرد أن يصلح التعليم فعليه بإصلاح النظام الإدارى أولاً .. مكسوف والله وانا اقول هذا الكلام، وأشعر بنفس شعور شخص يقف فى ميدان كبير سنة 2010 ويقول : أنا اخترعت الدراجة يا رجاااالة..

وبالتأكيد لو أعطى سيادة الوزير لنفسة فرصة الاختلاء بأفكاره وتنظيمها للحظات لأدرك أن أصلاح التعليم يحتاج لسنوات، آه صحيح هى أقل بكثيرمن السنوات التى تمت فيها عملية الإتلاف، لكن بالتأكيد لن يأتى الإصلاح بغمضة عين أو شخطة وزير.

وسيبك إنت..
فطالما ده أبيض ونضيف، والنية صافية، فتأكد أن التعليم بخير، ويبدو أن القائمين على التعليم قد شعروا بمصاب الطالب بعد التخرج، فحرصوا على أن يظل التعليم خرباناً حتى لا يندم ذلك الخريج على ما ضاع من جهد بالإضافة إلى ندمه على ما ضاع من عمر.


هذا عن وزير التعليم ، أما عن ناظر المدرسة وأساتذتها وتلاميذها فيحتاج لعشرة حمير آخرين على الأقل للكتابة عنهم



أحمد الصباغ

وفاة ماما سامية شرابى

Tuesday, April 6, 2010

هل يحـب البرادعـى مصــــــر ؟

ربما قد جذبك العنوان فأتيت لتقرأ إجابة السؤال المطروح أعلاه.. واسمح لى بأن اصدمك واقول لك: أننى لست إبن أخت الدكتور البرادعى حتى أؤكد لك أن (خالى) يحب مصر من صميم قلبه، أو إنه يكرهها من صميم وجدانه، فالله وحده هو المطلع على القلوب والنوايا، لكن وهب بعض الناس بصيرة وعقلاً يحكمون من خلالهم على الأشخاص من خلال مبادئهم المعلنة

هل يحب البرادعى مصر؟
أهم ما يعلنه الدكتور البرادعى – وقبل أن يسعى للترشح للرئاسة – هو تعديل الدستور بحيث يسمح بتداول السلطة كما يحدث فى كل البلاد المحترمة (أو حتى الغير محترمة)، وسواء أترشح البرادعى للرئاسة بعد ذلك أم لم يترشح، أو فاز فى إنتخابات أم لم يفز، فإن خطوة تعديل الدستور والإشراف القضائى على الإنتخابات هى الخطوة الأهم فى رأيى، ثم نشوف – بالصلاة على النبى – حكاية الانتخابات ذات نفسها.

هل يحب البرادعى مصر؟
الحكاية يا سادة ليست حكاية (برادعى) فى حد ذاته.. الحكاية تداول سلطة تسمح للمواطن المصرى أن يرى – ولو لمرة واحدة فى التاريخ – رئيساً سابقاً، ورئيساً تولى السلطة فقط لمجرد أن المواطن ذهب وأعطاه صوته، لا لأنه حصل فى الاستفتاء على 99.99999% أو نجح كمرشح من ضمن عدة أرجوزات مضحكة.

هل يحب البرادعى مصر؟
نتفق أو نختلف على البرادعى، لكن لا نختلف أبداً على تداول السلطة، نتفق أو نختلف على شخصية مبارك، لكن لا نختلف على أن من حقنا أن نختار رئيساً غيره، فإذا كان أفضل من مبارك فهذا جزاءاً موفور لسعىٍ مشكور، ولو كان أسوأ فسنلقى جزاء ما اقترفناه بإيدينا، لكن لا يعقل أبداً أن نلقى عقاب لما لم نقترفه لا بإيدينا ولا بأرجلنا.

إنتخابات تعددية نزيهة حرة لا تأكل بثديها فهى تعنى – على الأقل بالنسبة لى - حصول الحزب الحاكم بمرشحه (أو أبنه) على صفر كبير مثل صفر المونديال كدة.

هل يحب البرادعى مصر؟
لقد نجح الحزب الحاكم نجاحاً باهراً فى أن يزرع فى كل مصرى خوفاً من المجهول، وخوفاً من الغريب، ليبقى صنماً واحداً يتعبد فى محرابه المصريون عشرات السنين، خائفين من القادم المجهول الذى يحيل مصر إلى جهنم حمراء، لنظل خائفين من إخوان مسلمين يقيمون الدولة الإسلامية.. يقتلون أهل الكتاب ويحبسون النساء ويحرقون الصحف والمجلات والتماثيل، أو لنظل خائفين من ليبراليين عملاء لأمريكا والغرب الذين يحيلون مصر إلى ماخور.

والحقيقة أن كل تجارب العالم الذى يمشى من حولنا تقول أن ما عفريت إلا بنى آدم، وإن اللى تخاف منه مفيش أحسن منه، وإن اللى بيخاف من عفريت بيطلع له، وأن الإنسان عدو ما يجهله، وإن الخوف من البديل هو إختراع مصرى صميم ماركة الحزب الحاكم لمدة تلاتين سنة.

هل يحب البرادعى مصر؟
للحديث بقية..


أحمد الصباغ

تحميل برنامج عصير الكتب بلال فضل - الحلقة السادسة

تحميل برنامج عصير الكتب بلال فضل - الحلقة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة

Monday, April 5, 2010

دعـوة للكراهــية


يمكنك أن تعتبر هذا المقال دعوة للكراهية إن أردت، يمكنك أن تعتبره طرطشة أفكار غير مرتبة، فكما تلاحظً أن الحب لا يطرطش منا بنفس طرطشة الكلام، وصحيح أننا جميعاً نرفع شعار التسامح والمحبة، لكن فى الواقع – كما تلاحظ معى – أن ما يتحقق من هذه الشعارات قليل جداً لا يسمن ولا يغنى من حب.

وربما الدعوة للكراهية تكون أكثر نفعاً وواقعية من الدعوة للحب فى مجتمع صار بوجهين، وجه مبتسم فى وشك، ووجه يفكر فى الطريقة الأسهل لقتلك، إذاً تعالوا فى هذه اللحظات السعيدة من شم النسيم، نتفق على الكراهية، وعلى أن يضمر كل منا الشر للأخر، وأن نغتاب بعضنا البعض، وأن يأكل كل منا – بدل الفسيخ – لحم أخيه ميتاً.

هيا بنا نكره الآخر، نكره المسيحيين نحن معشر المسلمين، ونكره الزملكاوية نحن معشر جمهور القافلة الحمراء، ونكره غير المصريين نحن معشر أبناء الحلوانى الشهير الذى بنى مصر، على أن يقوم المسحيون بكرهنا نحن المسلمون، وأن نشاركهم فى كره اليهود والبوذيين والمجوس الذين – بالطبع – يكرهوننا.

وبذلك يصبح العالم بستان من الكراهية والبغضاء والضغينة، وعندما ترى زملكاوية تعرف جيداً أنه يحمل خلف ظهره سكيناً، واذا رأيت مسلماً فاعرف انه يخفى مسدساً واذا شاهدت مسيحياً فاعلم انه قد نصب لك فخاً.
بزمتك مش تبقى عيشة حلوة، بدلاً من أن ترى الأخرين يبتسمون فى وجهك ثم تكتشف أنهم لا يحملون فى قلوبهم ما تحمله شفاههم.

والآن يمكن أن تعتبر هذا الكلام السابق أثر من أثار الفسيخ على الإنسان، وليس غريب أن يصدر عن انسان تناول ستة كيلو فسيخ وسردين، لكن الغريب أن هذه المفاهيم راسخة فى الكثير من الناس بحق، ربما لا تُعلن على الملأ لكنها بالتأكيد مبادئهم فى خلوتهم مع أقراتهم.

وقديماً كان الشرير واضحاً وضوح محمود المليجى فى فيلم موعد مع إبليس، ووضوح الشمس فوق سطح بيتنا، ينظر فى عينيك فتطل الكراهية من عينيه، تنظر فى وجهه فترى الضغينة واقفة فى وجهة وقوف إمراءة تنشر الغسيل فى البلكونة، ويتطاير الغل مع كلماته، ويتناثر الحقد مع نظراته.

أما الآن فمن الصعب جداً أن تميز صديقك من عدوك، صعب جداً جداً، وربما تظل حتى اللحظة الأخيرة متشككاً فى صدق محبته، أو تفاجئ بأن من تظنه عدواً يحمل لك الخير الكثير.

شوف يا سيدى..
البشر أنواع: نوع يراك فتلفت إنتباهه فيستمع لك ثم يقرر موقفاً تجاهك.. يحبك أو يكرهك، ونوع يراك فيأخذ قراراً بكرهك ثم يستمع لك وهو يكرهك ويكون كلامك – أياً كان – دليلاً على حقه فى كراهيتك.

والآن هل تحب أن تأخذ كلامى مأخذ الجد؛ فتبدأ فى كراهية الأخرين بوضوح وبدون زيف، أم تحب أن تأخذ فى اعتبارك الفسيخ الذى إلتهمته فتأخذ كلامى مأخذ الهزل فتعيد التفكير فى طريقة محبتك للآخرين ؟


أحمد الصباغ

صور ندوة الكاتب الساخر أسامة غريب وكتاب إبن سنية أبانوز - مكتبة عرابى بالمهندسين

صور ندوة الكاتب الساخر محمد بركة وكتاب صباح العكننة - ساقية الصاوى

حوار جريدة اليوم السابع مع الناشر والكاتب أحمد مهنى

أجرى الزميل الصحفى وجدى الكومى هذا الحوار مع الناشر أحمد مهنى الذى تم الافراج عنه بالأمس - الحوار لجريدة اليوم السابع
-----

فى الوقت الذى يجوب فيه الدكتور محمد البرادعى مدينة المنصورة لتدعيم حملته لتغيير الدستور المصرى تمهيدا للترشح لرئاسة الجمهورية كان جهاز أمن الدولة يداهم منزل الناشر أحمد مهنى صاحب دار "دوّن" ويقوم بتفتيش مكتبته أمام والدته التى لم تستطع إستيعاب إن كان ما يدور أمامها مشهدا من فيلم سينمائى أم هو الحقيقة؟ وهو المشهد الذى انتهى نهاية تختلف كثيرا عن الفيلم، حيث أفرجت مباحث أمن الدولة بقسم شرطة الأميرية عن الناشر أحمد مهنى صاحب دار " دوّن" مساء الأحد الماضى بعد ليلتين من أطول ليالى عمره حسبما أكد لليوم السابع.

تفاصيل اعتقال"مهنى صاحب دار " دوّن" وذكريات أسوأ لياليه يتذكرها جيدا، يقول: قضيت الليلتين مضربا عن الطعام، والإجهاد يضرب كل عظام جسدى من أثر النوم على الأرض، ووضعونى فى حبس انفرادى فى زنزانة تحت الأرض كنت أنزل إليها عبر عدة سلالم، لكنى لا أعرف شكل الطريق إليها لأنهم كانوا يعصبون عينى سواء فى النزول أو الصعود.

سألته: هل كنت تنام على البلاط؟ 
فأجاب: لا كان فيه بطاطين، ودورة مياه غير آدمية. يقول مهنى: احتجزونى يوم الجمعة الساعة 2 صباحا، وقضيت ليلة كاملة أسألهم "أنتم هتعرضونى على النيابة؟" ولا أحد يجيبنى، حتى عصر يوم السبت حيث بدأوا التحقيق معى فى الثالثة عصرا، اقتادونى وأنا عينى "متغمية" وحققوا معى حتى الرابعة عصرا، حصلوا خلال الساعتين على بياناتى، وأرقام تليفونى، وعنوان دار النشر، وعدد الكتب التى أصدرتها، وعناوينها، وموضوعاتها، ثم عدت إلى الزنزانة مرة أخرى، وبنفس الحال عينى " متغمية".

بدأ التحقيق مرة أخرى مع مهنى بعد منتصف ليلة السبت، حيث سمع طرقا على باب زنزانته، ونفس الجندى يقوم "بتغميته" ليصعد معه السلم مرة أخرى إلى مكتب ضابط أمن الدولة الذى لا يعرفه سوى صوته، يقول مهنى: ضابط واحد فقط كان بيكلمنى، ولم أكن أسمع سوى صوته، وأصوات بعض الجنود حوله، أو الضباط لا أعرف أحدا، كانوا "بيغمونى" قبل ما أخرج من الزنزانة، وحتى الرجوع لها، وفى المرة الثانية التى حققوا فيها معى، سألونى أسئلة كثيرة منها:
"أنت كنت متدين ولا لأ؟ كنت مربى دقنك ولا لأ، مين معارفك، مين أصحابك، دار النشر بقالها قد إيه"؟

أكد مهنى أن الضابط لم يسأله عن كتاب " البرادعى وحلم الثورة الخضراء " لكمال غبريال، وإنما أجرى اتصالا هاتفيا مع شريكه سأله فيه عن الكتاب وكيف التقى بمؤلفه، والأسباب التى دفعته لنشره.

فى ختام حديثه يؤكد مهنى على أهم التفاصيل فى القصة، يقول: الضباط لم يسيئوا إلىّ، محدش ضربنى أو شتمنى، أو حتى قال لى " يله" وإنما كانوا يدعوننى باسمى "أحمد" والنهارده استدعونى، وسلمونى متعلقاتى، وسألونى مرة أخرى: "نرجو أن ما يكونش حد ضايقك، ومعلش عشان أزعجناك".

بيــــان من دار دوّن للنشر والتوزيع


رداً على ما يمكن وصفه بالتخاذل التام من جانب اتحاد الناشرين المصريين فى قضية اعتقال الناشر أحمـد مهنى على خلفية نشره لكتاب "البرادعى وحلم الثورة الخضراء" وإعلانهم الواضح أنهم لن يقفوا فى صف الدفاع عن مهنى، فإننا نصدر اليوم بياناً إعلامياً نعلن فيه أنه لا يشرفنا إطلاقاً الانضمام لمثل تلك الكيانات الهلامية التى تتخلى عن دورها حين الحاجة إليها وأنه لن ننضم الآن أو مستقبلاً لذلك الكيان حتى تعاد هيكلته من جديد ليصبح فعالاً فى المجتمع ويؤدى دوره الثقافى الكامل.

مؤسسى دار دوّن
أحمد مهنى
أحمد البوهى
مصطفى الحسينى


Sunday, April 4, 2010

شم النسيم فوق السطوح



تعودت لسنوات طويلة الاحتفال بشم النسيم فوق سطوح منزلنا، ولا أدرى سر ذلك التعود وأنا الذى كنت أشم النسيم صغيراً فى جنينة الحيوانات بالجيزة وعين حلوان (الله يرحمها ويحسن إليها) أيام ما كانت مكاناً للإستشفاء مع باقة من أروع أنواع الفسيخ والسردين والرنجة والملوحة بالإضافة إلى الاكسسوارات الهامة مثل الليمون والملانة والخص، ثم لما كبرت تجول فجاءة مسرح الجريمة ليكون سطح بيتنا.

والحقيقة أن حادثاً كحادث تناول الإنسان للفسيخ لا يمكن حدوثه فى غرف المعيشة العادية لكنه يحتاج لمساحة شاسعة جديرة بتلك الكمية من العبق التاريخى المميز للأسماك المملحة، وحتى تكون روح الإنسان قريبة من السماء إذ ربما يقع حظه العاثر فى شحنة غذائية تالفة (واهو ده اللى كنت عامل حسابه) تأخذه من يده إلى الدار الأخرة عِدل.

وللنسيم طقوس هامة لشمّه منها تلوين – لامؤاخذة – البيض، حيث يأتى أبناء وبنات أخواتى من كل فج عميق حاملين البيض ولوازم التلوين فى حين أتولى أنا صناعة سلاطة الرنجة – وهى مزيج من قطع الرنجة الصغيرة مع قطع الليمون والبصل – وتجهيز السردين والفسيخ وكافة لوازم الإنتحار.

ولا أنسى طبعاً أن أرسل خالص التهانى للأخوة المسيحين وأن أعيّد عليهم، والعاقبة عندى فى عيد اللحمة وعيد الكحك، ثم أكتشف أن المصريين بكل فئاتهم قد حوّلوا كل الأعياد إلى أعياد غذائية بما في ذلك عيد الام – الذى تعد فيه الأم وليمة تليق بالمناسبة لأفراد الأسرة – حتى عيد الحب غالباً ما ينتهى نهاية درامية ترى فيها المُحب مزنوقاً عاقد الحاجبين فى احدى المطاعم الغالية وأمامه محبوبته وهى تتناول الدواجن واللحوم والديك الرومى، بينما هو يحاول جاهداً تقدير ثمن الطعام.

ولدى ملابس خاصة أسميها ملابس الفسيخ، وهى طقم ملابس أرتديه مرة واحدة فى العام ثم أقوم بغسله طوال العام، حيث أننى لا أعرف معنى كلمة شوكة وسكينة، وأرى أن الله حبانا بمجموعة لا بأس بها من الأصابع، حرصاً على نظافة الشوك والسكاكين، لذا فمن السهل أن ترانى على وجهى وكفى وملابسى أثار أكل الفسيخ والسردين والرنجة، ولا أستحى من ذلك، بل ربما أهب واقفاً عندما أراك قادماً لأخذك بالأحضان، وأحلف عليك واحشر فى جيبك فسيخة لزوم إكرام الضيف.

شم النسيم هذا العام له مذاق خاص، وسعادة خاصة أتمنى أن تغمر الجميع، وأن يكون شم النسيم هذا العام بشرى طيبة لأن نشم فى الأعوام القادمة الفسيخ والحرية أيضاً.

أحمد الصباغ

الافراج عن أحمد مهنى

محمد الغزالى إتصل بيا الان وقال لى ان تم الافراج عن أحمد مهنى .

Saturday, April 3, 2010

إعتقال الناشر المصرى أحمد مهنى بسبب كتاب البرادعى والثورة الخضراء لكمال غبريال و حملة تضامن الكتاب الشباب للإفراج عن مهنى

قامت مباحث أمن الدولة فجر اليوم السبت 3 أبريل 2010 بإعتقال الناشر أحمد مهنى مدير دار دوّن للنشر والتوزيع وهي الدار التي قامت الأسبوع الماضي بإصدار كتاب " البرادعي وحلم الثورة الخضراء " للمؤلف الليبرالي كمال غبريال ، حيث قامت قوات الأمن بتمشيط منزل الناشر وقلبته رأساً على عقب بحثاً عن نسخ الكتاب لمصادرتها رغم أن الكتاب قد طرح بالأسواق بالفعل منذ الأسبوع الماضي ، ولم يعلم حتى الآن مكان أو مصير الناشر أحمد مهنى أو حتى التهم الموجهه إليه
عن موقع دار الكتب







Thursday, April 1, 2010

لقاء مفتوح مع الكاتب الساخر محمد بركة فى ساقية الصاوى

الجمعة 2 إبريل الساعة السادسة مساءاً بقاعة الكلمة فى ساقية الصاوى
لقاء مفتوح مع الكاتب الساخر محمد بركة
الدعوة عامـــة