قدمت ( حواء ) عليها السلام إلى البشرية ذلك الكائن الرقيق المسمى أحياناً بالمرأة ، وأحياناً بالبنت ، ومؤخراً بالمزّة ..
وحواء زوجة آدم ..
آدم الذى سجد لله ، وسجدت الملائكةُ له ..
وخرج من الجنة كما كتب عليه الكتاب ، وعمّر مع أم الأنوثة – حواء – الأرضَ وأنجبا بشرية ، ترزح حتى الآن شرقاً وغرباً ..
ونحن الرجال الشرقيون مستبدون ..
وظالمون أحياناً ..
ومظلومون أحياناً أخرى ..
وفى الغالب جعانين ومرهقين وعايزين ننام ومحتاجين هدمة نضيفة وحضن دافى وإخ خ خ خ وأشوفك بكرة إن شاء الله ..
ونكره - نحن الرجال الظالمون - مناقشة مشاكل المرأة، ونأخذها على سبيل السخرية أحياناً، وعلى سبيل رسم الثقافة أحياناً أخرى، فننطلق رافعين الشعارات الرنانة ، وكاتبين المقالات الملتهبة ، ومنشئين الجروبات الفيسبوكية ، وفى كل الأحوال تخرج الأنثى من المولد بلا حمص، يا مولاى كما خلقتنى ..
وتظل (الأنوثة ومشاكلها ) مشكلة أبدية .. نرغى ونزبد فيها ، فتصير مشاكل برغاوى ، ويبقى عندنا نوعين من المشاكل : مشاكل برغاوى ، ومشاكل سادة أم من غير رغاوى ..
يبدأ الحديث بتعريف المرأة ويفشل الرجل فى تعريف (المرأة) فيحاول تعريف (الأنوثة) ، فينقسم الرجال إلى أربعة رجال تسأل كل واحد منهم يعنى إيه أنوثة فيجيبك :
- بص يا باشا .. أنوثة ولامؤاخذة يعنى لما أقولك واحدة عندها أنوثة يعنى واحدة جسمها متظبط ، حتة طرية يعنى ، صدر إييييه .. ووسط إييييه .. وجوز عيون إييييه .. إنت متجوز وفاهم يا باشا
- الثانى بقى يقولك : الأنوثة يا سيدى هى التاء المربوطة وهى ياء الوزة التى تتهادى فتهدى الوجود روحاً فضفاضة فتعم الكون أسرار الخلود الخفية ..
- الثالث يقولك : أنوثة يعنى مطبخ ، يعنى لقمة سخنة ، يعنى حضن ، يعنى عيال يملو عليك البيت ، يعنى ليلة خميس حلوة .. ايييييه .. فكرتينى بالأنوثة
- الرابع بقى : الأنوثة هى تلك الروح التى خلقها الله من ضلع آدم الأعوج ، وهى أقل فى القوامة من آدم ، وهى ناقصة عقل ودين – وهذا النوع يرى الأنوثة مجموعة سطور قرأها فى كتاب دين أو كتاب تاريخ أو كتاب تراث
وتظل الأنوثة باكية ، وحيدة ، حائرة ..
ويظل الرجل مركز مع ميلودى أفلام ، بينما الأنوثة فى الأوضة اللى جنبة تناجى الحيطان وتشتكى لطوب الأرض
ثم ينتقل الحوار بالرجل بالحديث عن المرجعية فيتحول المجتمع لطابور عيش منهم من يرفع عقيرته بالمرجعية الدينية وآخر بالمرجعية العلمانية وهذا يفضل الإلحاد وأولئك يزعمون الإنسانية مرجعيتهم ، ثم يأتى شخص أخر ويرفض أن تكون له مرجعية ، ويتصدم الإثنان : الإنسان ذو المرجعية والتانى أبو من غير مرجعية ، والمرأة حين تمشى فى الشارع بدون مرجعية ينتقدها الناس وربما تأخذ برد فى فُم المعدة ، لذلك أزعم أنا أن الأنسان لابد له من مرجعية تستره ..
ثم يهتف هاتف بالعودة إلى الفطرة ..
فيستريح المجتمع إلى هذا الحل ويقول : أيوة ، لازم نرجع للفطرة .. فتبدأ منظمات الفطرة العالمية فى وضع تعريف للفطرة ثم ينتهى الأمر بفشل الجميع فى وضع تعريف واضح للفطرة ..
لو تعبت عزيزى القارئ من هذا المقال أحب أطمنك إننا فى إنتظار صدور ( جريدة البنات ) التى أحظى بشرف كتابة مقال ثابت فيها ، ولو نَفَسك قُصير لازم تلعب رياضة لإن الحديث عن المرأة طويل ، ومحفوف بالمخاطر ، والشباشب أيضاً ..
سامع قارئ بيقول لأ ما تعبتش ..
طب أنا تعبت عزيزى القارئ وعايز أنام ..
أشوفك على صفحات جريدة البنات ..
موبايلات بقى ..
أحمد الصباغ
No comments:
Post a Comment