Monday, June 18, 2007

صورة واحد متعصب كروى

الجمعة

مشجعو نادينا لا يفهمون فى أصول التشجيع الكروى . يجلسون فى المباريات مكتفين بالانفعال و بس .. هذه منتهى المسخرة , لذلك قررت تكوين رابطة مشجعين أصولية مكونة منى و من عبده جاعورة و فهمى بيبس و عزوز شيلو الرف و حنفى النشانجى , و اتفقنا على أن نشجع نادينا المحبوب التشجيع الأصولى المجدع , و بدأنا نشاطنا اليوم عندما دخلت الكرة فى شبكتنا و كأنها رقبة قزازة بيبس تغرس فى قلوبنا ..هنا صرخ عبده جاعورة : يى , يى , يى .. للاستهزاء بالولد الفرود اللى حط الجول الله يخرب بيته . و قد رددنا وراء عبده جاعورة هذا الهتاف الاستهزائى الذى لم يشاركنا فيه مشجعو نادينا الباردين , ثم تسلق عزوز أكتافنا و راح يهتف : شيلو الرف .. شيلو الرف , ثم أخذ محمود الشضلى مكانه فوق أكتافنا ليشير على الولد الفرود مرة و الرف مرة أخرى مرددا : العبيط أهه .. العبيط أهه .. كل هذا و مشجعو نادينا ساكتين كأن على قلوبهم مراوح , فكان لا بد من اتخاذ إجراء سريع , و فعلا بحث حنفى النشانجى عن طوبة سمينة نشنها فى دماغ الرف الموالس الذى كان يمكن أن يحسب الكورة أوفسايد أو آوت أو أى حاجة , و وقف فهمى بيبس يصيح كالمجنون :- ناولنى واحدة كبيرة و لذيذة ..فناوله عبده جاعورة زجاجة كوكا من أرض المدرج فاشتد هياجه و هو يصيح :- قلنا كبيرة و لذيذة موش كوكا خللينى أفتح قرنه ..و عندئذ لمح مشجعو نادينا الصامتين زجاجة الكازوزة فى يد جاعورة , فتسلل أحدهم ليهدئنا قائلا فى فلسفة كدابة :- يا جماعة عيب كده .. الرياضة غالب و مغلوب .. فزغده عزوز شيلو الرف قائلا :انت باين عليك زملكاوى لمض , فأقسم الرجل أنه أهلاوى , و راح يردد أن الرياضة آل إيه .. غالب و مغلوب !! .فرد عليه حنفى النشانجى مع زغدة شديدة :- احنا مانتغلبش يا حدق .برغم ذلك وقف الرجل أبو دم بارد يلقى علينا محاضرة فارغة عن حاجة اسمها الروح الرياضية , و هنا أعجبنى محمود الشضلى الذى قال له مع زغدة فى بطنه :- انت روحك رياضية ؟- أظن كده ..- طب ورينى بقى روحك الرياضية .و هجمنا على الرجل و ضربناه علقة محترمة , و أخرج محمود الشضلى مطواة حامية من جيبه و صمم أن يذبح الرجل و يطلع روحه ليرى ما هو شكل الروح الرياضية التى قرفونا بالحديث عنها , غير أن بقية مشجعى نادينا فى المدرج راحوا يهدئون من ثورتنا حتى رأينا رجال الشرطة مقبلين فهربنا فى الهوجة , تاركين مشجع نادينا أبو روح رياضية ممددا على الأرض فى انتظار طلوع روحه الرياضية .عدت إلى البيت و أنا فى منتهى الغم و النكد , و ما أن فتحت باب الشقة حتى فوجئت بعصبية كبيرة : زوجتى تغنى فى المطبخ حمادة حمادة يا سكر زيادة , طبعا لا يمكن أن يكون حمادة هذا إلا حمادة إياه و العياذ بالله , فليس عندى ولد بهذا الاسم حتى تغنى له زوجتى حمادة حمادة , ابنى مكتوب اسمه فى شهادة الميلاد "أهلاوى أبو عوف" أما اسم الدلع الذى أناديه به فهو صا – لح , صا – لح . فما معنى أن تغنى زوجتى لحمادة إلا إذا كان قد ظهرت عليها أعراض التزملك سلام قولا من رب رحيم ؟؟اندفعت نحو المطبخ و دمى يغلى , و وقفت بالباب و الشرر يتطاير من عينى أسألها و هى ترتعد :- حمادة .. هه ؟و ما لبثت أن عاجلتها بشوطة تكومت بعدها فى الكورنر , ثم هجمت عليها و أوسعتها ضربا و أنا أذكرها بالأغنية الوحيدة المسموح لها بغنائها و هى : يا صحابى يا أهلى يا جيرانى أنا عايز أخدكو ف أحضانى .. ثم أسرعت لأسحب كرسيين من مدرج الصالة و عدت إلى المطبخ بسرعة و صعدت فوق الصندرة لأقذفها بالكراسى ثم ظللت أبحث حولى عن زجاجة كبيرة و لذيذة فلم أجد سوى أوتومبيل قديم بزمبلك فقلبته على ظهره و أشعلت فيه النار و ناديت على ابنى : صا – لح , صا – لح , و جاء الولد فورا فطلبت منه أن يجمع لى حجارة من الشارع لأحدف بها هذه المرأة المتزملكة التى راح الدم يسيل من رأسها بلون أجمل فانلة فى الكون .و قد أدرك الولد بنباهته العصبية العظيمة أن أمه قد ارتكبت خيانة كروية سودة و لا بد أن (تزملكا) ما قد بدا عليها , فنظر إلى أمه شذرا و هو يقول لى :- تحب أفوت على عم حنفى النشانجى ييجى يحدفها بالطوب معاك ؟- لا .. اجرى انت هات الطوب حالا ..و ازداد اعجابى بالولد و هو يشير على باقتراح مدهش قائلا :- أجيب لك جرايد قديمة تولعها فوق الصندرة و ترميها على ماما لحد مارجع بالطوب ؟بسرعة أحضر الولد الجرائد القديمة فأشعلتها و رميتها من مدرج الصندرة واحدة بعد واحدة و هى تصرخ و لا مغيث بعد أن أغلق الولد النبيه الباب بالمفتاح , و لما لم أجد ما أفعله حتى يعود الولد بالطوب , وقفت فوق الصندرة أهتف و أنا أشير إليها :- العبيطة أهيه .. العبيطة أهيه ..ثم أعجبنى جدا منظر حريقة الجرايد القديمة التى كانت تحاول أن تطفئها و الدم يسيل من رأسها , فرحت أرقص بسعادة :بصى شوفى أنا عملت إيه .. بصى شوفى أنا عملت إيه ..باتت زوجتى فى المستشفى و بت انا فى التخشيبة .الأربعاء :عاد ابنى صا – لح , صا – لح من المدرسة يبكى , و بسؤاله عن السبب , اتضح أنه قال للمدرس فى حصة المعلومات العامة أن الذى اخترع الفنجال هو الفناجيلى , و أن الروبى هو مخترع الروبية الهندى و أن الشربينى هو الذى اخترع مدينة شربين . فثار المدرس الزملكاوى – اللهم احفظنا – على هذه الإجابات الصحيحة و صمم الولد على إجاباته فضربه المدرس و أحاله إلى ناظر المدرسة و أصر الولد الجدع على هذه الإجابة أما الناظر الذى قال له : روح هات لى أبوك ..و الله عال ..ذهبت إلى حنفى النشانجى لنبحث فى هذه البلوى السودة , و فتحت لى الباب ابنته الصغيرة "غيدة" التى قالت لى أن والدها غير موجود لأن عنده تمرين , فعرفت على الفور أن حنفى النشانجى قد ذهب إلى الخرابة الواقعة خلف بيته ليحدف المعيز بالطوب , تمرينا على النشان للماتش الجاى .ذهبت إليه فى الخرابة و قضينا وقتا سعيدا فى حدف المعيز بالطوب و أنا أحكى له ما جرى لابنى فى المدرسة .. اتفقنا على عمل اللازم .

