Tuesday, April 6, 2010

هل يحـب البرادعـى مصــــــر ؟

ربما قد جذبك العنوان فأتيت لتقرأ إجابة السؤال المطروح أعلاه.. واسمح لى بأن اصدمك واقول لك: أننى لست إبن أخت الدكتور البرادعى حتى أؤكد لك أن (خالى) يحب مصر من صميم قلبه، أو إنه يكرهها من صميم وجدانه، فالله وحده هو المطلع على القلوب والنوايا، لكن وهب بعض الناس بصيرة وعقلاً يحكمون من خلالهم على الأشخاص من خلال مبادئهم المعلنة

هل يحب البرادعى مصر؟
أهم ما يعلنه الدكتور البرادعى – وقبل أن يسعى للترشح للرئاسة – هو تعديل الدستور بحيث يسمح بتداول السلطة كما يحدث فى كل البلاد المحترمة (أو حتى الغير محترمة)، وسواء أترشح البرادعى للرئاسة بعد ذلك أم لم يترشح، أو فاز فى إنتخابات أم لم يفز، فإن خطوة تعديل الدستور والإشراف القضائى على الإنتخابات هى الخطوة الأهم فى رأيى، ثم نشوف – بالصلاة على النبى – حكاية الانتخابات ذات نفسها.

هل يحب البرادعى مصر؟
الحكاية يا سادة ليست حكاية (برادعى) فى حد ذاته.. الحكاية تداول سلطة تسمح للمواطن المصرى أن يرى – ولو لمرة واحدة فى التاريخ – رئيساً سابقاً، ورئيساً تولى السلطة فقط لمجرد أن المواطن ذهب وأعطاه صوته، لا لأنه حصل فى الاستفتاء على 99.99999% أو نجح كمرشح من ضمن عدة أرجوزات مضحكة.

هل يحب البرادعى مصر؟
نتفق أو نختلف على البرادعى، لكن لا نختلف أبداً على تداول السلطة، نتفق أو نختلف على شخصية مبارك، لكن لا نختلف على أن من حقنا أن نختار رئيساً غيره، فإذا كان أفضل من مبارك فهذا جزاءاً موفور لسعىٍ مشكور، ولو كان أسوأ فسنلقى جزاء ما اقترفناه بإيدينا، لكن لا يعقل أبداً أن نلقى عقاب لما لم نقترفه لا بإيدينا ولا بأرجلنا.

إنتخابات تعددية نزيهة حرة لا تأكل بثديها فهى تعنى – على الأقل بالنسبة لى - حصول الحزب الحاكم بمرشحه (أو أبنه) على صفر كبير مثل صفر المونديال كدة.

هل يحب البرادعى مصر؟
لقد نجح الحزب الحاكم نجاحاً باهراً فى أن يزرع فى كل مصرى خوفاً من المجهول، وخوفاً من الغريب، ليبقى صنماً واحداً يتعبد فى محرابه المصريون عشرات السنين، خائفين من القادم المجهول الذى يحيل مصر إلى جهنم حمراء، لنظل خائفين من إخوان مسلمين يقيمون الدولة الإسلامية.. يقتلون أهل الكتاب ويحبسون النساء ويحرقون الصحف والمجلات والتماثيل، أو لنظل خائفين من ليبراليين عملاء لأمريكا والغرب الذين يحيلون مصر إلى ماخور.

والحقيقة أن كل تجارب العالم الذى يمشى من حولنا تقول أن ما عفريت إلا بنى آدم، وإن اللى تخاف منه مفيش أحسن منه، وإن اللى بيخاف من عفريت بيطلع له، وأن الإنسان عدو ما يجهله، وإن الخوف من البديل هو إختراع مصرى صميم ماركة الحزب الحاكم لمدة تلاتين سنة.

هل يحب البرادعى مصر؟
للحديث بقية..


أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment