Thursday, May 14, 2009

!وأخيراً .. أوقفوا ختان الذكور


عندما برز التحرش فى المجتمع المصرى كما يبرز فحيح الأفعى من قلب ظلام الشقوق .. وقفنا جميعاً ضد التحرش ، ومتضامنين مع المتحرشات وضد المتحرشين وكان لإغلب المدونين موقف واضح وقوى .. لإن التحرش ببساطة فعل يتنافى مع كل معانى كلمة الإنسانية ، ولإن المتحرشن بهن هن إخواتنا وأهلينا ولسنّ فتيات من كوكب آخر .. ونحيّنا جانباً كافة الظروف الصعبة التى تقف حائلاً ضد الزواج ، لإنه المتحرش ببساطه هو إنسان متجرد من الإنسانية وليس فقط إنسان يمر بظروف صعبة .. لإننا للإسف جميعاً نمر بظروف صعبة ومنيلة بستين نيلة ..
ثم فوجئت وفوجئ معى العشرات بإن حملة التضامن ضد التحرش تحولت إلى حملة "البنت تلبس اللى هى عايزاه وما حدش له دعوة بيها " .. و " البنت إنشالله تقلع ملط برده ما حدش دعوة بيها" .. ولم أشغل بالى كثيراً فمثل هذه الحملات على إعتبار إنها الزوبعة التى تبقى فى فنجان .. أو توابع الزلزال .. وإكتفيت بأن حقق تضامنّا صداه وكتب المصرى اليوم وكتبت جرائد أخرى وكتبت مروة رخا وكتب من كتب عن تضامن المدونين ضد التحرش ، وإعتبرت إن هذا خطوة موفقة .. على خلفية إيمانى الشديد بإن تصحيح الأوضاع الخاطئة لا يأتى فرادى .. فلا يمكن مثلاً ترسيخ عادة النظافة العامة لشعب لا يمتلك سلالات قمامة فى شوراعه ، فأن ما حدث فى قضية نهى رشدى من حكم بالسجن على المتحرش كان مثلجاً لصدورنا وبداية جيده لعهد ينبذ سلوك التحرش ..
ثم برزت قضية ختان الإناث على السطح فكان لها من الدوىّ ما كان ، وكان لها من الضجيج ما كان .. وسرعان ما تطور الموضوع فأصبح ختان الإناث مكروهاً .. ثم حرام .. تم بدأ تجريمه ، ثم أصبح اليوم جريمة كاملة يعاقب عليها القانون .. على الرغم من أغلب أهل الريف يلقون بمثل هذه المستجدات جانباً .. ورغم إختلاف علماء الدين والطب على كراهته وحرمانيته .. إلا أن المجلس القومى للمرأه كرم الله وجهه رأى بانه حرام وجريمة .. لا بأس .. لن يفرق مع الشعب الغلبان أن يحلل الختان أم يحرم .. أو على الأقل لن يفرق معى فقد أنعم الله عليّ بما أظنه نعمة .. وهى الذكورة..
ثم فجاءة وعلى حين غرة وفى غفلة من الزمن وقد توقفت الساعة عن الدوران وجدت من يعبث بذكورتى .. أسف لا أعنى هذا المعنى الأبيح الذى برز إلى مخيلتك .. لكننى وأثناء جولة فيسبوكية إعتدت أن اقوم بها كل عدة أيام .. فوجئت بأن هناك حملة كبرى تم تدشينها للدعوة إلى وقف ختان الذكور وفوراً !!
ليس هذا فقط بل إن الجروب مدعم بالصور والرسومات التوضيحية التى تبين فظاعة جريمة ختان الذكور !!
طبعاً .. لن أخوض فى تفاصيل أخرى لإننى لست بعالم دين .. لكن يكفى بأن أقول أنك إذا حدثت أول شيخ أو عالم دين تقابله فى طريقك عن وقف ختان الذكور فى مصر فانه بالتأكيد سوف يتخلى عن وقارة ولربما ينصحك بإعادة الختان ..
 أرحمونا يرحمكم الله
حلّوا عن سمانا نحن الشعب الغلبان الذى كاد أن يطلب من الأرض أن تنشق وتبتلعه
السيدات اعضاء المجلس القومى للمرأة
والسادة أعضاء المجلس القومى للرجل
حِلّو عنّا ..
المصريين أصبحوا يأكلون النفايات والمخلفات ..
الأكياس البلاستيك الذى نضع فيها طعامنا تصنع من مخلفات البمبارز والأولويز والسرنجات واكياس الدم ..
رغيف الخبز الذى ناكله مخلوط بالصراصير والخنافس والتراب والزفت
ختان إيه اللى نوقفه للذكور ..
على أى نص دينى تستندون ؟
على أى قاعدة علمية تستندون ؟؟
أم أنكم تعاطفتم مع الرجل فأردتم مساواته بالمرأة التى مُنع ختانُها ؟
هل إنتهت قضايا حقوق الإنسان فى مصر ، وأصبح للعضو الذكرى الحق الوحيد فى المطالبة بوقف ختانه ؟
السادة والسيدات أعضاء المجلس القومى للمرأة والرجل والطفل وكل المجالس القومية لكافة الكائنات الحية ..
عشان خاطر النبى،
أرحمونا يرحمكم الله ..
 أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment