Saturday, May 9, 2009

يورانيــــوم مَصــرى مِتخصّــب


يتوافر الآن بالأسواق يورانيوم مصرى مُخصب .. صالح لجميع الأغراض النووية والغذائيــة.. تم تخصيبة بواسطة ذكور هجينة ممتازة وبأحدث تقنيات التخصيب الموصى بها فى مزارع الماشية العالمية ..
كان هذا هو أول تصور أتى إلى نافوخى عقب تناقل الصحف للخبرالذى روجته صحيفة إسرائيلية عن حيازة مصر ليورانيوم مخصب .. كنت أظنها مزحة .. لكن طلعت إشاعة ، لذا فإن الموضوع يحتاج لإشعة مقطعية .. إو إختبار خصوبة فى معامل البرج .. يقال أن اليورانيوم المخصب هو بديل جيد للفسفور المشع المتواجد فى الجمبرى الذى يراه المصريون فى التليفزيون .. ويحتفظ به البعض على سيديهات ..
بينما أكدت "وداد" جارتنا عقب سماعها عن حيازة مصر ليورانيوم مخصب أنها ستتوقف عن تناول اللحوم ورفعت إيديها للسماء للدعاء على الحكومة التى سممت الماء والغذاء .. بينما قال الحاج "عبد الحكيم" إن فلوس اليورانيوم هتروح هدر زى ما راحت فلوس البترول والسياحة .. فى حين كان تعليق "عمرو سبانخ" وهو شاب روش من المنطقة : أهو حاجة طبيعى أحسن من الفياجرا اللى سممت جتتنا ..

هذا على مستوى الناس البيئة ..
بينما على مستوى الوزراء والمسئولين فإن الخبر كان له ردة فعل أخرى تماماً .. فبمجرد إنتشار الإشاعة فى الجريدة حتى تنافس المسئولين فى حجز حصتهم من اليورانيوم المخصب ، ومنهم من عرض رشوة ضخمة من تحت الترابيزة لإستقطاع كمية أكبر من زميله الوزير التانى ..

فى حين إنتشرت إشاعة فى هيئة الأبحاث المشعة عن أن مصر ستستخدم هذا اليورانيوم فى أغراض سلمية أو كدهان للتسلخات أو كبديل جوزة التيب أو محاولة إستغلاله فى علاج حصوة الكلى .. بينما إشيع أن وزير التضامن الإجتماعى قد حدد حصة من اليورانيوم المخصب لكل مواطن مقابل مبلغ "رمزى" .. لكن تم تذكيره بأن "رمزى" قد توفى منذ أعوام .. فقرر أن تكون الحصة مقابل مبلغ "غالى" .. فأعترض وزير الإقتصاد بإعتبار أن اليورانيوم هو مال عام لابد أن يوضع تحت تصرف الدولة ويتم تخصيص وزارة تحت إسم "وزارة شئون اليورانيوم" ..

فى حين وضعت وزارة الصحة فوراً خطة لعلاج إدمان اليورانيوم .. ومشاركة جمعيات حقوق الإنسان لمكافحة شم اليورانيوم تحت كوبرى الملك الصالح ..
كما بزرت إشاعة على الصعيد الدولى تزعم رصد الأمم المتحدة لظاهرة غريبة إنتشرت فى تلك البلد العربى الفقيروهى ظهور كميات هائلة من اليورانيوم المخصب فى الأسواق المحلية .. وتصدير فائضاً هائلاً إلى الخارج ..

ملايين الأطنان من اليورانيوم المخصب بعد أن كان الحديث عنه يكاد يكون بالجرامات او الملليجرام ..
تسألت كافة وكالات الأنباء العالمية والقوى المحركة للرأى العام العالمى عن كيفية تخصيب هذه الكمية الضخمة من اليورانيوم فى تلك البلد الفقيرة .. الإجابة لم تكن لدى وزارة البحث العلمى أو هيئة الطاقة الذرية .. وإنما إحتفظ بها سراً المركز القومى لدراسة أسباب الكبت الجنسى فى البلاد

تشرب يورانيوم ؟
بهذه الجملة الغريبة إستقبلنى عم سيد صاحب المقهى بصوت منخفض أقرب إلى الهمس
يورانيوم ؟؟ يورانيوم إزاى يعنى ؟؟
زغدنى عم سيد وهو يجز على سنانه .. " وطى صووتك يا أخى ما توديناش فى داهية .. ده حبة يورانيوم معتبر جولى من واحد حبيبى .. وأنا ما بعزش عنك حاجة"
"يورانيوم إيه بس يا عم سيد .. إنت عرفت منين إنه يورانيوم"
"ياجاهل إسكت ما تقولش كدة .. ده ريحته يورانيوم محوج ممتاز صنف أصلى .. أنت عبيط ياض ولا إيه "
" وإنت عرفت منين يا عم سيد ريحة اليورانيوم "
إكتفى عم سيد بهذا القدر من الحوار .. وأنهاه بنظرة إمتعاض وقرف
" بطل غلبة يعنى هتشرب يورانيوم ولا لأ"
إبتسمت وقولت له : شكراً .. هاتلى حلبة
أحمد الصباغ

No comments:

Post a Comment