Friday, October 31, 2008

أعظــــم ليـــلى فـى حـيـــاتى

ولدت فى أسرة فقيرة منذ أكثر من نصف قرن
أبوها مات وهى فى عامها الأول .. ولم ترهُ بعينيها
لم تنل الكثير من التعليم المدرسى
لكنها نالت من دروس الحياه مالم تنالة الكثيرات من ليلى
ورأت من ليالى الزمن الكثير من أسودها واليسير من أبيضها
عملت كأخواتها منذ الطفولة لتستطيع الاسرة الحياه والانفاق

وعندما خطت بأقدامها الأيام الأولى فى عمر الزواج
جاء الرجل الأول فى حياتها .. والرجل الأخير
العريس الذى تنتظره كل الفتيات
وتحلم به كل أنثى
جاء فتى الأحلام
لكنه لم يكن راكباً حصاناً أبيضاً

 كان مريضا بداءٍ فى القلب
لكن كان هذا القلب المصاب أوسع وأحن وأرقى من قلوب كثيره سليمة لكنها تمتلئ بالحقد والكراهية
وأبيض من الحصان الطائر

كان هذا القلب عامر دائما بالايمان بالله
وبحب الناس والتسامح والرضى والقناعة

وقبلت الصفقة
القلب المريض .. الرائع
وتزوجت من هذا الرجل الأول فى حياتها
وبدأت معه رحلة كفاح طويلة
أثمرت عن ثلاثة بنات ... وولد طويل وبنضارة
وبعد أن فرغت يدها من إنجاب أخر اولادها الطويل أبو نضارة مباشرة
مات الحبيب والزوج والرجل الأول .. والأخير
مات الحنان والحب والصدق والرضى والقناعة
التى كانت تملأ البيت من حولها
ومن حول الأربع كتاكيت
لكن هذة الــ ليلى كانت من نوع فريد من النساء
نوع لن تجده كثير بعيداً عن ضفاف النيل
ذلك النوع الذى يقف وحيدا أمام الفقر والزحام والدموع والرجل المتحرش وقسوة الأيام وضيق الوقت والوحدة ومشاكل الاولاد ومصاريف المدارس الباهظة وجواز العيال
وبدون رجل
لكنها وقفت كألف رجل
لم تمتلك يوما العربية .. ولم تمتلك لاب توب .. ولم تجلس على الانترنت .. ولم تجد دقيقة واحدة لتقرأ كتاباُ أو جريدة
لم يكن لديها يوماُ حسابا فى الفيس بوك .. أو على الياهوو ..
ولم تذهب لدريم بارك .. أو مارينا .. أو الساحل الشمالى .. ولم تمتلك شاليه فى الغردقة .. او العريش
لكنها واصلت مشوارها مع الأربع أبناء الى أن تخرجوا جميعا من الجامعة
وتزوجت البنات
وكانت دائما لحظة لقاءها بالمخاليل .. من أسعد اللحظات لديها
ولدى المخاليل .. ولدى العائلة كلها

ويظل إنجابها للأبن الأخير
الطويل أبو نضارة
ربما هو الخطأ الأكبر الذى فعلتة فى حياتها


------
رسالة إليها : يارب ما يحرمنى منك أبدا
ويارب تكونى راضية عنى
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment