Saturday, August 1, 2009

الحروف جت لها نقطة

لم أكتب شيئاً منذ عدة أيام ، وذهنى الأن ليس صافياً بالمرة ، ولا أستطيع أن اكتب أى شئ ، فقط أمارس القراءة بنهم ، وأنا الذى تعودت أن أكتب كثيراً كثيراً ، ولكننى لا أتمنى أن أكتب كلاماً فارغاً ، ولا أحب أن أكتب كلاماً فارغاً ، وأحب أن أضع النقاط فوق الحروف ، والحروف تحت النقاط ، ولقد إكتشفت أن الكتابة عملاً عظيماً ، يخرج ما فى النفس من غيظ ، ويطرد ما فى القلب من ضغينة ، ويستهلك ما فى الدواخل من أحقاد ، وينهى ما فى العقل من غل ، ولا أظنك يا صديقى القارئ يجب أن تقرأ لشخص يحمل كل هذا الغيظ والضغينة والحقد والغل ، لذا فقد قررت أن أحتفظ بما أحمله من هذه المشاعر البغيضة ، حتى لا تتأذى مشاعرك المرهفة ، وأُظهر فقط اللطافة والكياسة والظرف واللطف حتى ترانى بجناحين من نور ، وإذا فشلت فى تحقيق هذا ، فإنصحك بألا تكمل قراءة هذه الكتابات السوداء!

ولى صديق كلما جاع فإنه يكتب ، كلما مرض .. يكتب ، كلما فرح .. يكتب ، كلما حزن .. يكتب ، ذات مرة مات عمة فتركهم يبكون ويصوتون وظل يكتب ، وإحترق منزله منذ حوالى عام فظل يكتب إلى أن أطفأوا المنزل ، ويوم زفاف أخته .. ظل يكتب من كتر الفرحة حتى أخبروه أن أخته حامل ، ويكتب وهو جالس أو راقد أو واقف فى الاوتوبيس ويكتب وهو يأكل فيكتب كلاماً مسبّكاً وأحياناً كتابات نيّة ، ويكتب كتابات شتوية وأخرى صيفية ، ثم عندما أحب صديقى هذا فإنه نسى حروف الجر ، وعندما سألته عن آخر كتاباته نظر لى بدهشة وقال : نحن نكتب حتى نحب ، وعندما نحب فإننا ننسى ما كتبنا ..

وللكتابة سبع فوائد :
1-   أنك ستستغل القارئ إستغلالاً جيداً فى إعطائك النصائح القيمة ، والحكم الثمينة من خلال التعليقات ، ثم يشكرك هو على هذا المقال العظيم ، وبهذا تكون قد أسهمت فى إشتغال القارئ الكريم ، والضحك عليه ، وإبتزازه ، وهى الرسالة الأسمى من القراءة.
2-   أنك ستشبع ما بداخلك من ملائكة وشياطين ، بما تقدمه للناس من خير وشر ، ودعوة للفضيلة والرزيلة ، فتبدوا أحياناً ملاكاً ذو أجنحة ، وأحياناً شيطان ذو – لامؤاخذة – قرون ، ثم يغلب خيرك على شرك فتكتب عند القراء فاضلاً ، أو شرك على خيرك فتكتب عندهم زنديقاً .
3-   أنك أثناء الكتابة ستكون "مرحوماً" من الأوامر والنواهى المنزلية ، لإنك غالباً ما تنفض للجميع .
4-   أنك حين ما ستقع فى الحب ، فلن تحتاج للذهاب لـ أحمد شاعر المدرسة (راجع مدرسة المشاغبين) ليكتب لك شعراً مقابل خمس قروش للقصيدة ، ولكنك ستكتب ما تريد – حاجة ببلاش كدة
5-   أنك إذا كتبت فى جريدة قومية مثلاً فإنك تدعم المواطن البسيط من خلال المساهمة فى توفير قراطيس الطعمية
6-   بالكتابة تتعلم من أخطاء الماضى ، وترصد الواقع ، وتستطلع المستقبل ، وتؤرخ لعصرك ، وتعرّف الإشياء ، وتضع نقاطاً فوق الحروف ، وحروفاً تحت النقاط ، وهتجيب أحياناً نقطة للقارئ.
7-   جميع ما سبق

لذا .. ونتيجة لعدم قدرتى للكتابة هذه الليلة ، فقد قررت أن أكلف جميع الأصدقاء الذين سيقرأون هذا المقال ، أن يضعوا النقط على الحروف، وأن يكتبوا اليوم شيئاً عن أنفسهم ، يتحدثون عن أحلامهم ، وآلامهم ، وحبهم الضائع ، ومحبوبهم المنتظر ، بأى لغة ، فصحى أو عامية ،  وبأى كلمات ، بنقاط على الحروف ، أو بحروف تحت النقاط ، ومن أراد أن يشركنى ما كتب ، ويطلعنى على ما باح وفضفض .. فعليه بالآتى :
1-   وضع المقال تحت عقب الباب .
2-   وضع المقال على الفيسبوك وعمل تاج.
3-   القيام بعزومتى على شاى على المقهى واعطائى المقال فى إيدى وأنا ماشى.


أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment