Friday, November 19, 2010

الرجل الذى عايز يمسك

"أنا عايز أمسك مكانك يابا"

نطق بها الابن الاصغر  فى حذر فكان كمن ألقى قنبلة فى قلب الغرفة الصغيرة التى تضم أخوه الكبير وأمه وابوه الذى جلس على الطبلية يتناول الغداء 

تناول الرجل الكبير اخر لقمة ثم تكرع فى هدوء ، وأشار بيديه فجاءت زوجته وشالت الطبلية ونظر فى عمق إلى وجه إبنه الأصغر الذى أسرع مستكملاً حديثه:
يابا الناس كلها بتسأل اخرتها ايه؟
حضرتك زى ما انت شايف - ربنا يديك طولة العمر - كبرت
وحالتك ما تسمحش انك تتابع الامور
وكل شوية تظهر فى الامور .. امور
وبدأ يظهر لك منافسين بعد ما كنت الوحيد الأوحد
اخرتها ايه يابا
انا عايز امسك بقى
وانا اتجوزت وبقيت جاهز انى امسك مكانك

أمسك الأب جلابيته وقام فجاءة فبانت قامته الفارعة ، مسح شاربه المبتل وجلس بجوار ابنه الأكبر متوجهاً إليه بالكلام وكأن الإبن الاصغير كان ظلاً .. وقال للإبن الكبير:ايه اخبار مشروعك الجديد يابنى؟

اشرق وجه الابن الكبير وابتهج قائلاً:
تمام يابا .. ماشى تمام .. ومالوش منافس .. وقريب هخاويه بمشروع تانى مع واحد من رجالتك

صرخ الابن الاصغر فى حرقة:
انا بكلمك يابا .. انا عايز امسك يابا .. انت ليه بتعمل فينا كدة .. وليه بتعمل فى نفسك كدة

رشف الرجل الكبير رشفة من كوباية الشاى ونظر من تحت لتحت إلى ابنه  "المستعجل على المسك بتلابيب الأمور" وقال فى هدوء قاتل:
امممم .. بقى انت عايز تمسك؟

قال الابن وقد لاحت على قسماته ملامح الامل : أيوة يابا .. عايز امسك ..والناس كلها فى البلد بتتكلم فى الموضوع ده وبتقول لى انت لازم تمسك

القى الاب بوعده وسط ذهول الام والابن الأكبر قائلاً :
خلاص يا حبيبى .. هتمسك مع دخلة الشتا

انفجر الابن الاصغر فى سعادة معانقاً ابيه، واخوه وأمه ، وزوجته التى ما إن سمعت بالجملة الأخيرة حتى ظهرت فجاءة فى وسط العائلة ، وظل يطلق الوعود فى قلب العائلة الدافئة

مرت أيام وظل الابن مبتهجاً متأنقاً يحدث الجميع بواقعة الوعد الشهيرة ويلتقى مع ابناء الحتة واعداً اياهم بالكثير حينما يمسك مكان ابوه ، ومبدياً اسفه عن الكثير مما حدث ايام ابوه..

ويمر الصيف ويأتى الشتاء سريعاً
ويفاجئ الجميع أن الرجل الكبير قد قام بعمل تجديدات فى دكان البقالة فاشترى اصنافاً جديدة من الزيتون والجبن الاسطنبولى وادخل أنوعاً مستوردة من اللانشون الى القرية.. واستقدم عدة صبيان للعمل فى المحل ، وظهر فى جلابيته الفخمة الجديدة متفرداً فى مشهد مهيب قضى على آخر أحلام الإبن الأصغر فى أن يمسك.

أحمد الصباغ

Sunday, November 14, 2010

دعاء عيد الأضحى المبارك

اللهم أرزُقنا بلحمة لا نحصيها وزنا
وكُـفـتةً لا نحصيها عددا
وأزدنا من الكوارع جوزاً وفردا 

اللهم أنعم علينا بلحمة دون شغتة
وكفتة دون دهـــنة
وسلطة دون بصلة
وخبزاً دون زلطة
وفسحة دون تحرشٍ أو عركة 
يارب العالمين

اللهم إكفينا رؤية الفول والطعمية
وانعم علينا برائحة الملوخية 
ومشهد اللحوم المشويّة

وابعد عنّــا أيام البصارة والعذاب
وأنعم علينا بمنظر اللحمة الخلاب 
وأزكم أنوفنا برائحة الكفتة والكباب 

أللهم أهلك المتحرشين وأحصيهم عددا 
واجعلهم يجهلون للعيد موعدا
ويظنون إن احنا فى مولد النبى مثلا

اللهم إجعل البنات إنفيزبل فى وسط البلد
واعمى عيون المتحرشين من بنتٍ وولد
اللهم أكسى البنات بالبطاطين واللحاف
وإكفينا شر البناطيل الضيقة 
والكات والشفاف 

اللهم إكفينا شر أحذية العيد البرتقانى بأنواعها
والبناطيل البنفسحى بأصنافها
والشنط الخضراء بأحجامها
والباديهات ام ترتر بألوانها

أللهم أكفى السُــياح شر أصابع العيال وأقدامهم
وما يلهفه سواقين التاكس من جيوبهم 
ولصوص الشوارع من أمتعتهم 

اللهم إنا لا نسألك منع إعلانات موبينيل فى العيد
ولكننا نسألك وقعاً علينا لطيفاً سعيد 
وقلل عدد ضحاياها

اللهم إكفينا شلل أفلام العيد الجديدة
والمسلسلات البغيضة
وحنن علينا قلوب المذيعين 
وأنعم علينا بمسرحيات إلا خمسة وعش المجانين 
وسك على بناتك و المتزوجين
اللهم إعمى عيون المقدمين 
عن أفلام الجيل اللعين

اللهم إجعلنا من المتعيـّدين
الذين يحصلون على عيديات من الكبار والمسنين
ولا تجعلنا من المُـعيـّدين
الذين يدفعون العيديات من حباب نن العين
اللهم حنن قلوب أطفالنا علينا
اللهم حبب إلى قلوب الأطفال منظر الجنية الوحيد
والعشرة صاغ الحديد
والربع جنيه الجديد 
وإجعلهم يقبلونها بحبٍ شديد
وكــّرِه إلى قلوبهم منظر العشرين 
والعشرة والخمسين 
وإجعلهم يرفضونها بعنف 
آآآآآآآآآآآآآآآآآمين

أحمد الصباغ

Wednesday, October 13, 2010

مش ممكن نتعرف

(3)

التقاطع تحت كوبرى غمرة .. تاكسى واتوبيس سياحى وعربية كارو وميكروباص لابسين فى بعض .. قطع من الخردة يتخللها أعضاء بشرية ونهر من الدم

رجل عجوز : لا حول ولا قوة الا بالله
رجل طويل : حد يشيل قصادى
شاب لزميلة : تعالى اما نتفرج
بنت لزميلتها : ياااى حاجة فظيعة
ولد لابوه : هما الناس دول نايمين كدة ليه يا بابى
رجل خواجة : اوه ماى جود
بنت مثقفة : ماهم لو ماكنوش شعب بقر ما كانش ده حصلهم
فتاة ليل لصاحبتها : ما تيجى ندور فى الاعضاء دى يمكن نلاقى حاجة شغالة هيهيهيهيهييييي
رجل دين : اللهم احسن ختامنا يا ارحم الراحمين
شاب فرفور : يالهوى دم
رجل شرطة : ياللا ياض انت وهو من هنا
رجل طفيلى : هو فى ايه؟ هه؟ هه؟
رجل مفتى : البنت اللى هناك دهى .. وقفت فجاءة وهى بتعدى الشارع .. قام التاكسى دهوه دخل فى العربية دهى .. قام الاتوبيس دهوه مقلوب عليهم
ولية كبيرة : يا عينى يا كبدى

الجميع بلا استثناء التف حول الحادث فى حلقة دائرية تقوم بمهمة منع الاكسجين عن الوصول لأى كائن حى داخل الحلقة)
رجل: فى جثة بتتحرك هناك اهى
(صوت صرخة تهز منطقة رمسيس)
منى : يالهوى يامة الحقووونى .. ما حدش يلمسنى .. ماحدش يلمسنااااااااااى .. اوعى ياض ايدك .. اوعى ايدك يابت

الجميع يهلل .. الله أكبر .. واحدة عايشة .. أخذوا فى التصفيق الحاد وقد تناسوا باقى الجثث
فجاءة .. تمتد يد شخص يرتدى قميص اخضر مخطط .. لتنتزع يد منى من وسط الانقاض


منى ترقد فى الجبس فى بيتهم .. ولاء تمسك قلم وتسلى نفسها بالرسم على الجبيرة فى قدم منى
منى (تتكلم بصعوبة) : تصورى انه فضل بايت للصبح حتى بعد ما اهلى ما جم المستشفى .. وتصورى انه تبرع لى بدمه .. فصيلته نفس فصيلتى .. تخيلى ان دمه بيجرى فى عروقى دلوقت
ولاء (وهى ترسم على قدم منى المتجبسة) : الله الله .. ده ما طلعش هو اللى فارس مجروح .. ده انتى اللى طلعتى أميرة متخرشمة .. بقولك ايه .. انا ما فهمش الكلام اللى انتى بتقوليه ده .. الواد ده وشه نحس عليكى .. ده حتة واد صايع متعرفه عليه من على النت .. يعنى عايز يقضيها .. يا تقضيها يا إما تفكك.
منى (تتأمل ما رسمته ولاء) : بس ده عمل كل ده وبعد كدة مفيش اكتر من مكالمة كل يوم بيتطمن عليا والقلق مالى صوته .. ما بيتكلمش فى حاجة اكتر من كدة

على القهوة
عادل : ياراجل؟ حاجة غريبة اوى .. دى كان شبه الرغيف المدعم دلوقت تلاقيها شبه قطر الصعيد
أحمد (بعتاب وضيق) : أتلم بقى .. البت مخيشة فى تاكسى وبقت شوية اعضاء بشرية .. بعدين ما تتخيلش اهلها ناس محترمين اد ايه
عادل (يفكر بعمق) : إنت بتحبها يا احمد؟
أحمد (مرتبكاً) : لاااا مش حب .. بس أصل يا اخى اهلها ناس محترمين اوى .. بعدين البت غلبانة ورقيقة .. هى صحيح لسانها عامل زى مضرب التنس .. بس من جوة زى الجبنة القريش .. الصراحة بقى يا عادل أنا بحبها
عادل : بتحبها؟
احمد : اه .. وبموت فيها يا اخى .. ملهوف عليها كدة
عادل : طب وانت ناوى على ايه؟
أحمد : امممم .. هقابلها بكرة .. وهفاجئها


فى بيت منى .. منى وامها تجلسان على الأرض ويقرطفان حزمة من الملوخية .. أم منى تلقى بالملوخية على الأرض وتصرخ
أم منى : يالهووووووى .. الحقووووووونى يا نصيييييييبتى
منى : ما تهدى يا حاجة وبلاش فضايح
أبو منى (صوته يأتى من الداخل) : إشهقى كويس يا ولية خلّى شمخة الملوخية تطلع تمام
أم منى : تعالى يا رجل شوف الفضيحة بنتك عايزة تتجوز واد صايع من بتوع النت
(أبو منى يأتى من الداخل بالفالنة والبتاع .. وهو يفرك عينيه ويبدو مذبهل)
أبو منى : فى ايه يا ولية؟ الملوخية اتدلقت على النت؟
أم منى : يادهوووتى يا نصيبتى .. بنتك انحرفففففت يابو منى
أبو منى صارخاً : بقت بتشرب ملوخية؟
أم منى : يامصيبتى يانا .. ياراجل بنتك انحرفت وعايزة تتجوز واحد متعرفة عليه من على النت.
أبو منى : ايه؟ بتقولى ايه؟ ده انا لازم اربيها .. طاااخ طااااخ طااااخ


أحمد ومنى (ومنى لازالت متخرشمة إثر الحادث والعلقة ) يجلسان فى نفس المكان البيئة المطل على النيل ويشربان شاى بنعناع
أحمد : يعنى أيه اهلك رافضين؟ طب وانتى قولتيلهم ليه اننا متعرفين من على النت؟ ما قولتيش ليه كنت زميلك فى جامعة .. فى مدرسة .. فى اى نصيبة
منى : جامعة ايه ومدرسة ايه .. ماهم عارفين انى مخلصة كلية بنات .. والمدرسة والجامعة كانو بنات فى بنات .. زميلى منين بقى .. بعدين ما ينفعش اكدب عليهم
أحمد : هما شايفين لك عريس ولا ايه؟
منى : مش عارفة .. بس حاسة من كلامهم ان فى حد بيحوم.
أحمد (مداعباً) : خلاص نضرب ورقة عرفى؟؟
منى (مداعبة) : جتك ضربة فى نافوخك .. انا غلطانة انى حبيت واحد منحرف
أحمد : أنا منحرف يا بتاعة الملوخية .. بتشربى ملوخية عشان تنسى؟

(يتمشيان فى وسط البلد الى أن يصلا تحت كوبرى غمرة)
أحمد : فاكرة أول مرة قلبك دق ونطق بإسمى؟ كان فى المكان ده
منى : فاكر أول مرة لمست فيها ايدى؟ كان فى المكان ده
أحمد : أيوة وايدك كانت يومها أربع صوابع بس .. لقيتى الحاجات اللى وقعت؟
منى : بس يا بايخ .. وانت كنت محتاس وعمال تلم اشلائى واخدتنى فى تاكسى ووديتنى المستشفى
أحمد : .. ايوة والتاكس لهف خمستاشر جنيه .. فين الخمستاشر جنيه اللى عليكى يا بت
منى (بجدية واهتمام): إعمل محاولة أخيرة .. كلم بابا واقعد معاه .. واعزمه على شيشة معسل .. يمكن دماغه تلين
أحمد : معسل وقص وسلوم.. وراه لحد ما يشتعل ذاتى .. أنا مش هسيبك ابداً يا منى .. اوعدينى إنك ما تسيبينيش


(بعد شهرين على القهوة .. وأحمد يمسك الموبايل ويعاود الاتصال مرات ومرات)
عادل: أبوها وقفل السكة فى وشك .. وامها وفرجت عليها الدنيا .. والبت موبايلها اتقفل من شهرين .. واختفت نهائى عن الوجود .. وانت لسه بتدور عليها
أحمد : والله يا عادل مش عارف اعمل ايه.. بس أنا ناوى اعـ..

فجاءة
يرن تليفون أحمد ليعلن قدوم رسالة
يقرأ أحمد الرسالة:

صحيح اتجوزت وصحيح بقيت حامل ف أحمد صغير بس مش هنساك ابداً .. يا احلى احمد فى الدنيا .. منى


أحمد الصباغ

Monday, October 11, 2010

ممكن نتعرف تانى؟ - الجزء الثانى

(2)

محطة مترو أنور السادات وهرجلة فى المحطة للحاق بالمترو القادم و(منى) تقف بجوار ماكينات التذاكر وحيدة ومرتبكة تحمل شنطها وتبدو وأسمى آيات القرف على وجهها ومرتدية ما على الحبل من ملابس وينسدل شعرها القصير على كتفها وترتدى الصابوه اياه .. وفى الخامسة والنصف يأتى (أحمد) كطفل تائه من أمه يتلفت حوله ويميل على كل البنات الواقفات فى المحطة بنت بنت .. تتعرف عليه منى بدون عضلاته فتجرى عليه وتلحقه قبل حدوث فضيحة  

منى : أحماااااد؟
أحمد : مين حضرتك؟ أحمد مين؟
منى (بحرج) : أنا اسفة أوى
أحمد : يعنى ايه اسفة يا استاذة .. مفيش أدب؟ مفيش حياء؟ بتتحرشى بيا؟ انتى ما عندكيش أخوات فى الرضاعة
منى (تقلب على الوش التانى) : بقولك ايه انا اتأسفت لحضرتك .. كنت مستنية زميلى أحمد واتلخبطت وافتكرتك انت .. اصلك شبهه
أحمد : لأ طبعاً مش أنا .. ثم أنا ما عرفتش ولا بنت من على الشات
منى : أنا أسفة مرة تـ .. ايه؟ من على الشات؟
(ينفجر أحمد ضاحكاً)
منى :نهارك أسود غامق مغمق غميق .. احنا ياض مش معادنا خمسة؟ استناك لخمسة ونص؟ هو انت متعرف عليا ف موقف ميكروظات؟
أحمد (يغنى) : من خمسة لخمسة ونص .. وانا واقف بستناك .. وعنيا عليك بتبص .. ياحبيبى ومش شايفاك .. وايييييه
منى : وايه الأخضر المخطط اللى انت لابسة ده؟
احمد : مش قولتى لى تعالى بحاجة مميزة  .. ادينى زرعتنى بقدونس عن طيب خاطر
منى : حمار مخطط واقف فى المترو؟ أتأخرت ليه يا بنى ادم
أحمد : المترو كان واقف فى الاشارة ساعة
منى : شكلك جاى راكب حمار
أحمد (ينظر للصابوه فى قدميها) : بس تصدقى الصابوه طلع جامد .. كنت فاكره شبهك .. طلع أحلى
منى : انت مش محترم وانا غلطانة انى واقفت اقابل واحد زيك
(تتركه وتمشى بخطوات بطيئة(

بعد قليل
أحمد : تحبى نقعد فين؟
منى : اى مكان تحبه .. بس ما يكونش بيئة
أحمد : عنيا

(يجلسان فى احدى الأماكن البيئة المطلة على النيل يتبادلان احاديث تقليدية قصيرة ويشربان شاى بنعناع وفى عيون كل منهما خيبة أمل مجهولة المصدر)
أحمد : مبسوط انى شوفتك
منى (بضيق) : وانا كمان
أحمد : على تليفونات بقى 
منى : قشطات
احمد : سلام
منى : سلام
أحمد : خدى هنا رايحة فين .. انتى مش نازلة المترو؟
منى (بألاطة) : لأ أنا هوقف تاكسى
أحمد : وانا هركب المترو .. سلام يا وزة
منى : سلام يا عم المُزارع
يمشى أحمد فى اتجاه المترو وتنتظر منى حتى يأتى أتوبيس 918 وتنط فيه.


على القهوة .. أحمد وصديقه عادل
أحمد : رحت قابلت البت يا معلم
عادل: ياراجل؟ وايه نظامها
أحمد : صاروخ أرض-جو يا نجم
عادل: شكلك ابتديت تنخع
أحمد : ليه يعنى؟؟
عادل: أصلها لو صاروخ .. ايه اللى هيخليها تروح تقابل واحد معفن – لامؤاخذة – زيك
أحمد : ليه يا أخى .. انسانة ضايعة .. أميرة تايهة مش لاقية الفارس ذو التوكتوك الابيض اللى ينتشلها من بحور الضياع
عادل: ينتشلها ايه ياعم السباك .. جيب من الاخر
أحمد (بحزن) : بصراحة مش صاروخ
عادل: قصدك وحشة وشبه الرغيف المدعم؟
أحمد : لأ مش اوى كدة .. شبه الرغيف أبو بريزة .. بس بنت ناس
عادل: يا عم هو انت رايح تظبط ولا تتجوز .. يعنى طلع الحوار فكسان .. ركز بقى مع البت بتاعة الهوتميل
أحمد : قشطات


فى بيت منى
ولاء : يعنى ما طلعش مز؟
منى : لأ
ولاء : ولا شاب استايل؟
منى : لاااااء
ولاء : ولا روش ؟
منى : لااااااااء
ولاء : ولا شنكوتى؟
منى : انتى هترصى لى القاموس كله؟ ما قولنا لااااء .. معفن من الاخر ومبهدل ولابس الجزمة فردتين شمال ..
ولاء : طب فكك منه بقى .. ركزى مع الواد بتاع السكاى بى .. لو ركزتى كويس الواد ممكن يقول
منى : بس أحمد حد ابن ناس .. حسيت للحظة انه بيخاف عليا
ولاء (بخنقة) : طب سلام انا .. عشان خالتى بتولد ولازم اروح لعمتى
منى : سلام


بعد شهرين .. أحمد يمسك بالموبايل ويطلب رقم فى غيظ ويتمتم بصوت مكتوم 
بقى البت من بعد ما شافتنى قلبتنى زى ما اكون فرس نهر جربان .. اخص على كدة .. بس حيث ان البت بتاع الهوتميل مش عايزة تيجى .. فلازم اعاود الكرّة مع البت منى

أحمد : ألوو .. منى ؟
صوت مرتفع جداً : ألوووه .. ايوة مين؟
أحمد (بصوت مرتفع) : حضرتك ممكن أكلم منى؟
الصوت : صاحبة الموبايل إنت تعرفها؟
أحمد (برعب) : هو فى حاجة حضرتك؟
الصوت : صاحبة الموبايل خبطتها عربية دلوقت .. لو انت من اهلها ياتلحقها يا متلحقهاش .. فى التقاطع اللى تحت كوبرى غمرة من ناحية امتداد رمسيس


البقية تأتى
أحمد الصباغ

Saturday, October 9, 2010

ممكن نتعرف

إنتشر اللون الوردى الملئ بالقلوب فى غرفة الشات إثر إختيار أوبشن الخلفية العاطفية

أحمد : هاى .. ممكن نتعرف
منى : وليه لأ
أحمد : مين معايا؟
منى : الأميرة المتمردة
أحمد : لا والله؟
منى : والنيعمة
أحمد : أهلا بالأميرة المتشردة آآقصدى المتمردة
منى (بقرف) : ايه العسل ده يا واد .. انت اسمك ايه ياض
أحمد : الفارس المجروح
منى : لا ألف سلامة .. وده بيرسول ولا شبشب؟
أحمد : لأ توكتوك .. بس توكتوك شبهك تمام
منى : وانت عرفت منين شكلى يا عم الدبدوب
أحمد (ضاحكاً) : من الصورة اللى انتى حطاها طبعاً
منى (بخجل) : دى صورة الصابوه بتاعى
أحمد : الخالق الناطق
منى : بقولك ايه .. بلاش طولة لسان .. ايه تلاقيح الجتت دى .. فكك منى بقى وروح شوف لك حتة ناشفة تقعد فيها
أحمد : بشوقك .. انا بردو كمان هروح اشوف لى محل احذية تانى
منى : سلام
أحمد : سلام
(فترة من الصمت)

منى : وانت كام سنة؟
أحمد : أكبر منك بسنتين
منى : ياليلة ملزقة .. يا عم انجز
أحمد : خمسة وعشرين وربع
منى : إيه الربع ده ؟؟
أحمد : أصل أنا امى ولدتنى فى شوال، بس كان ابويا مسافر الخليج وعمتى كانت بتقول إن أبــ
منى : خلاص يابا .. انتى هتجيبلى تاريخ السلالة
أحمد : وانتى كام سنة؟
منى : أصغر منك بسنتين
أحمد : يا صباح التباتة المعجونة رخامة
منى : انت مش هتبطل طولة لسان
أحمد : بقولك ايه مش ناقص دوشة .. سلام
منى : سلام
(فترة من الصمت)

أحمد : وانتى ساكنة فين؟
منى : المهندسين
أحمد : ياه .. ده احنا جيران اوى .. فين فى المهندسين
منى (بإرتباك) : وانت مالك فى المهندسين وخلاص .. انتى هتيجى تكلم بابا ؟
احمد : صباح التدبيس .. شكلك ساكنة فى أرض اللوا
منى : ايه ده عرفت منين؟ آآقصدى فين أرض اللوا دى؟؟
أحمد : هأ .. وانتى بتدرسى ولا صايعة؟
منى : مخلصة آداب
أحمد : وعلى كدة بتعرفى تقرى؟
منى : طبعاً .. وبفهم لغة الحمير كمان .. اتكلم كدة
أحمد : بشوقك .. شكلك مش هتعمرى على ماسنجرى
منى : المكان بقى كله جاز
أحمد : الله يسامحك .. سلام
منى : سلام
(بعد فترة من الصمت)

منى : واللى فى الصورة أبو عضلات ده يبقى انت؟
أحمد : اه .. بس العضلات فوتوشوب
منى : وانت مين اللى عمل لك العضلات دى بالفوتوشوب؟
أحمد (بفخر) : أنا طبعاً
منى : وانت دارس فوتوشوب فى أنهى مقلب زبالة؟
أحمد : هتمثلى بقى .. الصورة دخلت عليكى ما تنكريش
منى : بصراحة دخلت عليا .. اول ما شوفتها افتكرتها معمولة ببرنامج الرسام بتاع الويندوز .. ما تخيلتش انها فوتوشوب خالص.
أحمد : وعلى فكرة انا لاعب فيها بالفوتوشوب عشان اصغر عضلاتى شوية .. عشان البنات بتنهار.
منى : طب حاسب يا عم المبنى لتنهار
أحمد : سلام
منى : سلام
(بعد فترة من الصمت)

أحمد : ممكن اشوف صورتك؟
منى : أوك هحطها بس هشيلها على طول .. عشان البقر عندى كلهم أونلاين
أحمد : طب ما تعملى للبقر اوفلاين عشان تبقى مختلفة عنهم
منى : مش فاهمة؟ بس شكلك بتشتم
أحمد : لا ياحبيبى اوعى تقولى كدة اخص عليكى تصدقى زعلت
منى : قشطة عليك .. ما انا كدة كدة هوريك صورتى وهمسحك بعدها
أحمد : موافق
(منى تضع صورتها لبضع ثوانى ثم تخفيها)
أحمد : انتى مرتبطة؟
منى : لأ ومش عايزة يا عم الفارس
أحمد : ولا انا .. تصدقى بدأت دماغك تعجبنى .. ايوة كدة بلا ارتباط بلا وجع قلب
منى : شكلك واخد تسعين قفا على سهوة
أحمد : ما عاشت ولا كانت .. انا بس بحب عيشة الحرية
منى : قشطة عليك .. تعجبنى
أحمد : طب حيث إنك ساكنة فى بولاق الدكرور يبقى اكيد بتعدى على الجيزة؟ ماتيجى نتقابل
منى : لأ .. ما بنزلش الجيزة .. بعدى على انور السادات
أحمد : أنور ؟؟ حبيبى .. ده انا راشق هناك ليل نهار
منى : خلاص قشطات
أحمد : بكرة الساعة خمسة نتقابل فى اتجاه حلوان
منى : البس حاجة مميزة عشان اعرفك
أحمد : لأ هحط لك حزمة جرجير فى عروة القميص
منى : لأ دى تحطها فى .. طبق السلطة ..لا أنا اكيد هعرفك لإن أكيد كل اللى فى المحطة هيبقى شكلهم محترم.
أحمد (لم يفهم) : ربنا يخليكى يا مزة
منى : اشوفك على خير
أحمد : اشوفك قدام عربية السيدات
منى : سلام
أحمد : سلام


البقية تأتى
أحمد الصباغ

Friday, October 8, 2010

شاى بالنعناع

أسير فى شوارع وسط البلد فى السابعة صباحاً أغازل تلك المبانى التى بُنيت أيام المزاج والفن اداعب بقدمى شوارعها النظيفة وأرصفتيها النزيهة .. التى لولا الإنجليز لأصبحت مثل وجه القاهرة الملئ بالـ (بشل) والعلامات الحفرية والبلوعات ولأصبحت تلك المبانى الرائعة مثل مقالب الزبالة التى نسكن فيها تحت مسمى بيوت .. أسير فى شوارع وسط البلد أتنسم هواء الصباح اللذيذ كطعم الشاى بالنعناع الذى احرص على تعاطيه فى المقهى المشرف على باب اللوق .. أتأمل فى وجوه زملاء الصباح من الوشوش السعيدة المبتسمة.

أراقب تلك السيدة (الخوجاية) التى جلست تطعم كلبها المدلل قطعاً من اللانشون المستورد وتجذبه من رباط ناعم فخم .. وأبنه الجرو الصغيرالسائب يلهو بقطع اللانشون بعد أن قضى منه وطراً .. ويجرى أمتاراً قليلة ثم يعود حيث أبوه وصاحبته .. خواجة أخر يأتى بكلبه وابنه الجرو الصغير .. يتحفز الجرو الأول لمرآى ذلك الجرو الغازى .. يقابله الجرو الغازى بتحفز مماثل .. تنشب معركة حامية الوطيس لا تعدو أكثر من هوهوة متبادلة بين الجروين .. تجذب الخوجاية كلبها الكبير ويجذب الخواجة كلبه العجوز .. فيعود الجروان أدراجهما ويقفان كطفلين مذنبين فى توتر .. تأتى قطة صغيرة تبدو فى عينيها جنسيتها المصرية بوضوح .. تسحب شهيقاً من هواء الصباح الندى .. تتسلل فى خفة وتخطف قطعة من اللانشون المستورد .. يتسشيط الكلب غضباً لقطعة اللانشون المغتصبة .. لكن يكتشف أنه مربوط.

أبتسم وارشف رشفة من ذلك الشاى بالنعناع الأسطورى .. تداعبنى قطرة من قطرات الندى على كتفى .. تنظر لى تلك الفتاة الصباحية المنهمكة فى قراءة جريدة أجنبية .. أرد لها التحية بنظرة مثيلة .. أسترق لمحة من الجريدة التى يحملها ذلك الرجل الصباحى.

أنهى جولتى بزيارة سريعة للمطعم .. اخرج وفى يدى عدة ساندوتشات من الفول والطعمية .. ثم تبلعنى شوارع القاهرة.

أحمد الصباغ

Wednesday, October 6, 2010

فتاة الطماطم



كهربتنى بجمالها تلك الفتاة التى تحمل أكياس الطماطم.. جذبتنى عيناها الجميلتان وقوامها الممشوق .. راقبت الطريق بطرف عينى وتأكدت من خلوه من بنى البشر .. إتجهت فوراً لفتاة الطماطم .. بنت الجيران .. فاتنة المنطقة .. وواسطة عقدها .. وقررت طلب القرب منها.

كانت تعلو وجهها مسحة من الصلصة المحببة إلى النفس .. وعلى وجنتيها جوز من الخدود الوردية التى فعلت فيها الطماطم الافاعيل .. إقتربتُ منها فمالت علىّ فى دلال وضحكت ضحكة ذات مغزى أن اتبعنى.

تبعتها طبعاً ومشيت وراءها كأى رجل طبيعى حين تأمره أمرأة جميلة من ذوات الطماطم .. دلفت وراءها إلى المنزل .. وجدتنى أجلس فى الصالون مع أبيها .. وفى يدى كوباً ساخناً من الشاى الرخيص المشروب عدة مرات من قبل .. قال أبوها 

- أهلاً وسهلا يا بنى إحنا بنشترى راجل.
- أهلا بيك يا عمى .. وانا بشترى طماطم .. قصدى جاى أطلب ايد بنتك

زغردت الأم وصافحتنى .. ثم إنهال عليا أخوها عمرو بالبوس .. لكن سامح - الأخ الأكبر المعروف بهبله الشديد فى المنطقة - لم يأتى .. تنحنح أبوها وقال
- معلش أصل الواد بعتناه يجيب طماطم امبارح ولسة ما رجعش.

إنزعجت إنزعاجاً شديداً وقلت فى ذعر :
- طماطم ايه يا عمى .. ده انا شايفها ماشية فى المنطقة ومعاها شنطة الطماطم .. المنطقة كلها شافتها .. بس أنا جيت الأول طبعاً.

قال الأب اللعين وهو سعيد سعادة مجهولة المصدر
-  ده فلفل رومى احمر يابنى .. بنحطه على السلطة بدل الطماطم.

قلت والذعر يجتاحنى وعينيا جاحظتان
-      بس أنا شايف صورة بروفايلها على الفيسبوك فيها طماطم يا عمى؟

قالت الأم فى حزن مفتعل
- طول عمرها غاوية فشخرة بنت الكلب .. وياما نصحناها تعمل جروب اسمه (نطالب الحكومة بكيلو طماطم) وما تسمعش الكلام .. على العموم ادينا هنجوزها ونرتاح من قرفها.

رن جرس هاتفى المتشال فى جيبى فإنتضفت واقفاً وفتحت السكة

- ألو .. عمتى ؟ ايه ؟ عمتى بتولد ؟ مين معايا ؟ ايه ؟ خالتى بتولد هى رخرى ؟ طب مين معايا؟  طب جاى حالاً .. طيب طيب .. حالاً .. هكون عندك

ونفدت بعمرى من هذا البيت الذى بلا طماطم..
ومن يومها وأنا لا أصدق خداع أى فتاة تضع صورة طماطم فى بروفايلها.


أحمد الصباغ

Thursday, September 30, 2010

ريحة جاز .. قصة تكملها أنت


نشأ حسام فى أسرة متحابة ولقى من الدلع والهشتكة الكثير فقد كان الإبن الولد على سبع بنات، وعندما بلغ حسام السادسة عشرة من عمره تنبأ إلى شئ خطير .. إن بيتهم ريحته جاز.

ستة عشر عاماً منذ أن فتح حسام عينيه على الدنيا يشم رائحة الجاز تملأ بيتهم ، لكنه لم يتنبه لتلك الرائحة فى صغره لإنه ولد فيها وعاش عمره دون أن تتغير تلك الرائحة .. رائحة الجاز.

ظل الموضوع يشغل ذهن حسام بشدة وحاول أن يجد له تفسيراً لكنه فشل فى ذلك، إلى أن قرر أن يسأل أبوه عن رائحة الجاز.

انفرد حسام بأبيه وقال له فى خجل : بابا عايز اسألك على حاجة .. فظن الأب أن الإبن يريد أن يسأله عن شئ يخص مرحلة المراهقة أو أن يطلب منه نقود لكنه فوجئ بأن حسام يسأله : إيه ريحة الجاز اللى فى البيت دى يا بابا.

فوجئ حسام بأن أبوه يغير الموضوع ولم يجبه، فإنفرد بأمه وسألها نفس السؤال وهل هو الوحيد الذى يشم رائحة الجاز أم الجميع يشمها، ففوجئ بأن أمه تقول: عايزين باكو شاى يا حسام وخمسة فينو.

سأل حسام أخته مريم عن سر رائحة الجاز فقالت الأخت : الله أكبر ، وراحت داخلة فى المغرب، سأل اخته تهانى فقالت : الأهلى عمل ايه فى ماتش انهاردة، وهكذا .. كلما سأل اخته من اخواته عن سر رائحة الجاز غيرت الموضوع وتهربت.

اشتعل فيه الفضول أكثر وأكثر ولم يستطع أن ينام أو يأكل ورائحة الجاز تملأ حياته يشمها فى كل ركن من أركان البيت وقرر أن
...........

إكمل أنت هذه القصة



هذه قصيرة قصيرة للأطفال وأبحث عن صاحب أفضل تكملة لها لكى نبحث أنا وهو عن أفضل من يرسمها
أحمد الصباغ

Thursday, September 16, 2010

معرض صحارى - المعرض الدولى الثالث والعشرون للزراعة والغذاء لأفريقيا والشرق الأوسط 2010


المعرض الدولى الثالث والعشرون للزراعة والغذاء لأفريقيا والشرق الأوسط
من 25-28 سبتمبر 2010م
من 10 صباحاً - 8 مساءاً

Sunday, September 12, 2010

إزاى تعرف إنك بتشوف مسلسل الجماعة ؟

شاهدت؛ مثلى مثل أى بنى أدم عادى مسلسل الجماعة، ووجدت يداً خفية تتسلل إلى رأسى حاملة (عِمّة) تشبه عمة جحا، وتهم بوضعها فوق الطاسة التى تضم تلافيف المخ وفصوصه المتراصة فى داخل جمجمتى كفصوص الثوم أبو سبعة جنيه، ثم وجدتنى تدريجياً أتحول من جحا كان على وشك إضحاك الآخرين، إلى شخص فطسان على نفسه من الضحك، ليس لإن المسلسل ساخراً وغير محبوك.. بالعكس، المسلسل على قدر عالى من الإتقان الدرامى والأداء التمثيلى المحترم، لكن لإن موّرد المعلومات بالمسلسل حصل على معلوماته من مصدر مجهول، تماماً مثل السقا الذى ملأ (قربته) من بركة ماء مجهولة ثم نزل الشوارع يفرقها على قومٍ عطشى، حتى يخيّل لك أن تلك المعلومات تم الحصول عليها من رجل كان يعيش فى إستراليا من أربعين سنة، وبذلك رأيت وسمعت فى مسلسل الجماعة أحداثاً حصرية لن تراها فى سواه.. خد عندك :

1-إذا وجدت أن رجل الأمن يشع حناناً ودفئاً ومحبة ورقة، وكل همه فى الحياة ان ما حدش يلمس شوية الشباب اللى لمهم فى الزنزانة، وعنيه هتفر منها الدموع رعباً على الشباب الأبرياء.
2-إذا سمعت الإخوان يتحدثون اللغة الفصحى مع بعضهم البعض.
3- إذا وجدت الإخوان يرتدون عصابات برتقالية اللون.
4-  إذا وجدت الإخوان يتقابلون فى محلات الكباب والكفتة.
5- إذا وجدت إجتماع أعضاء مكتب الإرشاد (المحظورين) يتم فى قصر يشبه قصر عابدين.
6-إذا علمت أن الإخوان لا يجندون إلا شباب الأقاليم لإنهم صيد سهل وعندهم أزمة فى السكن والمعيشة يعنى اشتغالهم سهل.. وكأن شباب القاهرة عايشين فى نعيم أزلى.
7- إذا علمت أن الإخوان لا يجندون سوى طلبة الدراسة العملية لإنها جافة بطبعها ومش عايزة تشغيل دماغ يعنى طلبة دماغها مصدية، أما الدراسة النظرية ففيها خيال والطالب من دول صايع ومدقدق (عليك وعلى سلم الطوارئ الورّانى بإى كلية نظرية وانت تعرف الخيال صح).
8- إذا وجدت الإخوان يقاطعون المنتجات الدانمركية لحين الشوشرة على الأزمة، وبعد انتهاء الازمة: إنزل بالجبنة الدانمراكى يا إبراهيم.
9-  إذا وجدت أن جميع فئات المجتمع يملأ الخير قلوبهم وتملأ الإبتسامة وجهوههم (قاضى-وكيل نيابة-موظف-فتاة فقيرة-دكتور جامعى-قائد حرس- ظابط أمن دولة.. الخ) فئات المجتمع كلها.. فيما عدا الإخوان.
10-  إذا قال مرشد الإخوان: ياريت كان مات لنا حد فى الخناقة عشان كانت الدنيا تقوم عليهم أكتر.
11-  لما تلاقى رجل أمن كبير قلقان ومتوتر وبيدعى : ربنا يستر .. لما يعرف أن طلبة الإخوان متظاهرين فى الجامعة.
12- لما يقولولك إن الإخوان المسلمين ليهم كوادر فى الحزب الوطنى.
13- عندما توضع كل الفئات الطيبة والمغلوبة على أمرها فى كفة والإخوان المسلمين فى كفة وكأنهم قادمون تواً من قريش.
14-  لما يبقى الإخوانى مش عارف : هى الجماعة دى عايزة توصل لإيه بالظبط؟ .. أمال مين اللى يعرف.
15-  لما تعرف إن الإخوان: عندهم صبر السلاحف، فسادهم خفى وفساد غيرهم معلن، تجارتهم حلال حتى لو كانت حرام، وتجارة غيرهم حرام حتى لو كانت حلال، ، المظهر الإسلامى عندهم أهم من الجوهر، عايزين يحتكروا الإسلام لنفسهم، إسلامهم هما كامل، وإسلام غيرهم.. الله أعلم.
16- لما تلاقى مرشد الإخوان بيمد إيده للناس عشان تبوسها.
17- لما راجل الأمن يقول لرئيسة : سيادتك عارف إن الخدمة عندنا خمس نجوم ، فرئيسه يقول له: مشكلتك يا شادى إنك بتحب بتبالغ.. الخدمة عندنا أربع نجوم بس.. هأ
18- لما يقولك إن الإمام حسن البنا كان بيقسّم العيال وهما صغيرين فرقتين؛ ويلعبوا كفار ومؤمنين.. بدل عسكر وحرامية.
19- لما رجل الأمن يقول : على الأقل الفساد ممكن إصلاحه، لكن الخلاص من الفاشية تمنه ما حدش يقدر عليه عندنا.
20-  إذا وجدت أن أعضاء الجماعة بلا أهل (مقطوعين من شجرة) كل حياتهم إجتماعات فقط.
21-  إذا وجدت أن الإضاءة المسلطة على وجوه الإخوان دائماً خافتة حتى تشعر أنك تشعر لوهلة أنك تشاهد أحد أفلام تنظيم القاعدة المرسلة إلى قناة الجزيرة.
22- إذا وجدت أن وكيل النيابة يجلس على القهوة البلدى.
23- إذا وجدت أن أعضاء الجماعة يرتدون البدلة الرسمى طوال حياتهم.
24-  إذا رأيت المحجبات فقيرات وبلدى وبيئة بينما غير المحجبات أرستقراطيات وحلوات وقمرات.

فى الحقيقة، لو لم أكن على ثقة بأن الإخوان المسلمين لن يفعلوها، لكن أحلف على المصحف أن وحيد حامد قد قبض منهم مبلغاً محترماً حتى يضحكنا.. لذا فأنا أرشح مسلسل الجماعة كأحسن مسلسل كوميدى فى رمضان هذا العام.


أحمد الصباغ

Thursday, September 9, 2010

الإحتفال بالعيد خلف القمر

عزيزتى ذات العيون الواسعة .. يأتى العيد علينا بأيامه الثلاثة .. تتملئ الشوارع بالبشر الذى يحاول أن يسترق لمحة من السعادة من قلب القدر المحتوم .. واسير فى وسط الزحام .. اختبئ خلف الكحك والبسكويت وانشغل عنكِ بالبيتفور .. واحياناً أدارى حزنى خلف مذاق الرنجة اللاذع حين تداعبه قطرات الليمون .. ومع رائحة الشوارع فى العيد؛ أتذكر عطرك الأخاذ؛ الذى كان ميعادى معه هو عيدى الذى أحتفل به كل صباح.
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. لا تظنى لعبى بالبلالين مع الأطفال هو أنشغالُ عنكٍ .. لكنه تمسك الميت بالحياه وهم يلحدونه .. يأتى العيد على البشر فيكسو الدنيا سعادة وبهاء .. وأظل أنا وحيداً بداخلى .. أعانى غربة البعد عنكِ، ورحيل إبتسامتك خلف الغيوم.
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. الجميع لا يعلم سر عشقى للقمر، وقضاء الليالى متأملاً فى هالته البيضاء الفضية المطلة على السماء الدنيا .. الجميع لا يعلم ما اعلمه .. ولن يصدقوا ما أؤمن به .. وسيتهموننى بالجنون إذا علموا أننى أؤمن تمام الأيمان أنكٍ الأن تسكنين خلف القمر .. أو فى أطرافه المترامية .. حيث لا يعلم إنس خبراً عن مكانكِ ولا جان .. أنا فقط بمناجاتى للقمر أناجيكٍ .. وأصل إليكى بروحٍ مشتاقة، وقلبُ ولهان، ووجهٍ متشاقٍ لأنفاسك الساخنة
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. كنت أتمنى أن تحتفلى معى بالعيد .. لكن هكذا المخلوقات النورانية .. لا يملكون قراراً بالإندماج بين البشر .. كنت أتمنى أن أحتفل بالعيد مع فنجان من القهوة تصنعه يديكٍ وترتشفه شفتاى مشفوعاً بقبله تاريخية لجبينك .. لكن ما باليد حيلة .. مضطر الأن أن اتظاهر بالفرحة أمام الناس
عزيزتى ذات العيون الواسعة .. سأتركك الآن وأذهب للإندماج فى أطباق الحلوى والكحك والبيتيفور .. والذوبان فى قلب طبق كشرى كثير الشطة قليل الأرز .. والرحيل إلى عالم الأسماك المملحة، وسأرسم على وجهى ابتسامة واسعة فى وجه كل من يقابلنى .. وسأهتز طرباً مع أغانى العيد ومع لهو الأطفال فى الشوارع .. وسيظننى الجميع سعيداً .. سيظننى الجميع مبتهجاً
أنتِ وحدكِ تعلمين سرى

أحمد الصباغ

Monday, September 6, 2010

الأكل على مائدة الرحمن

أنت مثلى حلمت طوال سنوات أن تشارك مئات من الصائمين الجائعين متعة الأكل فى مائدة الرحمن التى طالما رأيتها على ناصية شارعكم أو فى المسجد القريب من بيتكم .. أن مثلى كثيراً ما حاولت أن تتخيل طعم الاكل الذى صنعوه طباخون متطوعون .. أنت مثلى حلمت وفكرت لكنك لا تجرؤ على الجلوس وسط الفقراء اعتقاداً منك – ومنى – ان منظرك هيكون حرج وإن رآك قريبك ستكون فضيحتك بجلاجل بل تخشى أن ينظر لك منظم مائدة الرحمن ويستنكر مظهرك الذى لا يبدو عليه الفقر ووجودك وسط الناس المفترض أنهم فقراء..
لكنك لست مثلى وحظك ليس مثل حظى الذى ساعدنى على أن نال من موائد الرحمن نصيباً كبيراً .. وحدث هذا تحديداً مرتين خلال عام واحد وهو العام قبل الماضى.
المائدة الأولى .. كنت معزوماً عند أقاربى فى السيدة زينب وهاجمنى أذان المغرب وبينما أنا أحاول الركوب من ميدان السيدة عائشة لإستكمال المشوار لكن لإن سائقى مصر صائمين بالطبع فلم أجد وسيلة مواصلات فقررت التسكع مشياً واستكمال الطريق على قدمياً وبينما أنا فى شارع القلعة الكبير الخالى من المارة وقت الإفطار هاجمنى إثنان ظننتهم فى البداية قطاع طرق لكن ما لبثت أن علمت أنهم أصحاب مائدة رحمن مهجورة يبحثون لها عن زبائن .. ابديت الكسوف والخجل وشكرتهم وقولت اننى معزوم عند أقاربى فى شارع الصليبة لكن يبدو أن الكرم دفعهم لحملى ووجدت نفسى أمام صينية بطاطس تحوى ثلاث قطع ضخمة من اللحم الممتاز بالاضافة لطبق ضخم من الأرز والفتة والسلطات وغيره وفعلت فى الطعام ما يفعله اللص فى مال اليتيم وذهبت إلى أقاربى ببطن شبه البطيخة الكبيرة.
المائدة الثانية.. كانت حينما دخل بنا الميكروباص طريقاً غير الطريق المعروف له وهاج الركاب وماجوا وصرخوا ان المغرب فاضل عليها دقيقتين وهنا فاجأنا السائق مثلما فاجئ فريد شوقى زكى رستم فى رصيف نمرة خمسة أن دخل بالميكروباص الى داخل مائدة رحمن ضخمة بها مئات وربما ألوف من البشر .. ليس الغريب أن الأرز كان محروقاً والطعام شايط وليس الغريب ان السلطة كانت حمضانة وليس الغريب أن اللحمة كانت تشبه الكاوتش لكن الغريب أن المفطرين بهذه المائدة كانوا يتنازعون ويتصارعون ويتقاتلون على الطعام.
وإلى لقاء فى موائد أخرى بإذن الله.

أحمد الصباغ
a

Friday, September 3, 2010

شهادة ميلاد كاميليا شحاتة زاخر

إضغط على الصورة للتكبير
قال الشيخ محمد ابو يحيى ان كاميليا قد تركت له هذه الشهادة ضمن مستندات اخرى عند اشهار اسلامها والعهدة على الراوى وما على الرسول الا البلاغ .. والله اعلم

عندما تواجدت فى مكانين فى ذات الوقت

الأضواء الخافتة التى يميل أغلبها إلى الإصفرار.. العرق الظاهر على حوائط الجامع الأثرية الضخمة المتهالكة، همهمات الذِكر وقراءة القرآن التى تملأ سماء المسجد الصغير.. الشيخ الطاعن الذى أنهكه تعب الصلاة فقرر أن يستلقى على ظهره ويذهب فى نوم عميق إلى ميعاد السحور.. ساعة المسجد التى تشير إلى الحادية عشرة مساءاً.. نسيم الهواء الذى يحمل روائح السيدة زينب إلى هذا المسجد الأثرى القديم.. الشباب التسعة الذين يتناثرون فى ساحة المسجد والذين تلمع أعينهم بالدمع وتعرفهم بسيماهم من أثر السجود.. قريبى الذى أخذنى معه فى تلك الليلة للإعتكاف تلك الليلة بذلك المسجد ثم وقف يقرأ فى وجهى آيات الإندهاش والإنبهار بهذا الجو الإيمانى العجيب.
***
الأضواء الفوسفورية التى تضئ شارع البورصة بوسط البلد فتحيل الليل إلى كرنفال، المقاهى المتراصة فى الشارع ليتحول الشارع كله إلى مقهى ضخم، مئات الشباب الذى هرب من الأجواء الرمضانية ليضج إستمتاعاً بنسيم الليل العارى من تكلفات النهار.. الفتاة التى تجلس بالقرب منى وهى ترتدى جيبة جينز قصيرة وضيقة، الجروب الأجنبى الذى يجلس بلا ملابس فى المائدة القريبة، دخان الشيشة الذى يملأ سماء الشارع بالكامل والذى يتصاعد من عشرات الشيش فى أيدى الجميع.. ساعة المقهى التى تشير الى الحادية عشرة مساءاً، الفتاة غريبة الأطوار التى تجلس وحدها وترتدى من الملابس ما قل ودل فى إنتظار شخص ما، ثم يأتى الشخص شاب غريب الأطوار يرتدى قميصاً مفتوحاً وسلسلة ذهبية ويرسم وشماً عجيباً على ذراعة الضخم، يمسك يد الفتاة فى خشونة ثم يسحبها بعد تبادل كلمتين قصيرتين ثم يتجها إلى حيث قضاء الليلة.

