لا تفزعوا الأطفال ..

لا تفزعوا الأطفال ..
لا تقهروهم ..
أو تضربوهم ..
أوتقتلوا فى عيونهم براءة السؤال ..
لا تثقلوا عليهم ..
وتأمروهم بالمحال ..
لا ترجعوهم إذا الركب سارا ..
فإنهم يعيشون الحياة إضطرارا ..
فمن لهم إذا الجمع جارا..؟
ومن .. ؟ إذا الزمان إستدارا ..
لا تفزعوا الأطفال ..
فإنهم بسمة تزين وجة الحياه ..
قطرة ..
صافية ..
مثل المياه ..
فلا ترسموا على أفواههم ..
ترنمات الآه ..
كفاهم ما شاهدوه منّا ..
وما سمعوه من الزمان عنّا ..
إنا قتلنا من قبلهم وإنا ..
سنقتل فيهم من ترنم أو غنّى ..
أو من نظر للسماء وتمنى ..
كفاهم الدماء قد أفزعتهم ..
وأصوات الصراخ قد أجهدتهم ..
وصورة الحروب قد أذهلتهم ..
والآم اليوم قد أثقلتهم ..
وترقبات الغد أرقتهم ..
وذكريات الأمس قد أحزنتهم ..
وهم أرق من النسيم ..
ومن ترنمات النجوم ..
كصورة الزهر فى الروض يهيم ..
هم ضحكة الزمان ..
وأغنيات المكان ..
قاتلوا الأحزان ..
مزينوا الأفواه بالبسمات ..
والقلوب بالضحكات ..
هم صورة الغد فى أعيننا ..
فماذا لو أفزعناهم ..
وقهرناهم ..
وضربناهم ..
ستنموا فى قلوبهم حرائق الأحقاد ..
تجوب وتسرى فى البلاد ..
ويتراءى لهم فى احلامهم ..
صورة الدماء ..
والطائرات فى السماء ..
وجيوش العداء ..
وقهر الشعوب ..
والغالب والمغلوب ..
وصورة الحزن فى الأرض تجوب ..
فلا تفزعوهم ..
ولا تضربوهم ..
ولا تقهروهم ..
ولكن فى العيون صنوهم ..
وفى القلب راعوهم ..

أحمد الصباغ