Sunday, December 13, 2009

مصر على وش جواز



عاشت مصر فترة شبابها (السبعتلاف سنة) دول، كانت خلالهم نموذج للفتاة المجدع، وهى لم تنتخب حاكم ذات مرة بل تعينهم تعيناً، أو تتركهم يعينون أنفسهم، أو يعينهم أحد غيرهم وغيرها وغيرنا.. الحاكم فى بغداد، والسلطان فى إستنبول .. بل حدث ذات مرة أن جاء حبة مماليك فنظرت لهم مصر فى اشتياق وولتهم عليها حكاماً.

ثم قامت الثورة وقد شبعت مصر من طعم الملك وقررت أن تذوق طعم الجمهورية بالأرانب، فجاء الرئيس..وذاقت مصر الحاكم العسكرى بنكهة مختلفة وبلط الرئيس فى الخط إلى أن مات وعين اللى جنبه، الذى كان رئيساً أيضاً لكن له طعم آخر ثم مات فعين اللى جنبه وكان له طعم جديد الا انه كان يتميز (بإكسباير) طويل.

ثم جاء عام الفين وخمسة، وسمعت مصر أنهم يريدون بها سوءاً إذ قرروا دون علمها ان يختاروا الحاكم من وسط كام نفر.

وهو الأمر الذى يتعارض مع مزاج مصر الدائم لذلك فقد انهارت مصر ورفضت الخروج الى الشارع لاستقبال المرشحين لخطبتها، ولم يهدأ لها بال الا عندما علمت أن العملية كدة وكدة، وذلك لإن جميع المرشحين لخطبتها من ولاد الحتة وصعب رفضهم دون عرضهم عليها، فعرضوا عليها صفاً وابتسمت مصر وسكتت وفهم الجميع أنها قد إختارت الزوج ليستمر رئيساً لفترة جديدة وتم سجن الباقى.

ثم جاء 2009 وأعلن أحد أبناء المنطقة ترشيح نفسه أمام الزوج فقام أهل مصر بالذهاب إلى حتته لسؤال المكوجى عنه (فى مصر يستخدم المكوجى فى شيئين: السؤال عن العريس – كوى الملابس) فأخبرهم المكوجى أن اسمه (أنا البرادعى) وأنه كان يعمل فى الشارع اللى جنبهم وأنه غير كفؤ للزواج من مصر لإنه كان خاطباً دولة أخرى فرقعت مصر بالصوت الحيانى جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح.

لكن البرادعى نفسه واهله وأولاد حتته أقسموا انه لم يكن على علاقة بغيرها، لكن رغم ذلك كان البرادعى فى حيرة من أمره فهو عندما كان يعمل بالمنطقة المجاورة لم يقدم لمصر شيئاً يفيدها سوى إهداء الجائزة للرئيس وولاده، فلا هو منع بلطجية النووى (اللى بيتاجروا فى نوى البلح) من البلطجة، ولا أمد مصر يوماً لا بالنووى ولا حتى بالنوى.

بل تشطر مع بطلجية المنطقة على ولاد ابو اسماعيل الذين كانوا يخصبون اليورانيوم تخصيباً مبرحاً ثم إكتشفت المنطقة أنهم يخصبونه بذكورهم.

فعادت مصر خائبة إلى البيت وغيرت هدومها وقعدت مستنية عدلها لكن صوتاً آتاها عبر البلكونة من الأفق البعيد:

لم يحن الوقت بعد لكى تختارى عريسك.


أحمد الصباغ

photography by : Flienepien



No comments:

Post a Comment