إنهاردة عيد ثورة يوليو .. كـل عــام وإنتـم تنعمــون بالعــدالة الإجتماعية السليمة والمفعصّــة ، و تنعمون بالقضاء على وحش الإقطاع ، وتجلسون فى حجر الفساد ، وتهنأون بالقضاء على الإستعمار الخارجى ، وتأنتخون تحت ظل الإستعمار الداخلى ، وتفرحون بالقضاء على سيطرة رأس المال ، وتعانون من تحكمه وسطوته وإستبداده وسرقته ونهبه وظلمه وإحتكاره ، وتسعدون فى ظل جيش وطنى قوى نرى أثاره فى تشجير الشوارع إذا مر الوزير وكورسات لغات مخفضة بالإضافة إلى "بفتة" القوات المسلحة المتميزة والرخيصة ..
قامت الثورة وطردت الملك "الكخة" وأتت بالرئيس الحلو الجميل ، ومتعتنا الثور إمتاعاً ، وظبطتنا تظبيطاً ، وثبتتنا تثبيتاً ، وعشنا أزهى عصور الديمقراطية ولو لا تصدقنى فهذه السطور التى أكتبها على الملاً هى خير دليل ..
نعم .. رفعت الثورة شعار إقامة حياة ديمقراطية سليمة ، وقام الرؤوساء بعد ذلك بتنفيذ الشعار على حسب فهمه له فمنهم من "نفخ" الشعب ولبسه ديمقراطية ومنهم من "تحاور" مع الشعب ولبسه الديمقراطية ، ومنهم من "نفــّض" للشعب ولبسه ديمقراطية أيضاً.
ونحن بين "النفخ" والتحاور" و"التنفيض" نعيش كما البهلوان على الحبل ، أو كالبرص على الحائط أو كاللباية فى قلب البطيخة المظلم .
كانت صورة الرئيس يعانق المواطن الفقير الكحيان هى شعار الثورة ، ثم صارت صورة المواطن الكحيان شعار الوطن الذى ظل كحياناً وظل الرئيس رئيساً كما هو عبر أزمنة جيولوجية طويلة ..
ولقد نقلتنا الثورة من عصر الحرملك إلى عصر تبادل الزوجات ، ومن عصر القطن طويل التيلة ، إلى عصر رئيس الوزراء طويلة التيلة وبدون قطن ، ونقلتنا من عصر فساد الملك و"صلاح" الشعب إلى عصر فساد الرئيس و"صلاح" نصر ومن عصر كان فيه الوطن "عامر" بالتغيرات السياسية إلى وطن عبد الحكيم "عامر" وشعراوى جمعة وشمس بدران وزكى بدر وكمال الشاذلى وأحمد عز وممدوح إسماعيل
صديقى العزيز .. تنسم هواء الحرية ، وتأمل آثار ثورة يوليو من حولك وحاسب تخبط فيها وإعلم أن تجارة "الأثار" محظورة ، أما زوجته "الإثارة" فمسموحة فى الأفلام وفى تصريحات الوزراء وجلسات مجلس الشعب وزيارة نابليون ولورانس وأوباما.
إرفع رأسك يا أخى .. بس مش أوى لتخبط فى السقف
أحمد الصباغ
No comments:
Post a Comment