Wednesday, May 6, 2009

عــزيزتى : هيــفاء وهبى


الصديقة العزيزة : هيفاء وهبى ..
إزيك ؟
عندما وقع بصرى لأول مرة على خبر إعلان جوازك فى فى ورقة جرنان الشاندوتشات .. كنت أتمنى أن أكون أحد المعزومين ، فليس بعد عشرِتنا الطويلة وحبنا الطويل وصداقتنا التى أكلت الجزء الأكبر من عمرنا .. من شئ يُراعى ويُصان ..
لكِ الحق فى أن تغيّرى رقم موبايلك .. فربما يكون راجلك الجديد غيور .. وربما يكون قد إشترى لكِ خط إتصالات جديد وأرغمك على إستخدامهُ .. لكننى لا أخفى عليكى أننى كلما عاودت الإتصال ووجدت الهاتف مغلقاً إمتلأ قلبى بحزنٍ كبير .. وفمى بمرارةٍ شديدة
أنا - كما تعرفين - سأتمنى لكِ كل خير وسعادة حتى لو كنتِ من نصيب غيرى .. وحتى ولو سالت دمعتى وأنا أشاهد وعلى الهواء مباشرة الرجل الذى إحتل الكرسى الذى كان مخصصاً لى ..
إنتى تعرفين أننى كنت أختلف عن كل الشباب المحيطون بكِ فى ذلك المجتمع الليلى أحمر اللون .. فأنا الوحيد الذى كان يداعب أحاسيسك برسائل تمتلئ بالحب والإحساس أكثر مما تمتلئ بالفاحشة والغزل الجنسى والدعاوى الحمراء التى كانت تنهال من كل باقى أصدقائنا وزملائنا وومعجبينك ..  وكنت أرى فيكى الروح الجميلة لا الجسد الجميل .. وأرى العيون الرقيقة لا النهد الكبير .. وأرى الحياء المتوارى خلف رقصاتك ولا أرى أردافك وأكتافك العارية و ... و لعلك تذكرين حينما صارحتكِ أول مرة بشعورى تجاهك .. وكيف كانت مفاجأةُ لكِ أن يهتم شخص مثلى بفتاةٍ مثلك ..
فأنا سمعت من أولاد الحتة أن العريس الجديد .. الإيحة الجلدة .. قد أعطاكى مهراً تسعة ملايين جنيه .. أقولها وأنا أضرب كفاً بكف .. أقولها وأنا مكسوف لك فى الحقيقة .. ووشى فى الأرض أمام كل زملائى وكل من كان يعرف بعلاقتنا وحبنا ..
وعرفت من الجرنال أيضاً أن زوجك أسمه "أبو هشيمة" .. يعنى واحد متجوز ومخلف بنت إسمها هشيمة .. طب إيه اللى عجبك فيه ؟ تسيبى واحد "شمورت" وبيحبك وهيتجوزك بطوله ولوحده .. وتاخدى واحد أب وعنده بنت إسمها هشيمة ..  أستغفر الله العظيم
ورأيت صورة الأخ أبو هشيمة فى الجرنان .. أستغفر الله العظيم مش هنتكلم على خِلق ربنا 
لكن لا نستطيع أن نقول عن من تركت واحد مثلى وتذهب إلى شخص يضحك عليها بـ 9 مليون جنيه .. بالتأكيد لا يمكن إلا أن نقول أن "مراية الحب عميا" وخرسا وطرشة وحولة كمان
أنتى تعرفين أننى كنت قد أخترتك من بين عدة فتيات كانت تطاردنى ليل نهار .. ووتعرفين كم كنت أقف بصفك أمام معاملة "نانسى عجرم " الفظة تجاهك .. ووسط إضطهاد "ميريام فارس وإليسا وكل أفراد الشلة .. وحتى البت الجديدة "شيرين" التى إنضمت إلى شلتنا مؤخراً وكانت تظل تراقب علاقتنا حتى تزوجت وسافرت لتنجب فى أمريكا .. وأظنك تذكرين غضبك وإنزعاجك حينما قلت لكِ إنى ذاهب إلى سبوع بنتها.. وكم غضبتِ وإنهارتى وإرتعشت أطرافك فإهتز جسدك فسبب أزمة بين كل شباب المنطقة ..
أما عن التسعة ملايين جنيه الذى ضحك عليكى بهم الأخ الابو نسب "أبو هشيمة" فاسمحى لى أن أتساءل والدهشة تملأ عيونى .. كيف ترضى واحدة فى مثل نجوميتك وجمالك ومكانتك لدى المصريين الذين أصبحوا يعتبرونك أحد أضلاع مثلث الوطن .. كيف ترضى بمثل هذا المبلغ التافه .. طب بلاش أنا .. ده إنتى لو قولتِ يا جواز .. لإنهالت عليكى ملايين العروض من الشباب المصرى المستعد لدفع مبالغ أكثر من الـ 9 مليون جنيه عن طيب خاطر .. ثم أصلا هو تسعة مليون ده ممكن نعتبره مبلغ ؟ إنتى عارفة أقل شاب مصرى دلوقت بياخد كام ؟
ثم لقد رأيت صور قصرك الذى سوف تسكنين فيه .. وحاولت معرفة ما إذا كان تمليك .. أم أن أبو هشيمة قد فعلها للمرةِ الثانية وضحك عليكى بقصر إيجار جديد أو مفروش .. لكن الصحف اللعينة لم تكتب تفاصيل .. أو إنكِ لم تدلى للصحف بتفاصيل عن إذ ما كان قصرك إيجار أو تمليك أو مفروش متعمدة .. وفى هذه الحالة أستطيع أن اجزم أن الأخ هشيمة قد ضحك عليكِِ
ثم تابعت وبكل أسف أخبار حفل زفافك العِرة .. أسف جداً لإستخدام هذا اللفظ .. لكننى لا أجد كلمة أخرى لوصف ذلك الفرح الـ " نص لبّــة" .. الذى حضره 300 شخص أول عن آخر .. وتكلف 50 مليون ..  والنبى ده كلام
إن عدد شباب أصغر ثلاث بيوت فى حارتنا أكثر من 300 شاب .. و كنت أخطط لإن يكون زفافى عليكى يمتد من أطراف القاهرة وحتى وسط البلد .. مروراً بالمعادى والسيدة والخليفة والقلعة والموسكى وباب الخلق ومصر القديمة والجيزة كمان
أعلم أن الزواج هو قسمة ونصيب .. وأعلم أنك لم تُحبيننى .. ولكنك أحببت فيّا شهامة ولاد البلد .. وأحببتينى فقط عندما كنت أبادر دائماً لدفع الحساب للشلة فى المطاعم والكافيتريات .. لكنك لم تقرأى ما بقلبى يوماً .. ليس لإنكِ لا تعرفين القراءة .. لكن لإن ما بقلبى كان مكتوباً بلغة أخرى .. غير تلك اللغة التى يكتب بها الرجال على أفخاذ العذارى ..
صديقتى - أو قولى صديقتى السابقة – هيفا
لقد فقدتِ بزواجك هذا رجلاً من أعظم الرجال .. من أشجع الرجال .. كان سيفطرك حباً وترحالاً فى عالم الشوق .. وسيغديكِ فى أعظم فنادق أوروبا .. وسيعشيكِ على نغمات إرتفاع الطائرات المتجهة إلى بلاد الشمال ..
لكن زى ما بيقولوا الجواز قسمة ونصيب ..
وأنا نصيبى أن أظل ألتهم ساندوتشات الطعمية .. حتى إشعارٍ آخر
لكِ منى خالص التحية ..
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment