Tuesday, November 17, 2009

المـرور من عـنق الخرطـوم



أكتب مقالى هذا قبل ساعات من اللقاء المصرى الجزائرى فى السودان والذى سيحكمه حكم سيشل مهيص الجناح إيدى ماييه والذى يعرف عنه الطيبة فى الملعب. وأخشى أن تشابه طيبته طيبة الرئيس محمد نجيب والتى أغرت عبد الناصر بإزاحته من الحكم، والتربع عليه حتى وفاته.

الجزائريين مستحلفين .. وحالفين طلاق تلاتة ليردوا الصاع صاعين، وبينى وبينكم عندهم حق، فقد كانت الهزيمة شديدة عليهم، والنتيجة مفاجأة وصادمة ومروعة، ومن ثم فأضف للإشتياق للذهاب إلى كأس العالم عدة رغبات أخرى فى الإنتقام من أبو كريم وأولاده.

هناك مصريون إنضربوا فى الجزائر .. وهناك جزائريون أكلوا ضرب فى مصر (وأنا شوفت بعينى فى منطقة تسكنها الجاليات العربية بالقرب من مسكنى)  وألقت الشروق الجزائرية بأعواد الكبريت على أعصاب الجماهير القابلة للإشتعال، ورش عمرو أديب وعمر طاهر وغيرهم برذاذ البنزين على التوتر الملتهب فى اللحظات العصيبة، فتجاوز الجميع مرحلة اللعب والمنافسة ودخلوا فى مرحلة حرب ومصطلحات حرب وإعلام حرب ووعيد حرب، وصرنا مضحكة أمام أنفسنا وأمام الآخرين.

الطريق ممهد أمام المصريين للمرور من عنق الخرطوم والوصول إلى جنوب أفريقيا فهم الأقوى والأكثر تماسكاً بحسب الشكل العام فى المباراة السابقة .. وبمشيئة الله نحتفل سوياً بعد ساعات بالوصول لكأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخنا.

وما بين عشرين ألف جزائرى وعشرين ألف مصرى .. أعلن الجيش الجزائرى التعبئة العامة لنصرة مواطنيه مشجعى الفريق الأخضر .. وهو الأمر الذى يعيد للأذهان روح أكتوبر .. ويطرح تساؤلات حول إمكانية تدخل قوات الأمم المتحدة وحفظ السلام .. وتشكيل لجنة دولية للفصل بين الفريقين فى الملعب .. وربما يمتد الأمر لتدخل أوباما بإتفاقية سلام بين مصر والجزائر.

ولو أخذ (المليون شهيد) خبر بان الجيش الجزائرى قد أعلن التعبئة لحماية مشجعى الكرة لفضلوا الإستشهاد عدة مرات، ولو علم شهداء أكتوبر أن جميع الأغانى الوطنية التى غُنت لهم قد سكنت الملاعب الرياضية وخُصصت لللاعبين لإستشهدوا وهم يضحكون مرارةً.

ساعات تفصلنا عن كاس العالم بمشيئة الله..
وأشرب الشربات الأحمر الذى أعشقه والذى يجعلنى أتطفل على الأفراح الشعبية طمعاً فى كوباً منه، والذى إندثر فى السنوات الأخيرة وحلت محله الحاجة الساقعة. وعلى الجماهير المصرية المؤازرة للمنتخب فى مصر أو السودان أن يصدروا الطرشة لأى هتافات معادية أو إعلام مستفز أو صحافة غتيتة وأن يعلموا أن المنافسة فقط داخل المستطيل الأخضر ذو البقع الحمراء وليس خارجه.

أشوفكم بعد الماتش
موبايلات بقى..

أحمد الصباغ


No comments:

Post a Comment