فى مصر يتعامل الكبار مع الأطفال بكل رقة..
العام الماضى قتل مدرس فى الإسكندرية تلميذاً ضرباً بالشلاليت (فى محاشمه) ثم أعقب ذلك أن شوه مدرس تلميذاً وأخرون إعتدوا على تلاميذ جنسياً وجسدياً، ثم بدأ الكبار فى مصر بتوسيع قاعدة الحنان والأبوة، فبدأت ظاهرة بيع الأطفال.
وإذا كان فضيلة الأمام الأكبر يزرع (فضيلة) خلع النقاب فى طفلة عمرها 10 سنوات بهذا الإسلوب اللطيف الحنون، فأتوقع قريباً أن نرى وزير المالية طالع الفصول يجمع الضرائب من الأطفال : الضرائب مصلحتكم أولاً يا ولود الكلب منك له..
وأن نجد سيارة التبرع بالدم تمر على فصول المدرسة الإبتدائى لتعويد الأطفال على التبرع بالدم أو بالأعضاء (كلية، قرنية.. إلخ).
من المهم جداً أن نكون منصفين وغير مبالغين فى تجريم مافعله الإمام الأكبر فى حق طفلة منتقبة، فقد كان من الممكن أن يجمع الطالبات المنتقبات ثم يشعل فيهن النيران؛ موجهاً كلامه لباقى الأطفال: شايفين يا أولاد يا حلوين النقاب وحش إزاى وبجيب الحرق لاصحابه.
لكن شيخ الأزهر إمام المسلمين الأكبر وقدوتهم آثر أن يعطى الآباء والآساتذة ومربى الأجيال درساً فى حسن تربية الأبناء، والعطف عليهم، وترغيبهم لا ترهيبهم، فإكتفى بقولته المليئة بالعطف والحنان: أُمال لو كُنتى حلوة شوية كُنتى عملتى إيه؟
وربما لو كنت أنا فى مكان البنت لكنت جاوبته بنفس القدر من الإحترام والتقدير: كنت إشتغلت رقّاصة يا مولانا.
فى بلاد العالم أجمع؛ الأطفال هم عماد المستقبل، تنشأ لهم الحدائق والمراكز العلمية، وتستخدم أحدث الوسائل التقنية فى تعليمهم وتنشأتهم.
وفى مصر الأطفال يبيعون الكشرى أمام المدرسة وعلى أسوارها، يشمّون الكُلّة تحت كوبرى الملك الصالح، ويتسولون القروش فى إشارات المرور ومن المقاهى، يُسـبّون ويهانون من الأهالى ومن المدرسين وأصحاب المحلات وسواقين الميكروباص.. ومن شيخ الأزهر.
أحمد الصباغ
No comments:
Post a Comment