Friday, March 12, 2010

أديب الحوائط .. محمود عبد الرازق عفيفى

محمود عبد الرازق عفيفي هذا هو إسمه أما لقبه فمن عندي، و هذا اللقب لم يأتي من فراغ، أتذكر الآن و كل يوم و لا أنسى رحلاتي الى وسط البلد باستخدام مترو مصر الجديدة منذ اوائل التسعينات و حتى وقت قريب، من منا لم يقرأ اسم محمود عبد الرازق عفيفي على جدران المترو ذهابا و ايابا من وسط البلد؟ هذا الأديب المغمور المجنون الذي خلدته الويكيبيديا كما أراد و ربما لا يعرف ذلك!

محمود عبد الرازق عفيفي كاتب وأديب مغمور اشتهر بلقب أديب الشباب، وشهرته المحدودة أتت من تلطيخه لجدران شوارع القاهرة معلنا فيها عن نفسه وعن كتبه، ارتبط بعلاقة حب مع المطربة منى عبد الغني ثم فارقها ليعيش وحيدا في منزله بمقابر الإمام الشافعي وليؤلف الكتب التي ينشرها على نفقته الخاصة، اعتزل الكتابة نهائيا.
تسببت الكثير من كتاباته في إثارة المشكلات لاحتوائها على بعض الألفاظ البذيئة.

مؤلفاته
كلام على ورق بفرة.
الإسلام والجنس.
الألوهية والجنس.
حكاوي الغواني.
سيدي المسيح عفوا.
هذا قرآني.
إجهاض الحرية.
أشهر ما قرأت له على "حوائطه" هو تظلمه الدائم للرئيس مبارك عن اضطهاد جهات الرقابة على النشر على مؤلفاته، لم أعرف عن مؤلفاته سوى ما رأيته عن الحوائط مثل هذا قرآني و حكاوي الغواني و الألوهية و الجنس أما الباقي فعرفته من الويكيبيديا، بحثت عن كتبه بلا طائل و يبدو أن الرقابة كانت قوية فعلا!
الى أن وقعت صدفة على كتابين له في سور الازبكية مؤخرا كما لو كنت وقعت على كنز حقيقي فاشتريت الكتابين، هذا قرآني و حكاوي الغواني، بدأت بالأول لأني تعجبت من أن يكتب عن القرآن في نفس الوقت الذي اشتهر فيه بكتاباته عن الجنس، و تعجبت أيما تعجب عندما وجدت أن هذا الرجل كان بذرة للفكر القرآني في وقت لم أعرف فيه من هم القرآنيين! تاريخ طبع الكتاب سنة 95، الرجل يتحدى الشعراوي - الراحل - و يتتبع أعماله و ينقدها كما ينتقد غيره ايضا لكن عينه كانت على الشعراوي طوال الوقت كون الرجل مشهور و كون عفيفي "غاوي شهرة" و واثق من نفسه و لو فعلا قد أتيح لهذا الرجل نشر كتابه بحرية لخلد اسمه بجانب الشعراوي كونه الدونكيشوت الذي تحدى أكبر طاحونة في الفكر الديني!

المهم أن الرجل اجتهد فأصاب كثيرا، بالفعل أعجبتني فيه روحه الثائرة على العقل التقليدي و خاصة أن هذا التحدي من شخص عادي يحاول أن يكون غير عادي و بالفعل أرى أنه لم يكن غير عادي في هذا الوقت أن يفكر شخص ما بهذه الحرية و بدون خوف لا من سلطات و لا من الناس و لا من كهنوت الدين المتمثل في الشعرواي!

بقى أن اذكر طراطيش كلام عن محمود عبد الرازق عفيفي و هذه معلومات ليست مؤكدة، بأنه موظف بسيط في وزارة الداخلية تعرض لمشاكل كثيرة بسبب كتبه و أيضا مع البلدية و غرامات البلدية بسبب رحلاته الليلية لكتابة أحزانه عن اضطهاده كأديب صاعد على حوائط المترو و على حوائط اخرى في محيط القاهرة الجغرافي، هل يا ترى اعتزل و ما زال يعيش كدونكيشوت مهزوم في مقابر التونسي بالإمام الشافعي أم خرج بهدوء من عالمنا بدون حتى نعي صغير في الجرائد؟

ربما يجب أن أقوم بزيارة قريبة و أتمنى أن أكون سعيد الحظ بالتعرف على شخص نادر مثله،،،

طارق- مقال بإحد المنتديات

No comments:

Post a Comment