Saturday, December 20, 2008

وصلة نت مصرية مع حجر شيشة

كان "على لاسلكى" وزير الإتصالات فى إحدى دول العالم الثالث يسرع الخطى ويزاحم العربيات والأتوبيسات حتى يستطيع اللحاق بالطائرة التى تبقى على إقلاعها أقل من نص ساعة .. وهى الطيارة المتجهة إلى أوروبا .. وذلك حتى يقوم بدفع الإشتراك الشهرى لبلاده فى وصلة النت التى حصلت عليها من بلاد العالم الأول

كانت الشوارع زحمة ، وكان عليه إما أن يقطع المسافة المتبقيه للمطار سيراً على الأقدام أو يركب أوتوبيس 419 المتجه للمطار أو يركب تاكس .. وفضل "على لاسلكى" أن يستقل الأوتوبيس بعد أن ضرب إتنين فول وواحد بطاطس من عند البرنس ثم ذهب إلى قهوة البورصة وتناول الشيشة مع واحد شاى خمسينه ثم قام متعجلاً إلى المطار

وأقلعت الطائرة متجهة إلى فرنسا .. فقد سمع من واحد زميله وزير.. إن مكتب الاشتراكات فى روما قد أُغلق لظروف المطر والتجديدات .. و فقد أشار عليهِ الدكتور " سلومة الكبير" رئيس مجلس الوزراء بالذهاب إلى فرنسا عن طريق تخريمة من ايطاليا أو مباشرة بالطيارة
وقال رئيس الوزراء لـ "على لاسلكى" : لو هتركب طيارة "نصر للطيران" يبقى قوم ساعتين بدرى عشان تقعد فى الطيارة بدل الوقفة والمشوار طويل .. وتبّــت كويس على فلوس الاشتراك ، ما تعملش زى شهر يناير اللى فات لما الفلوس إتنشلت منك فى الطيارة

وعليه .. نزل "على" فى مطار باريس الدولى بالقرب من موقف الميكروباصات .. وكانت الشمس قد إنتصفت فى السماء والجو بقى حر .. وشعر "على" بالجوع .. وكانت توجد عربية فول مكتوب عليها : إن خلص الفول "جون" مش مسئول

عندما وقف "على" لتناول الفول على عربية "جون" لم يشعر بالغربة .. وشعر وكأنه فى وطنه .. فقد كان المصريون والعرب يحيطون به من كل جانب يتناولون الساندوتشات وأطباق الفول مع البتنجان المخلل وفحل البصل

واحتاج "على" أن ياخد إصطباحة على أى قهوة .. لكن "دردوع الجوال" وزير اتصالات دولة عربية شقيقة نصحهُ بأن يلحق مكتب الإشتراكات .. لإنهم متدلعين وبيقفلوا بدرى .. وإرتجف "على لاسلكى" خوفاً من عدم اللحاق بدفع الإشتراك .. ثم أعطى رئيس الوزراء ميسدكول فإتصل به رئيس الوزراء ساخطاً وقال له : بترن عليا ليه فى إنصاص الليالى .. فقال "على لاسلكى" : إن الساعة دلوقت فى باريس إتناشر الضهر .. لكنه يشعر بالحر ويحتاج لحجر شيشة قبل دفع الاشتراك .. فقال له رئيس الوزراء : إعمل اللى تعمله بس لازم ترجع الليلة دى عشان عندنا كام شركة ومؤسسة لازم نبيعهم إنهاردة .. وعايزك معايا فى الحوار ده

جلس كل من "على لاسلكى" و "دردوع الجوال" و "نايف رنّات" و "على عثمان الدش" و "العزيز بن هاتف" و "القمر سمعان سماحة الصناعى" ومجموعة من وزراء الإتصالات فى الدول العربية الشقيقة الذين أتوا إلى باريس لدفع إشتراك النت .. جلسوا على قهوة الحاج ميتيران فى ميدان الرينو فى باريس .. وكانوا يحتسون الشيشة والسحلب ويتناقشون فى أوضاع الإتصالات فى الوطن العربى
وكان "دردوع" مستاءاً من إرتفاع أسعار الكول توون فى بلاده
وقال "نايف" : أن بلاده تنوى بث قناة سكس لنشر الثقافة الجنسية بين المواطنين
وقال "عثمان الدش" : إنه ليس معه رصيد فى الموبايل ويحتاج لعمل مكالمة .. ثم أخذ موبايل " سمعان" عشان يعمل مكالمة
وقال "سمعان" : لابد أن نواجه مشكلة "خدش الكروت" فى البلاد العربية وتأثيرها على أظافر المواطنين
وقال "على لاسلكى" إنه مضطر ياخد الحجر ويقوم عشان يدفع إشتراك النت
فنظر له "العزيز" بخيبة أمل قائلاً : دول خلاص زمانهم قفلوا
فهبَّ "على" من مكانه ونط فى ميكروباص اللوفر المتجه إلى ليبرمان
ولكنه عندما وصل إلى مبنى دفع الإشتراكات وجد الموظفين قد إنصرفوا

عاد بخيبة أمل فقد كان هذا هو آخر يوم فى الشهر .. وهذا يعنى قطع الخدمة عن بلاده
أعطى رئيس الوزراء رنه .. فإتصل به قائلاً : النت قطع هنا .. هو إنت ما دفعتش الاشتراك يا منيل ولا ايه؟

وضع "على لاسلكى" يده فى جيبهُ متحسساً النقود إبتسم فى خبث قائلاً : لا ياباشا .. أصل المبلغ إتسرق منى تانى فى الطيارة
أحمد الصباغ أبو وصلة

No comments:

Post a Comment