Sunday, August 30, 2009

خوازيق النجومية

 
يظل الانسان متوضعاً وطيباً وأميراً وإبن حلال يود الناس ويسأل عنهم ويتودد إليهم حتى إذا فتح الله عليه أبواب الرزق أو الشهرة أو النفوذ فيبدأ فى الأنزحة والتعالى والألاطة على خلق الله.

فيبداً فى التعامل مع الناس من منطلق النجومية والشهرة، ويبدأ فى إدخال مصطلحات جديدة إلى قاموسة
1-               (بحبكم يا شباب) أو (إنتم حقيقى فى منتهى الجمال) : إن كان مطرباً
2-               (النجم مننا ما يقدرش يعيش من غير جمهوره) إن كان مصطفى قمر
3-               (إنتم السبب الحقيقى وراء فنى) إن كان ممثلاً
4-               (إنتظرونى قريباً) أو (أنا مبسوط من رأيكم فى مقالى) إن كان كاتباً.. إلخ إلخ

ثم يتخلى عن الكلمات الشعبية فى كلامه، ويتحدث إلى إمه وإخواته وإصحابه وكأنه يدلى بتصريح صحفى، ويبدأ فى التفكير جدياً فى كتابة مذكراته إو عمل فيلم وثائقى عن حياته – بالمناسبة أنا بفكر أكتب عن كفاحى – وتتحول حياته البسيطة لما يشبه بشخص يحيا أمام الكاميرا.

وهذا الداء – داء النجومية - هوا داء لعموم البشر على السواء منذ خلق آدم وحتى كتابة هذه السطور، ولا أحد معصوم منه، أنا شخصياً عندما أشترى قميصاً جديداً فإننى أغلق الموبايل لعدة أيام، ولا أرد على أحد، وإذا أنعم الله عليا بجوز شربات، فإننى برد السلام بألاطة ومحدش فى المنطقة بيعرف يكلمنى لمدة لا تقل عن إسبوع.

وأذكر زمان إننى عندما طلع إسمى فى الجرنان مرة فى بريد القراء، ظللت أنظر للناس من فوق لتحت كدة بتاع حوالى شهر، إلى أن سقطت فى بلاعة مفتوحة فى الشارع اللى جنبنا بس الحمد لله جت سليمة ومن وقتها وأنا أدعو الله إن يحمينى من شر التعالى والكبرياء وأستعيذ بالله من النجومية المزيفة منعاً للوقوع فى البلاعات المفتوحة.

والنجم يتخلى عن أشياء ربما يحبها من صميم قلبه مثل الأكل فى الشوارع أو ركوب أتوبيسات النقل العام (أيوة فى ناس غاوية فقر) أو الشعبطة فى ميكروباصات الجيزة أو الجلوس على قهوة عبده صرصار وتناول الشيشة مع الشاى الكشرى..

فالنجم أيضاً ضحية للمجتمع..

تخيل معى أنك ماشى فى ميدان السيدة عائشة مثلاً، ثم وجدت عمرو دياب يقف على عربية فول (إن خلص الفول أنا مش مسئول) ،  يتناول الفول بالزيت الحار مع بتنجان مخلل وطبق طرشى وفحل بصل ..

بالتأكيد ستجرى عليه – على عمرو دياب مش الفول – طالباً منه تذكار، حتى لو كان حزمة بصل أخضر،أو حتة خيارة، وتخيل معى أن عشرين مليون نسمة هم سكان ميدان السيدة عائشة سيشاركونك نفس الشعور تجاه سعادة الباشا النجم..

لذا فهو مضطر لتناول الفول بالزيت الحار فى بيتهم، وحبة حبة ربما يفقد الإحساس بالناس، ويتحدث إليهم على طريقة (إزيكم يا جمهورى عاملين إيه كدة)

وتخيل إنك قابلت كاتبك المفضل فى أتوبيس 923 المتجه إلى الجيزة والمنيب عبر السيدة زينب والقصر العينى، فإنك بالتأكيد ستبادر بإبتسامة واسعة وتقوم تقف عشان يقعد فيعرف الأتوبيس كله إن فى كاتب وصحفى معاهم فى الأتوبيس ويبدأ كل واحد فى أن يدلوا بدلوه

-       طب أما أنت كاتب ما تكتب لنا عن زحمة المواصلات ياعم الكاتب

-       كاتب إزاى ومعهوش عربية ؟

-       والله هما دول اللى مبوظين البلد بالخـ .. اللى بيكتبوه

-       وده كاتب معارض ولا ضاد من غير نقطة إن شاء الله

-       ده منظر كاتب والنبى؟ ده شكله كاتب كتابه

-       ياريت يكون من الكُتّاب إللى مع الشعب، مش من الكُتّاب اللى مع الرصين

-       أنا شوفت الكاتب ده إمبارح الصبح فى طابور العيش وبالليل فى التليفزيون هاهاهاه

أصدقائى الأعزاء

أنا مبسوط أن مقالى عجبكم، وإنتظروا جديدى دايماً، وتابعوا أعمالى، وما حدش يتردد إنه يكتب لى، أنا بحب جمهورى كتير، لإنى من غير جمهور زى الحلة من غير غطا، وحقيقى إنتوا أحلى جمــووووووه

يووووه.. يخرب بيت البلاعات المفتوحة

أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment