Hugs Fans
عندما رأيت تلك الكلمة وأنا أتجول فى موقع الفيس بوك العجيب ظننتها جروب أو ملتقى لمحبى الهجص فى العالم .. وفرحت أن عادة شرقية أصيلة مثل "الهجص" تلقى محبين عبر العالم – أوول أوفر زاوورلد
وبما أنى تلميذ فى مدرسة الهجص فقد سارع أصبعى الأوسط - الذى أستعمله فى مثل هذه المناسبات - بالضعط على رأس الفارة حتى يتثنى لى الدخول فى عالم الهجص ، والإلتقاء بأمثالى من مريدين الهجص وأستاذته فى كافة بلدان العالم
إلا إنى بنظرة سريعة على محتويات الصفحة إتسعت حدقة عيناى وفغر فمى وتوقفت لبرهة وتوترت عضلات سمانتى – حاجة كدة زى أدهم صبرى - وأنا أنظر لأشكال مرتادى مدرسة الهجص المزعومة التى لا تتناسب إطلاقاً مع روح الهجص الشرقى المعروفة والتى يتجلى فيها المكر فى العيون واللئم فى الوجوه حتى إنك تستطيع أن تعرف الهجاص من وسط مليون شخص
إنها وجوه لبشر مستريحين .. تحمل الأفواه إبتسامات وتحمل الخدود الوردية سمات العز والبغددة .. وملامح وجه غير تلك الملامح الكئيبة التى نراها فى المرآه كلما نظرنا فيها
ثم تذكرت تلك الكلمة الإنجليزية التى سمعتها أثناء مطالعتى لأحد الأفلام الأمريكية الـ هجاصة.. والتى تعنى كلمة "حضن" باللغة العريبة
أى أن الصفحة هى ملتقى لمحبى الأحضان ...
مش بطّال .. ما انا بردو مُحب
مع فارق بسيط .. أن محبى الهجص والفشر فى بلادنا يسهل عليهم ممارسته .. فيجدون الموضوعات الدسمة التى تستوعب الكثير من الهجص ، ويجدون الأشخاص الذين يسهل عليهم الهجص ..
أما محبى الأحضان فى مصر فهم ينقسمون إلى ثلاث أنواع :
نوع يمارس الأحضان ثلاث مرات فى الدقيقة مثل : الاستاذ عادل إمام
ونوع يمارس الأحضان عندما يلتقى بأىٍ من صديقاته : مثل صديقى هيثم أوبح
والنوع الثالث يمارس الأحضان فى خيالاته وهو يتقمص دور عادل إمام وحمادة أوبح .. مثل باقى الشعب
ولمحبى الأحضان مناسبات وإيفنت زى باقى الناس العاديين ..
ولمحبى الأحضان مناسبات وإيفنت زى باقى الناس العاديين ..
أى والله .. !
فهناك "اليوم العالمى للهجص" .. أقصد اليوم العالمى للأحضان
وهو يوم السابع عشر من يونيو .. وجدت كلاماً كثيراً مكتوباً بلغة الإفرنجة .. فإستسهلت التخيل عن القراءة .. وأطلقت لخيالى العنان عما سيحدث فى هذا اليوم وطقوسه فى دول العالم التى تعانى إسهالاً حاداً فى الأحضان .. وفى مصر التى تعانى من حالة إمساك مزمنة
سيفرح الشرقيون الذين يعانون من حالة حرمان مزمن بهذا اليوم كثيراً وستقام الإيفنتات وسترسل الدعوات الفيسبوكية لتجوب أرجاء المعمورة .. وسيتحول الشارع العربى إلى "محضنة" .. وسيأخذ المواطن العربى من رئيسه الذى يمارس الأحضان مع وزيرات الخارجية الإسرائيلية والأمريكية مثلاً أعلى .. وربما يمتد الأمر لتبادل الأحضان مع دول الغرب كنوع من دعم العلاقات العربية الغربية .. وستحتاج الصين لـ " شغل بعد الضهر" على رأى الأستاذ "الحضّين" عادل إمام فى مسرحيته التى مارس فيها الحضن عدة ألاف من المرات
أما عن الجانب السئ من الحضن أقصد من الأمر .. فإن أنفلونزا الطيور والخنازير والصراصير ستجد ملاذاً وفرصة للإنطلاق .. وربما يُعلن فى اليوم التالى عن إصابة ما لا يقل عن سبعة مليار مواطن فكمية لابأس بها من أنفلونزا الحيوانات .. وسرعان ما سيتحول العالم بأسرة إلى حديقة حيوان كبيرة .. وتجد من ينهق ومن يهوهو ومن يرفس .. كما تجد كائن فى ثياب بشر لكنه ذو أنف إسطوانية حمراء يبتسم حين يراك ويعرّف نفسه : أنا "خنزاؤور سميث" .. المنسق الأمريكى لأحضان الشرق الأوسط
تصفحت كلمات الزوار من محبى وعشاق ومنتظرى يوم الحضن العالم فوجدت أشكالاً ولغات ولهجات من شتى بقاع الأرض
كتب شاب فرنسى فى صفحة يوم الأحضان بكلمات إنجليزية : هذا اليوم صُنع خصيصاً من أجلى ..
وكتبت فتاة إيطالية : أنتظر ثلاثة أحضان فى ذلك اليوم واحد من حبيبى وواحد من صديقى وواحد من أبى ..
أما هيثم أوبح - صديقى .. فقد فوجئت بإنه من زوار الصفحة وقد كتب : محاسب مصرى طموح .. أبحث عن مزة من أى بلد للزواج أو الحب أو الجنس
أحمد الصباغ
No comments:
Post a Comment