***
غادرت المكانين مترنحاً..

أحمد الصباغ

Sunday, August 29, 2010

الرسالة الأخيرة

عزيزى محسن شكرى
أهنئك بعيد ميلادك العشرين وادعو لك بمزيد من التوفيق والنجاح والتألق فى حياتك العملية بعد ذلك التوفيق المبهر فى حياتك الدراسية.

اخوك حسن عبد المجيد
22/5/1981

***

عزيزى محسن شكرى
اهنئك بعيد ميلادك الخامس والعشرين وادعوا لك أن يرزقك الله العمل ويفك كربك ويخرجك من سجن البطالة إلى ساحة الإبداع.

اخوك حسن عبد المحيد
22/5/1986

***

عزيزى محسن شكرى
أهنئك بعيد ميلادك الثلاثين وادعو لك بالزوجة الصالحة.

اخوك حسن عبد المجيد
22/5/1991

***

عزيزى محسن شكرى
اهنئك بعيد ميلادك الخامس والثلاثين وادعو الله أن يفك سجنك

اخوك حسن عبد المجيد
22/5/1996

***

عزيزى محسن شكرى
اهنئك بعيد ميلادك الأربعين وادعو الله أن يرجعك بالسلامة من بلاد الغربة وان يطمئنا عن أخبارك التى انقطعت.
اخوك حسن عبد المجيد
22/5/2001
***

عزيزى محسن شكرى
أهنئك بعيد ميلادك الخامس والأربعين وأرجو أن تكون بخير  فنحن لا نعلم عنك شيئاً منذ سنوات ونرجو لو كنت على قيد الحياة أن تطمئنا على أخبارك

أخوك حسن عبد المجيد
22/5/2006

***

عزيزى محسن شكرى
عشت على أمل جميل أن أهنئك بعامك الخمسين لكن يبدو أن القدر قد قال كلمته منذ زمنٍ بعيد.. أتمنى لك الرحمة.. إلى لقاء فى الآخرة

أخوك حسن عبد المجيد
22/5/2010

********************

عزيزى حسن عبد المجيد
لا أعلم هل تذكرنى أم لا.. أنا صديق شبابك محسن شكرى الذى كان ينتظر منك طيلة السنوات الماضية رسالة واحدة تطفئ نيران الغربة لكن يبدو أن الحياة قد شغلتك مثلما شغلتنى أو أن خدمة البريد فى مصر لازالت رديئة.. على كل حال لقد رجعت إلى مصر وادعوك – إن كنت لاتزال على قيد الحياة – لزيارتى فى قصرى الجديد وقضاء يومٍ معى ومع أولادى الخمسة.. فلست متأكد هل يسمح العمر لنا بمثل هذه الفرصة مرة أخرى أم لا.

أخوك محسن شكرى
25/8/2010


أحمد الصباغ

Saturday, August 28, 2010

مأمأة البصل

الهدايا – أى هدايا فى الدنيا – تشرح القلب وتفرح العين سواء كان غلا ثمنها او خف حملها فهى الشئ الوحيد الذى يشعرك بأن لك أهمية عند بعض المغفلين.. وبأن هناك شخص قد وضع يديه فى جيبه – بإرادته – وهو أمر عسير هذه الأيام – لكى يشعرك بسعادة ما..

ولكن هناك أنواع عجيبة من الهدايا تأتى بها أنواع عجيبة من البشر وهم يبادلونك نظرات عجيبة مثل الأنواع الأتية :

اختك تجيب لك جوزين شربات وهى تنظر بأسى إلى أصابعك الذى تطل من ثقب الشراب.

صديقة تجيب لك (زبدة كاكاو) وهى تنظر بأسى إلى شفايفك المتشققة.

أمك تجيب لك (علبة كريم) وهى تنظر بأسى إلى يديك المقشفتين.

صديق يجيب لك (فلاية) وهو ينظر بأسى إلى شعرك.

وقديماً قالوا بصلة المحب خروف، فتجد أن كل معارفك قد اعتبروا أنفسهم من نوعية (محب) وأتوا جميعاً وهم يحملون بصل، وتخيل عندما يعطيك صديقك بصلة وهو يبتسم ويقولك كل سنة وانت طيب يا أغلى الناس، وصديقتك وقد أجزلت العطاء وتعطيك بصلتين (مرة واحدة) وطبعاً لإنهم (محبين) فيجب أن تستمع إلى (مأمأة) هذا البصل الخروفى فى سعادة .

صحيح إننى على مدار حياتى أفرح بالهدايا المادية مثل زجاجات العطر والملابس والأجهزة والعزومات أكثر من الهدايا المعنوية مثل الكروت والورود والحاجات اللى ما بتأكلش عيش دى، لكننى إكتشفت أن هذه الهدايا المعنوية 

هى التى تدوم وتظل ذكرى جميلة لناس غالباً لم يعودوا فى حياتك، كلماتهم تبقى ورائحتهم تظل فى الأوراق والكروت، وتوقيعاتهم المؤرخة تحفظ الزمن فى كارت صغير، لذا فأنا لدى ما أسميه (درج الذكريات) يضم مئات من الهدايا التذكارية والأوراق والكروت والصور الشخصية (آه نسيت أقول إن كل أصدقائى عبر التاريخ من النوع الفقرى بتاع الهدايا المعنوية) وكل عام أفتح الدرج وأسترجع الذكريات؛ ما عدا الذكريات الأليمة أتجاوزها.. لإنى مش غاوى عكننة.

والسؤال الذى يطرح نفسه على رأسى فى كل عيد ميلاد هو :
هل ينبغى أن نهنئ الشخص الذى زاد عمره عاماً أم أننا يجب أن نواسيه على هذه المحنة؟
والحقيقة التى يجيب بها عقلى الباطن دائماً أن زيادة عمر الإنسان عاماً هى كارثة محققة.

وتخيلت لو أدرك الناس هذه الحقيقة فصار تقليد عيد الميلاد أن يقوم الشخص بعمل صوان يشبه صوان العزاء ليتلقى التعازى فى ذكرى ميلاده ويبدأ الأصدقاء فى مواساته على تلك السنة الضائعة من عمره قائلين :
البقية فى حياتك يا أخى ولسه فى سنين باقية فى عمرك ما تزعلش وشد حيلك.

لأ فكرة بايخة..
حتى لو كان الإحتفال بعيد الميلاد نوع من أنواع التغفيل فسيظل حدثاً جميلاً خلال العام أنتظره من العام إلى العام، وأترقبه كلما دقت عقارب الساعة قائلة: إن الحياة دقائقُ وثوانى.

أحمد الصباغ

Monday, August 23, 2010

كفاية نورك عليّا

 أرجو أن يكون كلامى اليوم خفيفاً عليك وسامحنى على الكم الهائل من الأخطاء الإملائية التى ستجدها فى هذا المقال فأنت تعلم أن وقت إنقطاع النور قد إقترب وأن الساعة التاسعة صباحاً أى أن العطش يعصف بى الآن ويمنعنى من التفكير.. فليلة الأمس كان المياه مقطوعة ولم أشرب قبل الفجر وقطعوا النور عند المغرب فلم أفطر بل قمت بإبتلاع صابونة أثناء محاولة غسل وشى من قطرات الندى فى الصباح الباكر وتحولنا إلى لاجئين نطلب مساعدة الأمم المتحدة وسمعت أن منظمة الصحة العالمية على وشك إرسال (موّلدات) لقهر الظلام

كانت من طقوسى العتيقة أن النور إذا إنقطع اتيت بشموع وشغلت أغنية كفاية نورك عليا للعندليب وعشت لحظات من الرومانسية الهادئة واخليت نافوخى من زحمة الحياة وألقيت عن عاتقى هموم النهار وكنت انتظر لحظة انقطاع النور بالاسابيع وربما بالأشهر .. أما الأن فنحن نعيش حالة من إنقطاع النور الدائمة لذا فأنا فى حالة (كفاية نورك عليا) دائمة وأسعار الشموع ولعت فلم نعد نولع الشموع بل أصبحنا على وشك أن نولع فى نفسنا فقد أصبح الجو فى مصر حار جحيماً صيفاً على أد حاله شتاءاً .. سامحنى يا صديقى فإن الظلام يعبث بالنفس ويجعلها أمارة بالسوء ولن ألعن شيطانى اليوم فإن الشياطين كما تعرف مسلسلة فى رمضان (اى على شكل مسلسلات) ولعلك تتابع ما لا يقل عن سبعة مسلسلات أى أنك فى الأيام العادية يكون لك شيطان أما فى رمضان فيصبح لديك شياطين عديدة لكن كلها مسلسلة.

