Wednesday, November 11, 2009

عزيزتى بيونسيه

 

عزيزتى بيونسيه..
تابعت وتابع معى الملايين من أبناء هذا الوطن التعبانين؛ أخبار مراسم تغيير ملابسك على خشبة المسرح، ونحن فى حالة إنتباه وصحصحة لم تمر على مواطن منّا منذ أكتوبر تلاتة وسبعين.

والحقيقة؛ لم يكن شغفنا بمتابعة تغيير ملابسك نوعاً من قلة الأدب، فقد تخطينا هذه المرحلة من سنين بعد أن قامت زميلتك هيفاء بتقبيل الواوا، والرقص فى ساحة الحسين، وبعد أن قامت زميلتك دينا بالرقص فى حفل بروم المدرسة الثانوى، ومداعبة طموحات الشباب أمام إحدى سينيمات وسط البلد، ففجرت ثورة التحديث والتطوير الأيدولوجى وغيرت مجرى التاريخ فصار التحرش الموسمى إحدى مظاهر إحتفالات المصريين بالعيد، وتحولنا من شعب طموحه المشاهدة، إلى شعب طموحه المداعبة.

وأنا لا أبدى إعتراض لا سمح الله على تغير ملابسك على خشبة المسرح، فكلنا يعرف أن تغيير الملابس حرية يكفُـلها الدستور المصرى للجميع، ومنا من يغير ملابسه تحت الكوبرى، ومن يغيرها فى البرلمان، أو فى الوزارة وأحياناً فى الطريق العام ولا أحد يسأله تلت التلاتة كام.

أما عن السيد زاهى حواس الذى تأخرتى عن ميعاده فى سفح الهرم لمدة ساعتين كاملتين إنشغل فيهما بكتابة مقال، فقد أثبت أنه ليس فقط عالم آثار لكنه أيضاً رجل حمش، وقد أدمعت عيناى وأجهشت بالبكاء وأنا أقرأ على صفحات الجرائد خبر توبيخ زاهى حواس لكِ لتأخرك عن الميعاد، وأشفقت عليكى وفكرت مراراً أن أنشأ جروب على الفيسبوك تضامناً معكى، لكننى علمت فيما بعد بأن تأثير جسدك على الشعوب أكبر بكثير من تأثير الفيسبوك.

وقد أعجبنى موقف زاهى حواس الحمش، وعرفت انه رجل يفضل الإثارة على الأثار لكنه لا يعجبه الحال المايل كمعظم المصريين الذين يسارعون (بشكم المرأة العوجاء على حنكها).

ولعلمك يا عزيزتى بيونسية..
نحنُ شعب نقدر الجمال والتعرى تقديراً كبيراً، لا يستثنى من ذلك علماء الدين، فلدينا رجل عالم جليل نزع النقاب عن وجه فتاة لكنه لم يحرك ساكناً عندما علم أنك تودين تغيير ملابسك فى سواحلنا المصرية، فالتعرية يكفلها القانون والدستور ولكن التغطية تحتاج لبعض التروى.

أغضبنى فقط يا بيونسيه ذلك الدخان الكثيف الذى كان يصاحب تغير ملابسك، والتى نشرت صوره الجرائد المصرية، فحرمنى متعة المشاهدة الكاملة، وإكتفيت بإستخدام خيالى المريض فى ترميم الصورة المهترئة نتيجة الدخان الكثيف، لكن والحق يقال أثبت خيالى كفاءة عالية وإبداعاً يفوق الوصف.

ثم أن المعارضين لمجيئك إلى مصر وتغييرك الملابس على المسرح لديهم عقد نقص وقصر ديل، فالجميع هنا فى مصر يطالب ليل نهار بالتغيير، ثم عندما تنادين إنتِ بالتغير يصيب الجميع حالة هلع وحنبلة.

والدليل البين على كذب هؤلاء هو تلك التذاكر ذات الألفين جنيه التى نفدت عن بِكرة أبيها، والتى إشتراها شباب من عمر 16 سنة إلى عمر 23 سنة، رغم أن معظم الشباب المصريين يحتاجون لمثل هذا المبلغ حتى يدخلون دنيا ويلبّسوا دبل.

عزيزتى بيونسيه..


لقد نورتى مصر، وكنت أتمنى من قلبى أن تستضيفك منطقتنا، فتتعرفين على شباب الحتة الكرام، ويتعرفون عليكٍ، فترين ما لم ترى عينيكِ، ويرون ما لم ترى أعينهم.



أحمد الصباغ




No comments:

Post a Comment