الجمعة

ألف نهار أبيض ! الاسماعيلى غلب الزمالك تلاتة صفر . جارى المعلم مسعود الحانوتى معتكف فى بيته يبكى طول النهار .. احتفالا بالمناسبة أقمت حفلة جوزة .

السبت

أعددنا كمينا مدهشا لمدرس الولد صا – لح , صا – لح , إذ نقره حنفى النشانجى طوبة فى رأسه سقط بعدها على الأرض , فجرجره محمود الشضلى إلى بيت عزوز شيلو الرف هناك أقر و اعترف بأن الله حق , و أن الفناجيلى مخترع الفنجال و الروبى مخترع الروبية و الشربينى مخترع شربين , و قد أقر المدرس أيضا – و الفضل يرجع لضرب الشضلى – بشئ جديد لم نكن نعرفه كلنا , إذ قال المدرس اللئيم من تلقاء نفسه أن كنفانى هو مخترع الكنافة .

الأحد

قبضت الشرطة اليوم على المعلم مسعود الحانوتى و اتهمته النيابة بالشروع فى قتل المدعو مخيمر الذى نقل إلى المستشفى مصابا بجراح بالغة . قال المعلم مسعود فى التحقيق أن مخيمر استفزه بعد هزيمة الزمالك من الاسماعيلى , إذ وقف تحت نافذته يصيح : اسماعيلى يا سكر ! و اتضح أن مخيمر كان ينادى على شمام .الاثنين :فصلوا الولد من المدرسة , كما أرسلت الشرطة تستدعينى لسؤالى عن ضرب المدرس و لكننى أنكرت وجودى فى البيت حتى أستشير حنفى فى الموضوع .ذهبت إلى أبو الأحناف و طمأننى أن الحق معانا بإذن الله لأنه استكتب المدرس اعترافا بخط يده قال فيه :الروبى مخترع الروبية و الفناجيلى مخترع الفنجال و الشربينى مخترع شربين .
مستورة بإذن الله

أحمد رجب

No comments:

Post a Comment