وحيث أن ميعاد إنقطاع النور قد أتى لتكتمل ثلاثية (إنقطاع النور - إنقطاع الماء - إنقطاع الهواء) فهيا بنا نعمل حاجة مفيدة ونذهب لزيارة متحف محمد محمود خليل فغالباً هيبقى فيه إضاءة دلوقت

أحمد الصباغ

من روائع الإستيتيوهات

 نتفق أن كل شخص لدية حساب تمليك على الفيسبوك ومربع (استيتوس) مجانى يستطيع أن يكتب ما يحلو له بغض النظر عن المتطفلين أمثالى، لكن حيث أننى صديق لدى بعض هؤلاء المُلاك فإننى أعطيت لنفسى الحق أن أتطفل عليهم وأزيد من خنقة الحر عليهم حتى أزيدهم ثواباً فى هذا الشهر المفترج، وبمناسبة الحديث عن الشهر المفترج وفى غضون عشر أيام (اسمح لى أقولك غضون يعنى) مر على عينى عشرات الجمل والعبارات التى تحمل معها لهب مثل اللهب الذى يخرج من بق التنين ساعة الغضب، ورغم أننى غير معنى بإىٍ منها إلا أننى قد سمحت لنفسى بكتابة هذا المقال العابر ونقل بعض هذه الجمل (بتصرّف) طبعاً حتى لا يغضب الأصدقاء من التسييح لهم على الملأ الفيسبوكى :
-----------
1
كل يوم اكتشف ان واحد من صحابى طلع زبالة وانا اللى كنت فاكره بنى ادم بجد
2
اسلم حل للتعامل مع الاصدقاء الزبالة هو مسحهم من حياتك واكيد هما عارفين انى بتكلم عليهم
3
الناس اللى بتتنطط على خلف ربنا وفاكرين نفسهم حاجة يلموا نفسهم شوية
4
ودينى لأربيه واعرفه انا مين وهيشوف ايام اسود من وشه
5
بعض الناس لازم عشان تعرف تتعامل معاهم تكون زبالة زيهم 6 لما صاحبك يتنطط عليك يبقى مفيش غير انك تديله بالجزمة
7
اصعب حاجة انك بعد عشرة سنين تكتشف ان اعز اصدقائك حقير وحيوان
8
وحياة أمه لأخليه يمسح الاكونت بتاعه
9
عامل نفسه فاهم وهو حمار ولا بيفهم حاجة .. والكلام ليكى يا جارة 10 الناس الى ما بتفهمش فى الفن ياريت تغور من البروفايل بتاعى
---------

بداية اسمح لى حتى لا تبدأ فى تشغيل الفكاكة والفهلوة والفتوى ان اصدمك واقول لك ان هذه الكتابات هى لأشخاص غاية فى الاحترام ليس بشهادتى المخرومة ولكن بشهادة أغلب من يعرفهم شباب ولاد ناس متربيين على الفيسبوك والهوتميل والمناطق الراقية، كما لن أحدثك عن كمية التشجيع والمواساة والدعم المعنوى التى يلقاها هؤلاء الأصدقاء من أصدقاءهم على غرار : يسلم ايديك انا بقول ان العالم الزبالة دول لازم الواحد يبقى زبالة معاهم. حتى تكتشف أن الفيسبوك تحول بقدرة قادر إلى مقلب زبالة عمومى وذلك .. فى الشهر الكريم.

وقد خرجت من هذه العبارات او الإستيتيوهات إن جاز التعبير بعدة وظائف جديدة للفيسبوك تدخل ضمن قائمة الوظائف الإجتماعية له:
1-تربية أصدقاءك أون لاين.
2- التسييح لأصدقاءك اللى انت متضايق منهم.
3-إلقاء كل التهديدات التى تكمن فى داخلك والتى لا تستطيع بأى حال من الأحوال أن تلقيها فى أرض الواقع لإنهم ببساطة هيلطشولك.
4- إخراج كل مكمون الشائم بطريقة مهذبة ولطيفة ولا تلزق فى احد بعينه ولكن يمكن لأى شخص أن يأخذها على نفسه

فى النهاية.. اقول
يضاف إلى قائمة العبقريات المصرية فى إكتشاف استخدامات جديدة لأى شئ خلقه ربنا او اخترعه مخلوق؛ يضاف إكتشاف استخدام الفيسبوك كوسيلة للتلقيح بالكلام على الأصدقاء وتهديدهم وسبّهم وشتمهم.

ورمضان كريم
أحمد الصباغ




Tuesday, August 10, 2010

غسيل الروح

منذ نعومة أظافرى وأنا عبدٌ منيب إلى الله أصوم وأصلى التراويح وأتهجد واعتكف وأقيم الليل وأتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار..

لماذا أبدأ كلامى بكل هذا الكذب..؟
هل لأدارى خيبتى التى هى خيبة من نوع خاص تمتزج فيها الويبة مع الوكسة فى مزيج فريد ونادر، أم لإن ذنوبى مترامية الأطراف لا يعجز عن وصفها الصدق وإنما قد ينجح فى إخفاءها الكذب عن من يقرأ هذا المقال مغشوشاً فى كاتبه متوسماً فيه الخير والإنابة..

يارب عدتُ إلى رحابك تائباً..
مستسلماً..
مستمسكاً بعراكَ
أدعوك يارب تغفر ذلتى..
وتعيننى..
وتمدنى بهداكَ..

يشدو نصر الدين طوبار فتدور نفسى حول محورها واتحول إلى كائن شفاف للحظات فيشتعل فى جسدى الأمل فى نيل مغفرة وأخرّ ساجداً.. لكن ذنوب عام كامل تصبح فى جنبى كسيفٍ مغروس فأنتفض كوتد فى صحراء اليأس.. 

فإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده..
فاسأله: من ارباك..؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره..!
فاسأله من أسراك؟

وأطوف ليلاً على النبتِ والبدر والمخلوقات، فأجِدَهم جميعاً مُنشغلين بطوافٍ حول الذات، منهمكين بالذكر، خاشعين بالعبادة، فأهيم وحدى مستسلماً لشعاع ضوء يأخذنى كما تأخذنا الأحلام فى جوف نومٍ عميق.

تأتى الليلة الأولى فيعلن المفتى أن غداً رمضان.. ونهلل ماسكين الكرة الكَفر فى إيدينا البريئة التى لم تُلوث بعد.. 

مرحب شهر الصوم.. مرحب
لياليك عادت فى أمان.. 
بعد إنتظارنا وشوقنا إليك.. 
جيت يا رمضان 

نحمل الفوانيس التى تضئ فى ليل القاهرة كنجوم صغيرة فى كوكب مظلم، تلسعنا شموعها فتخرج الوحوحة مع كلمات.. 

وحوى يا وحوى.. إياحا 
..تأخذنا الفرحة فنستزيد من الوحوحة.. 
وكمان وحوى .. إياحا
ثم نتساءل: 
رحت يا شعبان ؟؟
فيجيب شعبان : إياحا
تملأؤنا الفرحة فنستزيد من التأكد .. 
جيت يا رمضان ؟؟ 
فيرد رمضان : إياحا
ويبدو أن إياحا تعنى أوك بلغة لم نعرف لها معنى حتى كبرنا..

أفيق من ذكرياتى على صوتٍ ينادى:
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان، لا أوحش الله منك يا شهر الصيام يا شهر القيام والتراويح والتسابيح، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران
رمضان كريم..


أحمد الصباغ

Saturday, July 31, 2010

متعة الزواج من مذيع

وبعد أن قتل المذيع زوجته وسيـّح لها فى جريدة الأهرام واصفاً إياها – الله يرحمها - بإنها كانت تطارده مطارده الذئاب، وإنها كانت (طخينة) فى حين إنه - يا عينى - كان مغلوباً على أمره لإنه خريج المدارس الأزهرية – إبن الناس – العفيف – الوسيم – أبو شامه على جبينه، وبعد أن طلبت أسرته بضم درره الثمينة التى كتبها فى جريدة الأهرام إلى ملف القضية، لا أجد غضاضة – اسمحولى اقول غضاضة فى وسط الكلام – أن أؤكد أن الزواج من مذيع؛ هو متعة رفيعة المستوى لا تقدرها سوى البنت الحكيمة خدى عندك:

أن تتزوجى من مذيع يضمن لكى موتة فل، لا تحلم بها أى فتاة فى سنك، يهتم بها الإعلام وكإنك الاميرة دينا الله يبشبش الطوبة اللى تحت راسها، ويضمن لكى الشهرة التى طالما حلمتى بها (وانتى عايشة) ويحقق لكى نجومية تحسدك عليها كل فتيات جيلك.

أن تمتلئ الصحف بصورك (وانتى بتبوسى جوزك المذيع) .. بالطبع سيكتب عنكى فى الجريدة القومية مقالاً هو الأطول فى تاريخ المذيعين.

أن يكتب عنك فى تلك الجريدة القومية فى نفس ذات الشهر الذى تجلى فيه صاحب شعر الصدر الأشهر (تمورة) على صفحاتها فتصبحين – بعد قتلك – فى مقام نجمة الجيل، تنالين من الشهرة ما لم تناله اى مرات دكتور أو مرات مهندس أو مرات حتى ممثل عادى، أو أى نجمة جيل آخرى.

أن يمصمص المجتمع كله شفايفه مرة واحدة تعاطفاً مع زوجك المذيع الذى لم يتردد فى كتابة مذكراته فى الاهرام وكإنه فى رحلة خلوية وليس داخل على إعدام.

أن تتصدر صورة زوجك صحف الصباح والمساء والتلافزيون بل والراديو وأن يصبح إسمه أشهر من نار على عَلم، وهو حلم أى واحدة بنت ناس لراجلها.

أن تكونى دافعاً لإن يدخل كل شباب مصر كلية الإعلام قسم إذاعة.

أن يطلب أهلك جوزك المذيع أن يدخل مقاله فى الجريدة القومية ضمن ملف القضية.. كدة بلا خشى ولا حيا.. يا صلاة النبى أحسن.

أن يجد زوجك كمية من الوقاحة تكفى لإن يطعن فى أخلاقك وكرامتك بعد قتلك.. ماهو اللى خلاه أصلاً طعنك إنتى شخصياً مش هيطعن فى أخلاقك.

