كنت أهرع إليها فى المواسم والمناسبات..
العيد بنوعيه والأجازة بنوعيها والأجازات فأجمع الشلة ونطير، وقد ظلت طوال سنوات المزار الأول والأقرب لنا، وكانت زيارتى الأولى لها فى الإبتدائية مع المدرسة، حيث ساندوتشات الجبنة وأبلة (نبوية) وأصدقاء الطفولة المشردة.
إنها القلعة يا صديقى التى أسسها صلاح الدين منذ 800 سنة لتظل مقر الحكم فى مصر حتى قيام الخديوى إسماعيل منذ 150 سنة ببناء قصر عابدين ونقل الحكم له.
إنها أفخم قلعة حربية عرفها التاريخ، وهى الكائن الأكبر المطل على مدينة القاهرة حارسها وشاهداً، إحتضنت التاريخ بين أبراجها، وشهدت على المذبحة التى قام بها محمد على لما جمع المماليك وبعد الأكل والشرب فتح عليهم النيران ومن تبقى منهم ذبحهم، ونجا منهم أمين أغا الذى قفز بحصانه من فوق السور العالى.
فى القلعة سترى متحف الشرطة، وسترى صور ريا وسكينة وسفاح اسكندرية وقاتل الخازندار وحادث المنشية الملفق ومخدرات وعملات مزورة وصور وزراء الداخلية عبر التاريخ.
وفى القلعة سترى المتحف الحربى والعرض المكشوف لطائرات وصواريخ شاركت فى حرب أكتوبر وسترى مقتنيات وآثار الحرب ومتعلقات ثورة يوليو وأوراق بخط يد الضباط الأحرار وأرشيف كامل لضباط الثورة والحرب.
سترى المسجد الكبير الذى بناه محمد على والذى أصبحت قبابه ومآذنه رمزا للقلعة وللقاهرة ولمصر كلها أحياناً، وسترى قصر الركايب، وقاعدة الملك، وقصر الجوهرة، وثلاثة عشر برجاً هى أبراج القلعة.
إذا لم تكن قد زرت القلعة فأعتقد أن كثيراً قد فاتك..
وأدعوك يوم أجازتك لتستيقظ مع نسمات الفجر الأولى، وبعد تناول الشاى باللبن، أن تحمل كاميرتك، وتذهب لتتنسم الحياة من قلب التاريخ.
أحمد الصباغ
No comments:
Post a Comment