Thursday, December 10, 2009

عندما استيقظت فوجدتُ عضواً ناقصاً



كانت ليلة مشهودة عندما كنتُ أُتابع تسجيل خطاب الرئيس الذى أبدع ليلتها وألقى بدرره الثمينة فى قلب القاعة التى إهتزت جنباتها حباً ونفاقاً وابتهاجاً.

وبعد دقائق شعرت برأسى تدور من نخب التصريحات وتدرمخت من وقع كلماته على جسدى وبدأت أتساقط كشجر الجميز، لكنّ وطنيتى الدفينة نقحت علىّ ومنعتنى من الإستسلام لنداء النوم تاركاً خلفى الرئيس العشمان فى شعبه يخطب من دون (ودان) تستمع لتلك الدرر الغالية، لكن للأسف ما أن إندمج فى خطابه وسِخن على الشعب حتى نجح (سلطان) النوم فى التغلب على خطاب (الرئيس) فى إجتذابى فبدأت تختلط تصريحات الرئيس والتى يؤكد فيها الحفاظ على محدودى الدخل وإعلانه عن العلاوة السنوية؛ مع أصوات ملاعق الأرز التى بدأتْ فى تناوله مع الملائكة.

ودخلت فى غيبوبة نوم عميقة لمدة عشر ساعات كاملة قمت بعدها فى الصباح لإكتشف الفاجأة السوداء بأن عضواً ناقصاً من جسدى.

فوجعت فى عضوى المفقود..
وصُدمت وظهرت على وجهى آثار الإندهاش المصحوب بالتوتر والخوف من المستقبل وعليه، واندهشت أكثر عندما ربطت ذهنياً بين تصريحات الرئيس الأبوية التى تمتلئ حباً وحناناً ورفقاً بالمواطن وبفقدانى عضو هام كهذا من أعضاء جسدى المكلوم.

ولإن هذا العضو كان هاماً بشدة بالنسبة لى، فقد إنجذعت وووجمت وأخذت أتلفت حولى كما لو كنت أتوقع أن أجد العضو مثلاً على الكنبة أو تحت الدولاب ولكن لم أجد أثراً لعضو.. لا على الكنبة ولا تحت الدولاب ولا حتى فى الثلاجة.

ثم بدأتْ فى الأيام التالية ظهور أعراض الخطاب الرئاسى على البلد ووضوح أثار الوعد بالعلاوة على المجتمع، فتضاعفت الأسعار وشحّت البضائع وندرت الوظائف واكتوى المواطن المصرى بنيران حب الرئيس للبلد.. وظللت أنا وحيداً حزيناً مرتبكاً أبحث عن ذلك العضو المفقود إثر الخطاب الرئاسى المجيد.

إلى أن جاء اليوم الذى أدركت أن مصر لازالت بخير، وأن الأعضاء الحلال ما بتروحش، فقد وجدت قلبى سارحاً فى حب مصر وعكشته يتمشى فوق السطوح هائماً فى عشق الوطن.

فأعدته بين ضلوعى وقررت أن أحرّص على أعضائى بعد ذلك، وألا أستمع لخطب الرئيس، فقد جاءت سليمة هذه المرة، ولا أحد يدرى ما الذى يخبئه لى المرة القادمة.



من أوراق شاب مصرى إستمع لخطبة رئيسه
أحمد الصباغ



No comments:

Post a Comment