وأخيراً.. أن تصبحى زوجة راجل مذيع أريح لك من أن تصبحى زوجة رجل مهم.


أحمد الصباغ

Thursday, July 22, 2010

فيديو تحويل ذكر إلى أنثى


عزاء واجب

خالص التعازى للصديقة الباحثة فاطمة الزهراء (زهرة الفقى) - باحثة الماجستير عن المدونات و المشاركة السياسية - فى وفاة أخوها (حسين) وزوجته (ريم) و طفلتهما (ريتاج) فى حادث بالطريق الصحراوى فجر 17 يوليو الحالى


--------------

ونشاطر الصديق أحمد سوو الأحزان لوفاة إبن خاله ربنا يرحمه ويصبر أهله 

Monday, July 19, 2010

تحميل - سهرة فى الحسين - صورة غنائية إذاعية قديمة رائعة

عائشه حسن
غناء عباس البليدي,عبد الغني السيد,سيد مكاوي, محمود شكوكو ,شفيق جلال, 
والمجموعه 
عبد المنعم أبراهيم,صلاح عبد الحميد ,بالأشتراك مع أوركسترا الأذاعه
تأليف فتحي قورة
ألحان سيد مكاوي
أخراج مصطفى أبو حطب

Saturday, July 17, 2010

والله زمان يا زراعة

مالقيتش غير تفسير واحد لنبوغ خريجى كلية الزراعة فى كافة المجالات الإبداعية.. فشلهم الذريع فى كافة المجالات التانية..

تسألنى عن موسم القطن، وعن حصاد القمح وعن أوراق الجوافة وأمراض العنب ودودة اللوز.. فأبدوا فى غباء فرس نهر فى فترة الرضاعة، لكن تحدثنى فى السياسة والأدب فتجدنى أجمع الفتاوى والمعلومات من كل فج عميق، رغم ما تكبدناه من (سكاشن) كان السكشن ينطح السكشن وكانت التدريبات العملية تتراص كالبنيان المرصوص حتى يمتلئ العام الدراسى عن بكرة أبيه بالمذاكرة والعملى والتدريب.

فى كلية الزراعة تجد أعظم فرق المسرح فى الجامعة وتجد أقوى فرق الكرة، ويشتد النشاط الفنى على الحامى وتنتشر الأسر إنتشار النار فى الهشيم، وتنطلق الرحلات المكوكية إلى السواحل والصحارى والحدائق والذى منه، يضيف الدكاترة ساعات وساعات إلى المحاضرات والسكاشن ويضيف الطلبة رحلات وحفلات إلى عمر العام الدراسى، والنتيجة إن جميع رموز كلية الزراعة قد إتخذوا مواقعهم فى السينما والرياضة والسياسية والإدارة، وتركوا العيش لخبازينه من الفلاحين والمزراعين الذين لم يحتاجوا شهادة من الحكومة بإنهم مهندسين زراعيين.

وأنا قد تخرجت من قسم تكنولوجيا حيوية أى تجرعت الكيمياء والهندسة الوراثية ولم أتجرع شيئاً عن الزراعة ذات نفسها، لكن أول ما تخرجت كان النصيب أن التحق للعمل بإحدى المزارع فى المناطق الصحراوية الجديدة.. وكانت وظيفتى الإشراف على صغار العاملين الفلاحين الذين يقلّمون ويجمعون ويحصدون ويرشون الزرع بالمبيدات ويقطفون الثمار الخ الخ .. وكانت المفاجأة مروعة.. تمثال رمسيس واقف وسط العمال والمزارعين والعاملات.. خيال مآتة يقف فى وسط الأرض الزراعية المباركة، فأزيدها من فضل الله بركة على بركتها، أحتاج بشدة لمن يبوسنى ويضعنى جنب الحيط.. ايييه والله زمان يا زراعة.


أحمد الصباغ
جريدة الشارع

حالة م الجنون - ديوان جديد بالعامية - إيمان معاذ


"حالة م الجنون" ديوان جديد بالعامية


ألف نيلة ونيلة - الكاتب محمد حسن


توقيع ألف نيلة ونيلة ببدرخان

Sunday, June 27, 2010

مذكرات كوبرى قصر النيل


عندما استيقظ الانسان الأول من النوم، وجد المياه تجرى فى الانهار، كان سعيداً أشد السعادة، وظل يقربع منها دون أن يهتم بشئ، حتى كبر الإنسان ودخل الجامعة واكتشف انه حتى يذهب إلى جامعة القاهرة فلابد أن يعبر ذلك النهر المبلول بالمياه، وفكر وقدّر؛ فقتل كيف قدر، فلجأ إلى بناء الكبارى على الانهار وهى أجسام يعبر عليها دون أن يقع زرع بصل فى النهر، بنى طريقاً من الخرسانة وألواح الحديد أستخدمها فى العبور الناجح من على المياه، ثم بعد فترة إكتشف أن الاطفال تترك أيدى أباءهم ونسمع صوت طشششش، ونجد هؤلاء الاطفال الأبرياء (والله ولا أبرياء ولا حاجة دول مجرمين) واقعين فى النهر زرع بصل.

 هنا لجأ الانسان العبقرى إلى إنشاء ما يسمى بسور الكوبرى وزرع عليه أعمدة كان الهدف الاساسى منها الانار (وليس الدعارة) ثم لما تطور الإنسان واكتشف أن نور ربنا موجود وأن الشمس تقوم بواجب اضاءة معتبر لجأ لاستخدام عواميد النور لتلبية أغراض أخرى لا داعى لذكرها.. الآن.

وهكذا كنتُ أول كوبرى ينشأه المصريون فوق النيل حتى يعبروا على جسدى من ميدان التحرير إلى الجيزة، وقاموا فى البداية بفرض رسوم عبور على جسمى حسب نوع المار بالجسر، فالرجال والنساء ربع قرش والاطفال والغزلان معفيين من الرسوم (أى والله كان بيعدى من عليا غزلان) والعربات المليئة بالبضائع قرشين والعربيات الفارغة قرش واحد يا بلاش.

وتمر الأيام ويكبر المصريون ويتنصحوا ماشاء الله.. ويعلموا أن النيل ذو سحر مبهج وجمال أخاذ، فظهرت فئة منهم ممن يتميزون بالبلطجة،  نشروا الكراسىٍ البلاستيكية، ووضعوا بجوارها عربات حمص الشام الساخن واغروا العشاق بالجلوس عليها على أن يأكلوا الذرة المشوى والترمس مقابل عدة جنيهات وهكذا تحولت وظيفتى من نقل البنى أدمين من ضفة النهر إلى الضفة الأخرى.. إلى احتواء البنى أدمين فوق ظهرى لإقتناص لحظات من الحظ والسعادة والحب.

ثم أتت مرحلة جديدة قالت البلدية فيها كلمتها ورفضت كل كرسى وكل جالس وأصرت على أن ممارسة الحب على الواقف أكثر صحية، فقام العشاق من على كراسيهم كالوتد، ووقف كل عاشق بجوار عمود نور من أعمدتى وقال كلمته دون أن يراه سوى عدة ملايين.

ولقد سمعت هذا الحوار ذات مرة يدور فوق إذنى:
هى: بحبك أوى يا أحمد.. هتيجى تكلم بابا أمتى؟
هو: وانا بموت فيكى.. بس لازم نتعرف على بعض اكتر.
هى: طب ما احنا يا نن قلبى ماشيين مع بعض من ست سنين.
هو: أيوة يا مهجة عيونى بس ما جربناش الكوبرى ده.
هى: طب ما انت يا حبيبى اللى ساكت.. ياللا نجربه..

وبعد ما جربونى، أحمر وجهى خجلاً، وصار الاف من العشاق يقومون بتجربتى كل يوم.. إلى أن اكتشفت – فى يوم من ذات الايام – انهم لا يجربوننى ولكنهم يجربون بعض.

كح كح كح
كدت أن أختنق هذا الصباح عندما جاء شاب غريب وربط حبله حول أحد أعناقى المضيئة، وكأنه لم يكتفى بما فعله على كتفى منذ يومين عندما جاء مع بنت الجيران (كانوا بيجربونى) لكنه اليوم أتى غاضباً حزيناً مهموماً حاولت أن أتذكر الحوار الذى دار بين هذا الشاب وبين بنت الجيران :

هو: عفاف حبيبتى أهلك واقفين فى طريق حبنا.
هى: ولا مخلوق يقدر يبعدنى عنك لحظة.
هو: لأ احنا مش فيلم عربى.. انا لا عندى شقة ولا مهر ولا شبكة ومش لاقى شغل.. بس انا يا حبيبتى بحبك وتعبان ومحتاجك معايا.
هى: وانا مقدرش اعمل حاجة حرام من ورا اهلى.
هو: أمال بتعملى من قدام اهلك عادى؟ حبيبتى انا ما اقصدش كدة، انا اقصد انهم يوافقوا نقعد فوق سطوح بيتكم مؤقتاً، وأبوكى يشغلنى عنده فى الورشة لحد ما ربنا يفرجها..
هى: حاولت كتير معاه لكنه منشف دماغه.. اهئ اهئ اهئ
هو: (تنزلق من عينيه دمعه إلى النيل) انا مش هقدر اعيش من غيرك لحظة.. خلاص أنا اخدت قرار

ثم جاء اليوم حزيناً ومعه حبل، ربط طرفاً فى عمود، والطرف الاخر فى رقبته، ثم توقف للحظة نظر فيها إلى شئ بعيد لم اعرف ما هو (لكن عرفت فيما بعد أن حبيبته تسكن بولاق أبو العلا) ثم قفز .. هوووب فى الهواء ليتدلى جسده من فوق جسدى ولتنفصل رأسه عن جسمه ويبقى الجسم متعلقاً بقليل من فقرات العمود الفقرى..

أكثر ما آلمنى أن حبيبته بعد ذلك أصبحت تأتى كل يوم وحيدة إلى هذا المكان.


أحمد الصباغ